أشكنازي يصدر أوامر باستهداف عناصر حماس لأول مرة منذ انتهاء الحرب

إسرائيل تصعد باستهداف مواقع عسكرية ومدنية

خبير إسرائيلي يتفحص بقايا قذيفة سقطت في كيبوتس قرب عسقلان أمس (أ. ب)
TT

بينما يعتبر تواصلا للتصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، شنت طائرات حربية إسرائيلية الليلة قبل الماضية عدة غارات مختلفة في غزة بحجة الرد على إطلاق فلسطينيين قذائف على بلدات إسرائيلية في محيط القطاع، أسفرت إحداها عن إصابة إسرائيلي بجروح طفيفة. واستهدفت الغارات مواقع تدريب لـ«كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس مقامة على أنقاض مستوطنة غرب مدينة خان يونس، جنوب القطاع، مما أدى إلى نشوب حريق كبير في المنطقة وإصابة أحد عناصر القسام بجراح بالغة. كما استهدفت الغارات مواقع مدنية، منها مصنع للأجبان في مدينة أصداء الإعلامية، مما أدى إلى إصابة شخصين. ولم توقع الغارة الثالثة التي استهدفت منزلا مهجورا شرق المدينة أي إصابات.

وفي شمال القطاع نجت 3 مجموعات من المقاومين من موت محتم عندما استهدفتها الطائرات الإسرائيلية، بينما كانت ترابط بالقرب من الخط الفاصل بين غزة وإسرائيل.

من ناحية ثانية كشفت الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية أمس النقاب عن أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي أصدر تعليمات باستهداف عناصر حركة حماس في قطاع غزة، وذلك لأول مرة منذ انتهاء الحرب على قطاع غزة أواسط يناير (كانون الثاني) 2009. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية عن مصدر عسكري القول إن أشكنازي أصدر تعليماته بأن تستهدف الغارة الجوية الليلة قبل الماضية مواقع لحركة حماس تحديدا، بعد توفر مؤشرات على أن الحركة تقف وراء التصعيد العسكري الأخير. وأشارت المصادر إلى أن الانطباع السائد في الدوائر الأمنية الإسرائيلية أن قيادة حماس تحث منظمات أخرى على إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل وذلك لأسباب مختلفة داخلية واستراتيجية.

وحذر أشكنازي من أن الأوضاع على الحدود مع قطاع غزة قد تكون هشة وقابلة للاشتعال. وفي إفادته أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست ظهر أمس قال إنه سيتم نصب كتيبة مكلفة بتشغيل منظومة دفاعية في محيط القطاع لاعتراض القذائف الصاروخية لحماية البلدات اليهودية. واستدرك أشكنازي قائلا إن قيادة حماس ترغب من خلال التصعيد الأخير اختبار الرد الإسرائيلي وليس المبادرة لإشعال مواجهة شاملة مع إسرائيل. وأشار إلى أن الفصائل الفلسطينية كثفت من أنشطتها خلال العام الماضي، موضحا أن الجيش الإسرائيلي يعمل داخل القطاع في عمق قطاع غزة لإحباط العمليات التي تخطط لها حركات المقاومة.

على صعيد آخر زعمت مصادر عسكرية إسرائيلية أن حماس عملت على تحسين قدراتها الصاروخية في الآونة الأخيرة، خاصة في أعقاب امتلاكها لأجهزة ومعدات عسكرية وتكنولوجية متطورة – إيرانية الصنع - والتي تسهل عملية إصابة الهدف بدقة بالغة. ونقل موقع «تيك ديبكا» الاستخباري الإسرائيلي عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها: إن «حماس باتت تمتلك القدرة على توجيه صواريخها وقذائفها إلى الهدف الصحيح دون أن تخطئه»، مشيرا إلى أن ذلك أثبت بشكل قاطع قبل عدة أيام، حين استهدفت دورية لجيش الاحتلال قرب حدود غزة بقذيفة عالية الدقة.

ويرى الموقع أن حماس «تطلق صواريخها صوب أهداف ومناطق خالية في إسرائيل، بهدف التمويه فقط، ولكنها قادرة على إصابة الهدف بدقة»، بحسب المزاعم.

إلى ذلك أكد نائب وزير الدفاع الإسرائيلي متان فلنائي أن الوضع في محيط قطاع غزة ما زال بعيدا عن حرب استنزاف، ولكنه يحمل دون شك بصمات مثل هذه الحرب. وفي مقابلة إذاعية صباح أمس قال فلنائي «إن جماعات متطرفة معارضة لحماس هي التي تطلق معظم القذائف الصاروخية والهاون من غزة في حين تدرك حماس نفسها ماذا سيحدث إذا ردت إسرائيل على ذلك وتعي تماما ما سيحدث» على حد قوله. وأكد أن الدوائر الأمنية ستتخذ القرار بشأن تشغيل منظومة القبة الحديدية لاعتراض القذائف الصاروخية في التجمعات الاستيطانية في منطقة النقب ومحيطها من عدمه، وفقا لاعتبارات عسكرية بحتة.