أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في مقابلة مع وكالة الأنباء السورية (سانا)، على ضرورة عدم تسييس مسار المحكمة الخاصة بلبنان وعلى دعم بلاده للمبادرة السورية - السعودية الرامية إلى حل الأزمة الراهنة في لبنان.
وأكد أردوغان في المقابلة التي نشرتها أمس صحف دمشق على «ضرورة عدم تسييس مسار المحكمة الدولية» التي شكلتها الأمم المتحدة لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005، كما شدد على «ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية والحوار والتوافق الوطني» في لبنان معربا عن دعم بلاده «للمبادرة السورية - السعودية والوقوف على مسافة متساوية من جميع الأطراف اللبنانية».
وأكد رئيس الوزراء التركي على أن «استقرار لبنان مهم جدا بالنسبة للمنطقة وأن تركيا تدعم وتؤيد استقلال وسيادة لبنان وتولي الاستقرار فيه أهمية بالغة ومن هذا المنطلق تدعم حكومة الوفاق الوطني» التي يرأسها سعد الحريري.
وحول مسار عملية السلام في الشرق الأوسط اعتبر أردوغان أن فشل المساعي الأميركية لإقناع إسرائيل بضرورة تمديد قرارها السابق بتجميد بناء المستوطنات هو «مصدر قلق بالغ بالنسبة لتركيا». ولفت إلى أن إسرائيل «أثارت بتصرفاتها الأخيرة الكثير من الشبهات في ما يتعلق برغبتها في السلام بالمنطقة بعد أن رفضت جميع المناشدات والدعوات الدولية واستمرت في بناء المستوطنات مخالفة بذلك القانون الدولي وواضعة مساعي السلام في طريق مسدود».
واعتبر أردوغان أن «المسار السوري للسلام والتوصل لحل نهائي ذو أهمية مصيرية بالنسبة لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط» مؤكدا أن «تمسك سورية بالعودة إلى المفاوضات عبر الوسيط التركي يعكس ويثبت الأهمية البالغة التي توليها لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة».
ودعا أردوغان إسرائيل إلى «أن تثبت بالقول والفعل أنها تريد السلام بكل صدق».
كما دعا الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى «إدراك مدى أهمية المسار السوري والدور التركي في ذلك والضغط على إسرائيل لتغيير سياساتها الحالية التي تعرقل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة». وأكد أن «أي تطورات إيجابية في العلاقات التركية الإسرائيلية سيكون لها دون أدنى شك انعكاسات إيجابية على هذا الموضوع».