دراسة أكاديمية: العلماء الشرعيون في السعودية سلكوا «خطوطا متنوعة» في فتاوى الشأن العراقي

قدرت عدد المقالات المنشورة في صحافة المملكة بـ 118 ألف مقال

TT

كشفت دراسة علمية شمول سلوك العلماء الشرعيين في السعودية خطوطا متنوعة في الفتوى المتعلقة بالعراق والعراقيين، والتي شكلت بدورها أهمية كبيرة في الساحة الدينية، كما تقول الدراسة التي أعدها الدكتور قاسم الجنابي وهو أستاذ جامعي، إذ أكد أن صدور فتاوى علماء المملكة كان على المستويين الرسمي والفردي.. «فهناك ما صدر من قبل هيئة كبار العلماء، والفتاوى الجماعية الصادرة عن مجموعة من العلماء، إلى جانب الفتاوى الفردية، والفتاوى المباشرة عن طريق البث الفضائي، فضلا عن الفتاوى المنشورة في الصحافة والإعلام، والمواقع الالكترونية لعلماء السعودية.

وبحسب الدكتور الجنابي فقد اتسمت الفتاوى بالموضوعية ومواكبة الأحداث ومستجداتها على الساحة العراقية، واصفا اياها بـ«الجامعة المانعة»، بيد أن النموذج الأول من الفتاوى كان دفاعا عن حق أهل السنة والتظلم لهم، كما صدر عن مجموعة من كبار العلماء والمشايخ وطلبة العلم في السعودية، من خلال بيان نشر في مواقع على الانترنت موقع من قبل 38 من كبار المشايخ السعوديين.

من جهة أخرى، أوضحت الدراسة أن الفتاوى السعودية لم تتأخر في التضامن مع الشيعة في حال احتاجوا إلى ذلك، وذلك حسبما صدر من فتاوى سعودية من قبل عدد من العلماء من بينهم الشيخ صالح الجدعان، والشيخ حسن النمر، والشيخ محمد العمير، والشيخ حسن الصفار، كلها استنكرت تفجير المراقد في سامراء.

وفي ما يتعلق بالنموذج الثاني من الفتاوى السعودية المتعلقة بالشأن العراقي، فكانت تدور حول الحق المشروع في المقاومة وحرمة الدم العراقي، وذلك استنادا إلى ما وجهه دعاة وعلماء سعوديون بارزون كالشيخ سفر الحوالي، والشيخ ناصر العمر، والشيخ سلمان العودة، والشيخ عوض القرني، بخطاب مفتوح أكدوا فيه على مشروعية المقاومة وتحريم التعاون مع المحتل ضد أعمال المقاومة، ودعوهم في ذات الوقت إلى حقن دماء المسلمين العراقيين وعدم استهداف رعايا الدول التي ليست طرفا في النزاع والموجودين في العراق. ونوهت الدراسة بخطاب العلماء السعوديين الذي يؤكد أن قتال المحتلين واجب على ذي القدرة وهو من جهاد الدفع، مؤكدين في هذا الصدد على أن المحتلين في العراق هم من المحاربين المعتدين الذين اتفقت الشرائع على قتالهم، وخلصوا إلى أن المقاومة حق مشروع وأنه لا يجوز لمسلم أن يلحق الضرر بأحد من رجال المقاومة أو يدل عليهم بل تجب نصرتهم وحمايتهم. وأفتوا بحرمة تقديم أي دعم أو مساندة للعمليات العسكرية من قبل جنود الاحتلال، معتبرين ذلك إعانة على الإثم والعدوان.

في الوقت ذاته، أشارت الدراسة إلى ما واجهته الفتاوى السعودية من انتقادات من قبل بعض العراقيين، لا سيما السياسيين منهم، باستثناء ما لقيته فتوى مفتي عام السعودية من قبل نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي الحالي، والتي حذر فيها الشباب من الذهاب إلى الخارج بقصد الجهاد من إشادة.

من ناحية أخرى، كشفت الدراسة على عدم اتفاق الإعلاميين السعوديين حول عدد من الجوانب المتصلة بالحرب على العراق، وذلك من خلال دراسة ما يقارب 118 ألف مقال، 26 ألفا منها تناولت الحرب على العراق بشكل مركز، بلغت فيها نسبة الموقف الايجابي المؤيد للعراق في الحرب 90 في المائة، فيما تُقدر نسبة الموقف السلبي في المقالات نحو صدام وحزب البعث 73 في المائة فقط، وسجلت المواقف المحايدة نسبة 26 في المائة.