الإسلامي الفلسطيني أبو ريدة.. اعتقل في إيران وقتل في قندهار بصاروخ أميركي

بعد سنوات من المتاعب النفسية والحياة تحت الإقامة الجبرية في لندن

محمود أبو ريدة (تصوير: حاتم عويضة)
TT

كشف «المرصد الإعلامي الإسلامي» في لندن أن الإسلامي محمود أبو ريدة، المكنى «أبو رسمي الفلسطيني»، الذي قتل في غارة أميركية في أفغانستان أصيب بالشلل من جراء القصف قبل فترة، ثم قضى نحبه وتلقت زوجته وأطفاله الخمسة في الأردن نبأ وفاته الأسبوع الماضي. وقال ياسر السري (أبو عمار المصري) مدير المرصد، وهو هيئة حقوقية تهتم بأخبار الأصوليين حول العالم، إن أبو رسمي الذي كان يقيم في بريطانيا منذ عام 1995 حيث احتجز في سجن «بيلمارش» ومستشفى «برودمور» للأمراض النفسية والعصبية من دون تهمة بين ديسمبر (كانون الأول) 2001 ومارس (آذار) 2005 في إطار قانون مكافحة «الإرهاب» الصادر عام 2001، غادر إلى سورية ومنها لمصر ثم إلى غزة ومنها عاد مرة أخرى لسورية ثم إيران التي اعتقل فيها ثم غادرها بعد الإفراج عنه لأفغانستان حيث قضى نحبه هناك.

وأضاف السري لـ«الشرق الأوسط» أن السلطات البريطانية تقدم دعما لوجيستيا بالمعلومات للقوات الأميركية العاملة في باكستان وأفغانستان والصومال، عبر التنصت على المكالمات الهاتفية، وكشف عن مقتل شابين بريطانيين اعتنقا الإسلام في الشريط القبلي بداية الشهر في غارة بطائرة أميركية من دون طيار، اسمهما أبو بكر ومنصور. وتحدث السري عن تعرض أبو رسمي لضغوط بريطانية دفعته إلى مغادرة العاصمة لندن إلى سورية. وحسب مصادر أصولية ترك أبو ريدة (39 عاما) بريطانيا حيث قتل في غارة جوية في أفغانستان، بعد أن انضم لرفاقه في قندهار.

وقالت مواقع أصولية إن أبو ريدة كانت علاقته قوية مع الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، وزعيم تنظيم قاعدة بلاد الرافدين في العراق، أبو مصعب الزرقاوي الذي اغتيل عام 2006. وكذا مع عدد من الناشطين الإسلاميين في بريطانيا.

وكانت السلطات البريطانية قد سمحت لأبو ريدة بالخروج من بريطانيا والسفر لإسبانيا في سبتمبر (أيلول) الماضي بعد أن وعد بأنه لن يعود للأراضي البريطانية مرة أخرى. وحسب موقع جهادي فقد أعلن عن مقتله في أفغانستان. وجاء الكشف عن مقتله هناك بعد أن تحدثت تقارير عن مقتل بريطانيين اعتنقا الإسلام في غارة أميركية على بلدة داتا خل في منطقة القبائل الباكستانية قبل 6 أيام.

وكان أبو ريدة قد اعتقل بعد هجمات سبتمبر 2001، وأفرج عنه لاحقا على أن يكون تحت إقامة إجبارية في البيت ومراقبا، لكن الرقيقة الإلكترونية التي كان يلبسها تم نزعها بعد أن ظهر أنه يعاني من حالة اكتئاب نفسية، حيث قضى فترة في مصحة للعلاج النفسي، وأجرت «الشرق الأوسط» حوارين مع أبو رسمي بعد الإفراج عنه بالحلقة الإلكترونية.

وأثناء فترة وجوده في بريطانيا كلاجئ أكد أبو ريدة لـ«الشرق الأوسط» على أن علاقته بأفغانستان قامت على مساعدة الأفغان وفتح مدرسة لتعليم أبنائهم وتوزيع الدعم الإغاثي عليهم، وذلك بعد تخرجه في الجامعة الإسلامية في إسلام آباد. وكان أبو ريدة سافر إلى باكستان في بداية التسعينات من القرن الماضي. ووصل إلى بريطانيا عام 1995 مع زوجته وأطفاله. ورفض طلب لجوئه أول الأمر لأن سبب اللجوء لم يقبل من وزارة الداخلية لكنه استأنف ضد القرار ومنح بعد ذلك وضع لاجئ عام 1998. وكشفت مصادر مطلعة في لندن أن كتاب «فرسان تحت راية النبي» لمؤلفه أيمن الظواهري نائب بن لادن أرسل لأبو ريدة لنشره، حسب رسالة من الظواهري لأبو مصعب الزرقاوي أرسلت للأخير عام 2005.

واعتقل بعد هجمات عام 2001 حيث قالت سلطات الهجرة إنه «كان ناشطا في دعم الكثير من الجماعات الإرهابية الدولية بما فيها تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن. لكن الاتهام الرئيسي الذي وجه إليه أنه كان يجمع المال ويوزعه على شبكات (القاعدة)، إضافة لاتهامه بالحصول على وثائق مزيفة لتسهيل سفر المتطوعين وتدريبهم في أفغانستان». يذكر أن أبو ريدة اعتقل في سجن بيلمارش الأمني ثم نقل إلى مصحة «برودمور» عام 2002 حيث كان يعاني من عدد من العوارض النفسية، العاطفية ورضوض ما بعد الأزمة والاكتئاب وتوترات شخصية. وقال في حينه إنه كان يجد صعوبات في التعامل مع وضعه النفسي وكان يقضي وقتا طويلا في الظلام. وبسبب مصاعبه النفسية أطلق سراحه.