موظفو مفوضية الانتخابات العراقية يتظاهرون مطالبين بوظائف دائمة

الهيئة الانتخابية حملت وزارة المالية مسؤولية عدم تثبيتهم

TT

أصبح منظر تجمهر شرائح معينة من الشعب العراقي داخل ساحة الفردوس أمرا مألوفا للبغداديين وحتى من غير البغداديين الذين يقطعون عشرات الأميال للتجمع في هذه الساحة، محتجين على قرار أو سياسة، أو المطالبة بشيء معين، وهنا بدأ الجميع يسمي ساحة الفردوس بساحة المظاهرات والاحتجاجات، خاصة أن هذه الساحة شهدت إعلان سقوط النظام السابق عندما همت دبابة أميركية بإسقاط أكبر نصب للرئيس الأسبق صدام حسين.

وبعد عدة أيام من تظاهر نساء ناشطات في مجال الدفاع عن الحريات العامة والخاصة، شهدت ساحة الفردوس أمس مظاهرة شارك فيها أكثر من 700 موظف في مفوضية الانتخابات قدموا للعاصمة من مختلف محافظات العراق، للاحتجاج على ما سموه التفاف المفوضية على القانون المقر في بداية العام الحالي والقاضي بتعيينهم وتوفير الدرجات الوظيفية لهم، لكن الأخيرة تنصلت من تطبيقه.

المحامي مازن أحمد غزاي، مدير فرع الصويرة لمفوضية الانتخابات، أكد لـ«الشرق الأوسط»: «جئنا إلى ساحة الفردوس لنطالب مجلس النواب والحكومة العراقية بالإيفاء بوعودهم، وذلك بتثبيت موظفي المراكز الفرعية في بغداد والمحافظات وموظفي التسجيل في هذه المراكز على الملاك الدائم للمفوضية».

بدوره، أكد مصدر في مفوضية الانتخابات لـ«الشرق الأوسط» أن سبب المشكلة «عدم تخصيص درجات كافية، وحول لنا عبر وزارة المالية فقط 2500 درجة وظيفية، وهنا تم تعيين رؤساء المكاتب المركزية وجزء من كوادرهم». وأضاف أن «عدد الكادر الكلي في حال صدور تخصيصات مالية كافية سيصل إلى 8 آلاف موظف والتخصيصات المالية لا تكفي لتعيين كل هذا العدد، وعلى البرلمان تخصيص موازنة إضافية لإنهاء هذه المشكلة».

من جهتها، قالت ريم التميمي رئيس الإدارة الانتخابية في المفوضية، إن الأخيرة «طالبت مجلس النواب بالنظر في القضية»، مشيرة إلى «أن هؤلاء الموظفين تم إدخالهم في دورات تخصصية كثيرة واكتسبوا خبرة كبيرة في مجال عملهم، وهذه القدرات والطاقات لا بد أن تستوعب بطريقة تضمن حقوقهم بعد أن كانت لهم مواقف وتضحيات كبيرة خلال السنوات الماضية ويتوجب علينا أن نحتضنهم ونضمن لهم ولعوائلهم الحقوق الكاملة، باعتبارهم الأشخاص المؤهلين للعمل في مراكز التسجيل ولا يمكن التفريط بهم.

مصدر مسؤول في المفوضية، أوضح أن عمل المفوضية حاليا وبعد انتهاء الانتخابات والفرز يكون في قطاع التوثيق، «فقد بدأنا سلسلة توثيق وقائع الانتخابات بشكل كامل وحصرها داخل كتاب يتضمن كل المعلومات، ليكون أشبه بمرجع للراغبين بالاطلاع، كما نقوم أيضا بنشاطات كثيرة، منها التحضير لانتخابات المجالس وأيضا إمكانية إجراء استفتاء شعبي في مناطق مهينة، مثل البصرة لبيان قبول سكانها بالانتظام بإقليم من عدمه».