الصومال: اندماج حركة الشباب والحزب الإسلامي في جماعة مسلحة واحدة

TT

أعلن المتمردون الإسلاميون المناوئون للسلطة الانتقالية في الصومال التي يترأسها الرئيس الشيخ شريف شيخ أحمد اندماجهم في جماعة مقاتلة موحدة، استعدادا لمواجهة عسكرية ضد القوات الحكومية المدعومة بقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي (أميصوم).

وأعلن محمد عثمان أروس، المتحدث باسم الحزب الإسلامي، توحيد صفوف الحزب مع حركة الشباب من أجل تصعيد الهجمات على الحكومة. وقال أروس في العاصمة الصومالية مقديشو، مساء أول من أمس، إن «كبار قادة حزب الإسلام قرروا الانضمام مع إخواننا، ونحن الآن جماعة واحدة اسمها الشباب».

وقالت مصادر حكومية صومالية لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف، إن الشيخ حسن طاهر أويس زعيم الحزب الإسلامي بصدد الإعلان قريبا عن هذه الخطوة، معتبرة أن من شأنها إرباك الخطة التي يعكف عليها الرئيس الصومالي مع قادة قواته العسكرية والأمنية لطرد ميليشيات الحزب الإسلامي وحركة الشباب من العاصمة مقديشو وإحكام سيطرة الحكومة الهشة على المدينة.

وبدا أمس أن سلسلة الاجتماعات المكثفة التي عقدت على مدى اليومين الماضيين بين قيادات حركة الشباب وجماعة أويس قد أسفرت عن اتخاذ مسؤولي الحزب الإسلامي قرارا بحل الحزب ودمج عناصره المسلحة ضمن حركة الشباب.

ويعتبر الشيخ أويس من الحلفاء السابقين للشيخ شريف قبل أن تندلع الخلافات السياسية بينهما بعد انهيار تنظيم المحاكم الإسلامية عام 2006، واتجاه شريف إلى جهود الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة لإحلال السلام والاستقرار المفقودين في الصومال منذ عام 1991.

وقال مسؤول بحكومة رئيس الوزراء الصومالي محمد فرماجو لـ«الشرق الأوسط»: «إن اندماج الحزب الإسلامي وحركة الشباب لا يعني تغيير الخريطة العسكرية للحرب الأهلية في البلاد»، لكنه قال في المقابل «إنها خطوة خطيرة تعكس رغبة الطرفين في الإطاحة بالسلطة الانتقالية».

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه «من الناحية العملية لم يعد لدى الشيخ أويس أي حظوة لدى المتشددين، بعد أن فقد الكثير من نفوذه بسبب الانشقاقات المستمرة داخل الحزب الإسلامي».

وقال الرائد باكو باريجي، المتحدث باسم قوات الاتحاد الأفريقي، «إن تلك الخطوة لن تغير شيئا»، مشيرا في تصريحات صحافية له أمس إلى أن قواته المؤلفة من نحو 6 آلاف جندي من أوغندا وبوروندي تعرضت للهجوم من الجماعتين في وقت واحد عدة مرات من قبل.

وكانت 4 جبهات إسلامية صومالية قد توحدت في تحالف جديد معارض للشيخ شريف تحت اسم «الحزب الإسلامي» بهدف «توحيد أعمال المقاومة لمحاربة قوات حفظ السلام الأفريقية (أميصوم) الموجودة في الصومال»، ويبلغ قوامها 3200 عنصر، وتتكون من قوات من أوغندا وبوروندي. وترى هذه الفصائل أن الوجود العسكري الأفريقي في الصومال إنما هو وجود غير مرغوب فيه ويعتبر امتدادا للاحتلال الإثيوبي السابق للصومال.

إلى ذلك، أدى انفجار قنبلة زرعت أمس على الطريق قرب نقطة تفتيش إلى الجنوب من العاصمة مقديشو إلى مقتل 6 جنود حكوميين صوماليين كانوا يحاولون نقلها في سيارة فانفجرت، فيما قال محمد مختار الضابط الرفيع في نقطة التفتيش لوكالة «رويترز»: «قتل الانفجار 7 أفراد، هم 6 من الجنود الحكوميين ومدني، وأصاب 11 جنديا حكوميا». ولا تسيطر الحكومة الاتحادية الانتقالية التي تدعمها الأمم المتحدة في الصومال إلا على عدة أحياء في العاصمة الساحلية التي مزقتها الحرب، وتقاتل قواتها لمحاولة استعادة شمال مقديشو من المتمردين المسلحين.

ويقاتل متمردو الشباب حكومة الرئيس الشيخ شريف شيخ أحمد التي يدعمها الغرب منذ بداية عام 2007، ويحاولون الحفاظ على شمال العاصمة الذي يصل مدى مدفعيتهم منه إلى قصر الرئاسة.