جلسات مؤتمر «جهود السعودية في خدمة القضاياالإسلامية» تواصل الانعقاد لليوم الثاني

هيئة الإغاثة الإسلامية: الأمم المتحدة أكدت إنفاق السعودية خلال العام الماضي 1.9% من إجمالي الدخل القومي للقضايا الإنسانية * أمين الندوة العالمية للشباب الإسلامي: من آثار 11 سبتمبر انحسار المساعدات السعودية على المجال الإغاثي الإنساني

TT

أكد الدكتور صالح الوهيبي أمين عام الندوة العالمية للشباب الإسلامي أن أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 ألقت بظلالها على الجهود التي كانت تبذلها السعودية في كافة أقطار العالم، لافتا إلى انحسار الدور السعودي في المجال الإغاثي الإنساني والاجتماعي خلال تسع سنوات مضت.

وقال الدكتور الوهيبي في الجلسة الخامسة للمؤتمر المنعقد حاليا في المدينة المنورة حول جهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية، «إن الناس يريدون المملكة ويعترفون بألسنتهم بدورها وجهودها، ونحن نريد أن نقف وقفة شجاعة ونقول ما الذي جرى، فأعداؤنا يريدون أن نوقف مشروعنا، ولكن الأصدقاء أيضاً يطلبون أن يستمر هذا المشروع الإنساني الإغاثي».

يأتي ذلك في وقت تواصل فيه جلسات المؤتمر لليوم الثاني، بعد افتتاحه يوم أول من أمس، إذ عدّ الدكتور عبد الله بن محمد المطلق عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي، دعم السعودية في دعم القضايا الإسلامية «واجبا شرعيا»، معلقا «أن من نعم الله أن جعل ثواب الواجب أفضل من ثواب النافلة».

ودعا الدكتور عبد الله بن صالح العثيمين الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية إلى استنهاض المسلمين لإنقاذ الأقصى من التهويد، وأشاد في مداخلة بوقوف المملكة مع الشعب الجزائري إبّان الاستعمار وحتى الاستقلال، فيما داخل الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي بالقول «إن المملكة كان لها دور فاعل في تخفيف الحظر الذي كان مفروضاً على الجماهيرية الليبية، تمثل في استقبل الحجاج الليبيين، معللة بأن الحج حالة خاصة ولا يمكن منع المسلمين منه بأي وسيلة»، وهو ما أيّده الدكتور إدريس لكريني الباحثُ المغربي الذي قال «إن موقف المملكة هذا كان مدخلا شجّع كثيراً من الدول لكسر هذا الحظر مثل جنوب أفريقيا.. وهو أيضا ما مهد الأجواء للرفع الكلي لهذا الحظر فيما بعد».

من ناحيته، ثمن الدكتور درادكة من تركيا دور المتطوعين السعوديين في الحرب مع إسرائيل منذ عام 1946، لافتا إلى وصول عددهم - وقتها - في الرياض وحدها إلى نحو 2000 متطوع، فيما اعتبر الدكتور محمد الزحيلي من جامعة الشارقة، موضوع الأقليات المسلمة «خطيرا وحساسا»، وقال في الجلسة الثالثة للمؤتمر، إن عدد المسلمين في الأقليات يتجاوز 700 مليون مسلم، أكثرهم من أهل تلك البلاد الأصليين. وأضاف «يعد المسلمون أكثرية في بعض تلك البلدان.. بيد أن المحتل، سلم السلطة لغير المسلم ليتحكم في المسلمين فصاروا أقلية».

وفي مداخلة خلال الجلسة الرابعة للمؤتمر، أجمع الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق والأستاذ الدكتور عادل بن علي الشدي على الجهود التي قدمتها المملكة في قضية «نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم» والآليات والإعدادات والجوائز التي برزت في هذا الجانب، في حين دعا الدكتور هاشم إلى تشجيع الأبناء على تقديم صورة كبرى عن الإسلام وعن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال «على الجميع أن يظهروا التحاور أمام العالم كي يتمكنوا من الحد من التطاول على الدين الإسلامي وعلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم».

واقترح احد المشاركين بإقامة مركز معلومات ودراسات عن جهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية ليسهل على الباحثين سرعة الوصول إلى أي معلومة يرغبون الوصول إليها خلال بحثهم وإعدادهم.

واقترحت الدكتورة فاتن حلواني بجامعة الملك عبد العزيز في جدة، إفراد جهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية، كل ملك على حدة. وطالبت الدكتورة حلواني بالعمل على تسليط الضوء على جهود المملكة في دعم البوسنة والهرسك منذ توحيد المملكة وحتى الوقت الحالي.

إلى ذلك، عرج عبد الله السليطي الباحث البحريني على حجم الدعم السعودي للبنك الإسلامي للتنمية قائلا «قدمت المملكة تسهيلات ومساعدات فنية منذ إنشاء البنك، إذ بلغ حجم التمويل التراكمي الذي قدمته السعودية للبنك الإسلامي للتنمية منذ تأسيسه حتى عام 1428هـ نحو 51 مليار دولار، وبلغت مساهمة المملكة في 25 في المائة من رأس مال البنك عند صدور قرار إنشائه». وأضاف السليطي «دعمت المملكة حماية واستقلالية للبنك في مزاولة عمله وفتح الحسابات دون أخذ موافقات رسمية، وساهمت في إيجاد حصانات وإعفاءات جمركية لمنسوبي البنك، واحتضنت مقره، مقدمة امتيازات بيع وشراء لسندات الهدي والأضاحي للبنك».

وأشار الدكتور عدنان خليل باشا خلال الجلسة الخامسة، إلى إسقاط السعودية ديونها لدى 11 دولة إسلامية، بمبلغ يفوق 6 مليارات دولار، دعماً لاقتصاد تلك الدول، فيما استفادت 73 دولة في مختلف أنحاء العالم من المساعدات السعودية في مجالات إنسانية وتعليمية وتدريبية، قدمتها هيئات ومؤسسات إسلامية ترعاها المملكة، مؤكداً أن الدور السعودي الإغاثي الذي يقوده حالياً خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يتولى تقديم العون والمساعدة عربياً وإقليمياً ودولياً، ويتميز بسرعة الاستجابة للأزمات وانعدام الشروط السياسية والمصالح الخفية. وقال عدنان باشا من هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية إن منظمة الأمم المتحدة أصدرت أخيراً تقريراً أكدت خلاله أن المملكة قدمت 1.9 في المائة من إجمالي دخلها القومي العام الماضي كمساعدات إنسانية وإغاثية للدول والشعوب الإسلامية في كافة أنحاء العالم. وكان الدكتور عبد العزيز بن سعود العنزي رئيس الجلسة الخامسة في المؤتمر أبلغ الباحثين المشاركين في الجلسة بوفاة الباحث الهندي مقتدى ياسين، إلا أن بحثه الذي جاء بعنوان «المنح الدراسية المقدمة من المملكة العربية السعودية للطلاب المسلمين في الجامعات»، حضر وسمع الحضور ملخصا منه.

من جانبه، قال البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إن المنظمة تعيش في أيام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عصرها الذهبي، لافتا إلى أن ذلك أتاح لها إمكانات ووسائل وسياسات جديدة، تناولت أهدافا ورؤى  تشكل تحولا كبيرا في مسيرة المنظمة تجسدت في ميثاق جديد وخطة عمل عشرية.

إلى ذلك، شارك في الحوار الأول الذي عقد نهار أول من أمس، بعنوان «جهود المملكة العربية السعودية في دعم القضايا الإسلامية»، قاضي قضاة المملكة الأردنية الهاشمية الدكتور أحمد محمد هليل ورئيس جامعة الأزهر الأسبق الدكتور أحمد عمر هاشم إلى جانب رئيس هيئة التعاون البرلماني لمجلس النواب الإندونيسي الدكتور محمد هداية نور وحيد، الذي أشار إلى جهود السعودية في الدفاع عن سيادة إندونيسيا، لافتا إلى البيان الصادر من مجلس الوزراء السعودي الذي رفض أي تقسيم لإندونيسيا. كما أشار هداية إلى الدور الذي تقدمه المملكة في خدمة الأقليات المسلمة في الفلبين وتايلاند.

وكان الدكتور أحمد هليل وصف وقفات المملكة مع جميع المسلمين بالرائدة، وقال «كلما زادت المحن على المسلمين ظهرت المملكة تسجل السبق في تقديم الإعانة والمساعدة والتخفيف من الويلات».

من جهته، أكد الدكتور أحمد عمر هاشم أن المملكة حملت رسالتها في دعم القضايا الإسلامية من منطلقين؛ الأول أنها مهبط الوحي وأرض الحرمين، والمنطلق الثاني أنها جزء كبير من الأمة الإسلامية. وأشار هاشم الى أن خيرية هذه الأمة جاءت لأنها كلفت بالدعوة وتوصيل رسالة الإسلام، وقال «اعتنت السعودية بقضية الدعوة والعقيدة وتحقيق الأمن وتطبيق الشريعة ومحاربة البدع والخرافات، إلى جانب عنايتها بالقرآن الكريم».

إلى ذلك، أيّد الدكتور محمد النجيمي الباحثَ العراقي الدكتور أحمد الجنابي على بيانه «الموقف الصحيح لعلماء المملكة عما يجري في العراق، خصوصاً أن هناك من يشكّك في دورهم ويصفه بالسلبي». وأكد النجيمي أن موقفهم «اتصف دائماً بالرصانة والدقة والحياد التام سواء في ما يجري في العراق أو غيره»، وذلك خلال الجلسة الثانية المعنونة بـ«جهود المملكة في دعم قضايا المسلمين في العالم».