جدد اختفاء فتاة مسيحية في محافظة بني سويف (150 كيلومترا جنوب القاهرة) وسط شائعات عن إسلامها، حلقات مسلسل اختفاء الفتيات المسيحيات بصعيد مصر، الذي ما زالت آخر حلقاته مستمرة، وهي حادثة كاميليا شحاتة زوجة كاهن كنيسة بالمنيا منذ 5 أشهر.
وقدم المواطن المسيحي إسحاق رمزي بلاغا للشرطة باختفاء ابنته إيمان (21 عاما) منذ يوم الجمعة الماضي، واتهم شابا مسلما يعمل نجارا بالمسؤولية عن اختفائها بسبب علاقة عاطفية تجمعه بابنته، معربا عن اعتقاده أن الشاب اصطحبها للقاهرة لإشهار إسلامها ليتزوجها، مشيرا إلى أن الشاب المسلم تغيب عن منزله بالمدينة منذ نفس يوم اختفاء إيمان.
وقالت مصادر بالمدينة إنه فور انتشار نبأ اختفاء إيمان، تظاهر عشرات المسيحيين أمام مقر مركز الشرطة في أهناسيا مطالبين بإعادتها، إلا أن الشرطة نجحت في فض المظاهرة، وفرضت وجودا أمنيا مكثفا في المدينة لمنع أي مصادمات محتملة بين المسيحيين والمسلمين، كما يحدث في الحالات المشابهة.
وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»: «جاري البحث عن الفتاة المختفية، وأي حديث يتردد عن سبب اختفائها مجرد تكهنات لا يمكن الجزم بصحتها حتى الآن»، فيما أكد القس طوبيا كاهن كنيسة مارمينا والبابا كيرلس بمدينة أهناسيا لـ«الشرق الأوسط» أن «الفتاة المختفية مواظبة على الحضور للكنيسة للصلاة والمشاركة في الأنشطة المختلفة».
وأوضح أن آخر مرة شوهدت فيها إيمان في المدينة يوم الجمعة الماضي كانت في الكنيسة، حيث أدت صلاتها وجلست لبعض الوقت في الكنيسة وخرجت.. إلا أنها لم تعد إلى منزلها.
ونفى علمه بالعلاقة التي تجمعها بشاب مسلم، قائلا «هذا هو ما يردده أهلها وأنا لا أعلم عنه شيئا»، إلا أنه أعرب عن اعتقاده أنه من الصعب أن تكون الفتاة المختفية قد أسلمت لأنها «مواظبة على الصلاة والخدمة في الكنيسة».
وكانت السيدة المسيحية كاميليا شحاتة زوجة كاهن كنيسة مار جرجس في دير مواس بمحافظة المنيا قد اختفت من منزل زوجها في شهر يوليو (تموز) الماضي، قبل أن تعثر عليها الشرطة بعد بضعة أيام وتسلمها إلى الكنيسة وسط أنباء تحدثت عن إسلامها، الأمر الذي تسبب في تظاهر المسيحيين والمسلمين بسبب الحادثة.
وتتسم العلاقة بين الكنيسة والدولة حاليا بالتوتر المكتوم بسبب القضية المعروفة إعلاميا باسم «أحداث العمرانية»، حين تظاهر نحو ألفي مسيحي محاولين اقتحام مبنى محافظة الجيزة احتجاجا على منع قوات الأمن لهم من تحويل مبنى خدمي لكنيسة من دون الحصول على ترخيص من الجهات المعنية، لتقع مصادمات بين الجانبين لقي فيها شابان مسيحيان مصرعهما وأصيب العشرات الآخرون، فيما تم اعتقال نحو 160 مسيحيا، أفرج عن 70 منهم قبل أيام فيما لا تزال بقيتهم رهن الاعتقال، فيما تردد أن البابا شنودة الثالث بابا المسيحيين الأرثوذكس اعتكف لفترة في دير وادي النطرون للضغط على الحكومة للإفراج عن المتهمين، وأنه سيعاود الاعتكاف للإفراج عن بقية المعتقلين.