جلسة صلح بين رئيسي اتحادي كرة القدم الجزائري والمصري تثير زوبعة بالبرلمان الجزائري

برلماني من «التجمع الوطني» يتهم روراوة بـ«بيع القضية في المزاد العلني»

TT

حطت الأزمة الكروية التي نشبت بين الجزائر ومصر، نهاية العام الماضي، رحالها بقبة البرلمان الجزائري على خلفية اتهام برلماني رئيس اتحاد كرة القدم محمد روراوة بـ«بيع القضية في المزاد العلني»، بعد جلسة صلح عقدها مع رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر، بوساطة قطرية.

لا تزال أزمة كرة القدم بين الجزائر ومصر، التي تحولت إلى شبه قطيعة بين البلدين، تثير جدلا في أوساط الجزائريين. وقد انتقلت إلى مبنى «مجلس الأمة» (الغرفة البرلمانية الثانية)، في وقت كان يترقب جميع متتبعي القضية نهاية الخلاف بعد رسائل تبادلها رئيسا البلدين في مناسبات كثيرة، تلتها الأسبوع الماضي جلسة صلح جرت بين رئيسي الاتحادين الجزائري والمصري محمد روراوة وسمير زاهر، في الدوحة، بفضل وساطة قام بها الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني، رئيس الاتحاد القطري، ومحمد بن همام، رئيس الاتحاد الآسيوي.

واتهم عضو «مجلس الأمة» عمار مسعود، المنتمي لحزب رئيس الوزراء «التجمع الوطني الديمقراطي»، محمد روراوة بـ«بيع القضية في المزاد العلني». جرى ذلك الليلة قبل الماضية، أثناء مناقشة السياسة العامة للحكومة، وبحضور الوزير الأول أحمد أويحيى وأعضاء الحكومة، من بينهم وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار. وقال البرلماني بنبرة غاضبة: إن رئيس الاتحاد «باع شرف الجزائر من أجل مقعد بالاتحاد الدولي لكرة القدم»، في إشارة إلى مسعى روراوة للحصول على مقعد بالمكتب التنفيذي بـ«الفيفا». ولم يوضح البرلماني العلاقة بين المصالحة مع زاهر ورغبة روراوة في منصب بـ«الفيفا». وابتسم أويحيى وهو يستمع لهجوم برلماني حزبه.

وانتقد عمار مسعود بشدة التلفزيون الحكومي الجزائري الذي وصفه بـ«الرديء»؛ لأنه لم يقم بأي دور حسبه، في الرد على «الحملات المسيئة للجزائر» أثناء القصف الإعلامي الشديد المتبادل قبل وأثناء وبعد 3 مباريات جمعت مصر والجزائر لحساب تصفيات كأس العالم التي جرت بجنوب أفريقيا الصيف الماضي. وفي المقابل، وجه البرلماني التحية للصحافة المكتوبة «التي فضحت رئيس الاتحاد الجزائري الذي باع شرف الجزائر في مقابل مكان له بالمكتب التنفيذي لـ(الفيفا)». وواصل البرلماني هجومه الحاد على روراوة، إلى أن توقف بث مداخلته عبر الميكروفون بسبب انتهاء الـ7 دقائق الممنوحة لكل عضو بالبرلمان أراد إبداء ملاحظات على السياسة العامة للحكومة، التي عرضها أويحيى الأحد الماضي.

وقال سمير زاهر للصحافة الدولية بالدوحة، بعدما عانق روراوة: «لا توجد خلافات بين الشعبين المصري والجزائري، ولا يوجد ما يعكر صفو البلدين». أما رئيس الاتحاد الجزائري، فصرح بأن الجزائر ومصر «تربطهما علاقات قوية، ومن الطبيعي أن تلتقيا في المناسبات والبطولات الرياضية، ومن الضروري أن تكون العلاقة طيبة وأخوية بين الاتحادين». وتحدث عن «وجود مشكلات في الملاعب لكن لا يجب أن نسمح لها أن تكون سببا في الإساءة إلى الرموز والمؤسسات».

وانقسم الشارع الجزائري بين مؤيد ومتحفظ على المصالحة التي تمت بين زاهر وروراوة. وعكست الصحف في الأيام الماضية تباين المواقف، بشكل واضح. وقال جمال خيتي، 25 سنة، من مدينة خميس مليانة (120 كم غرب العاصمة)، لـ«الشرق الأوسط»: إن روراوة «لم يفوضه أحد لعقد مصالحة مع زاهر، فقد تحدث باسم الجزائريين من دون أن يطلب منه أحد ذلك وقال إن الأزمة انتهت، من دون أن تنتهي في الواقع؛ لأننا ما زلنا نطالب بأن يعتذر المصريون عما بدر منهم من إساءة لرموزنا وشهدائنا».

وعلى خلاف جمال، يذكر عبد الرحمن بورنان، وهو موظف سابق بوزارة النقل، متقاعد حاليا، أن القطيعة التي وُضع حد لها بالدوحة الأربعاء الماضي «شيء مستحب؛ فأنا من الذين يرون أن الوقت حان لإزالة الاحتقان مع المصريين، الذين ما يجمعنا بهم أكثر مما يفرقنا». ودعا عبد الرحمن إلى «عدم إيلاء أهمية للأصوات من هنا (الجزائر) وهناك (مصر) التي تصب الزيت على النار».