موسكو ونيودلهي توقعان اتفاقيات قيمتها 30 مليار دولار

ميدفيديف يدعم مساعي الهند لعضوية دائمة بمجلس الأمن

ميدفيديف وسينغ في نيودلهي أمس (أ.ب)
TT

ألقى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بثقله أمس وراء مسعى الهند للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، كما وقع اتفاقات لتعميق التعاون بين البلدين في مجالي الدفاع والطاقة النووية. ووصل ميدفيديف أمس إلى الهند وسط منافسة دولية متزايدة لتوقيع عقود دفاعية في الهند بعد أن كانت بلاده تحتكرها. وتم بمناسبة الزيارة توقيع اتفاقات بقيمة تصل إلى 30 مليار دولار لبناء مفاعلين نوويين روسيين في الهند وتطوير مشترك لمقاتلة حربية من الجيل الخامس. كما وضع الرئيس الروسي ومضيفه رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ هدفا لبلادهما يتمثل في مضاعفة مبادلاتهما التجارية بحلول 2015 لتصبح 20 مليار دولار سنويا.

وجاءت رحلة الرئيس الروسي بعد سلسلة مبادرات دبلوماسية في الأشهر الستة الماضية لقادة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي من أجل توقيع عقود تجارية مع الهند. فقد زار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الهند في يوليو (تموز) الماضي بينما قصدها الرئيس الأميركي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الصيني ون جياباو في الأسابيع الستة الماضية. وأثمرت كل هذه الزيارات عن اتفاقات بقيمة مليارات الدولارات، وكان الرئيس الروسي يطمح أيضا إلى توقيع اتفاقات أساسية لبيع مقاتلات حربية.

وبعد أن كانت روسيا المزود التقليدي للهند للأسلحة الدفاعية، باتت اليوم تواجه منافسة حادة من أوروبا والولايات المتحدة، إذ تريد الهند تنويع مصادرها كما أنها أصبحت أكثر تطلبا لجهة السعر والنوعية.

كما وقع ميدفيديف مع سينغ على عقد ينص على تطوير مشترك لمقاتلة حربية من الجيل الخامس لا يرصدها الرادار. ومع أنه لم يتم الإعلان عن أي أرقام، فإن قيمة العقد النهائي يمكن أن تصل إلى 30 مليار دولار، إذ تعتزم الهند التزود بقرابة 300 نموذج من هذه المقاتلات في سلاحها الجوي. كما وافق الجانبان على بناء مفاعلين نوويين إضافيين في محطة حرارية في ولاية تاميل نادو (جنوب الهند) حيث تبني روسيا مفاعلين آخرين.

وتجتذب سوق الطاقة النووية في الهند الصناعيين، إذ إن القوة الآسيوية الصاعدة تعتزم رفع إنتاجها الكهربائي من الطاقة النووية من 4560 ميغاوات حاليا إلى 63 ألف ميغاوات بحلول 2032.

ورحب سينغ بما وصفه بشراكة استراتيجية «خاصة ومتميزة»، وقال إن روسيا «صديق أثبت إخلاصه عبر الزمن ووقف إلى جانبنا عند الحاجة في الماضي». أما ميدفيديف فأعرب عن تأييد بلاده للهند «المرشح القوي والذي يستحق» مقعدا دائما في مجلس الأمن الدولي. وعلاوة على الشؤون الثنائية، تباحث المسؤولان في قضايا الأمن الإقليمي واتفقا على تعزيز التعاون لاستقرار أفغانستان ومكافحة الإرهاب. وقال ميدفيديف إن «الذين يؤوون الإرهابيين إنما يؤوون مجرمين. لا يمكن لأي دولة متحضرة أن تؤوي إرهابيين».

ولم يأت ميدفيديف على ذكر باكستان أكبر خصوم الهند التي تتهمها بتأمين ملاذ لجماعات ناشطة مثل جماعة «عسكر طيبة» الإسلامية التي تتهمها نيودلهي بالوقوف وراء اعتداءات بومباي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008. ومن المتوقع أن يستغل ميدفيديف زيارته لحث الهند على اختيار مقاتلات «ميغ-35» الروسية الصنع ضمن عقد بقيمة 12 مليار دولار لشراء 126 مقاتلة حربية.

ويتنافس عمالقة التصنيع الجوي الأوروبية والأميركية مثل «داسو» و«بوينغ» و«لوكهيد مارتن» على هذه الصفقة. وتقول شركة «كي إم بي جي» للاستشارات الدولية إن الهند بدأت «إحدى أضخم عمليات التزود بالأسلحة في العالم» وذلك لمواجهة موجة التطوير العسكري في الصين. وأضافت في تقرير صدر حديثا أنه من المتوقع أن تنفق الهند قرابة 112 مليار دولار بحلول عام 2016 لشراء أسلحة دفاعية. وتقيم الهند علاقات وثيقة مع روسيا تعود إلى خمسينات القرن الماضي. ويقول المحللون إن روسيا لا تزال تتقدم على منافسيها بصفتها حليفا قديما ولو أن الهند تسعى لبناء شراكات استراتيجية جديدة.