بيونغ يانغ تختار التهدئة أملا في حوار مع واشنطن

ريتشاردسون: الكوريون الشماليون يريدون الآن السير في الاتجاه الصحيح

TT

اعتبر محللون أن النظام الكوري الشمالي عاد ليحبذ الحوار من جديد مع الولايات المتحدة مما يحد من المخاوف باندلاع نزاع مع كوريا الجنوبية، وذلك غداة مناورات عسكرية أجرتها سيول.

ومع أن سيول لا تزال في حالة تأهب فإن التوتر بدأ يهدأ في شبه الجزيرة الكورية بعد أن عدلت بيونغ يانغ عن الرد على سيول. وكانت كوريا الشمالية هددت بـ «كارثة» إذا ما أجرت كوريا الجنوبية مناوراتها العسكرية في يونبيونغ، الجزيرة القريبة من الشمال، والتي قصفتها المدفعية الكورية الشمالية في 23 من الشهر الماضي. وقال يانغ مو جين، الأستاذ المحاضر في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول، إن مبادرات حسن النية ظاهريا التي يقوم بها نظام كيم جونغ إيل توحي بأنه «مستعد للحوار وللمواجهة في الوقت نفسه». وأضاف أن الشمال «يرغب في الحوار مع الولايات المتحدة» في الوقت الحاضر إلا إذا عادت واشنطن وسيول لإشعال التوتر من خلال تنظيم مناورات مشتركة مثلا. وتابع أن «احتمال أن تشن بيونغ يانغ هجوما ضعيف حاليا».

وكوريا الشمالية معروفة بسلوكها الذي يتراوح بين العدائي والساعي إلى الوفاق. وكانت انسحبت في أبريل (نيسان) 2009 من المفاوضات السداسية حول نزع سلاحها النووي قبل أن تقوم بتجربة نووية ثانية بعدها بشهر، وهي تواصل برنامجها النووي منذ ذلك التاريخ. ويقول تحقيق دولي إن بيونغ يانغ هي المسؤولة عن ضرب بارجة كورية جنوبية بطوربيد في مارس (آذار) 2010 وهو ما تنفيه هذه الأخيرة. كما أنها قصفت جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية التي يسكنها مدنيون، وذلك للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الكورية في عام 1953. إلا أن بيونغ يانغ وافقت أول من أمس على عودة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أراضيها لمراقبة برنامجها النووي، بحسب حاكم ولاية نيومكسيكو الأميركية بيل ريتشاردسون الذي قام بزيارة استمرت خمسة أيام إلى كوريا الشمالية. وكان المفتشون اضطروا إلى مغادرة البلاد في أبريل (نيسان) 2009.

يذكر أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة استقبلتا بوادر الانفتاح هذه بحذر. وصرح المتحدث باسم الحكومة الأميركية فيليب كراولي «سنعتمد على ما تقوم به كوريا الشمالية وليس على ما تقول إن بإمكانها القيام به»، وتشتبه سيول بأن بيونغ يانغ تقوم بحملة دعائية.

ويطالب الشمال بتوقيع معاهدة سلام، إذ انتهت الحرب الكورية بهدنة، بالإضافة إلى رفع العقوبات عنها قبل أن تنزع أسلحتها النووية في مقابل مساعدة اقتصادية هي في أمس الحاجة إليها. وصرح ريتشاردسون أمس في بكين بأن «الكوريين الشماليين أدركوا أنهم تصرفوا بشكل سلبي للغاية إزاء المفاوضات وأنهم قاموا بتصرفات سيئة وأنهم يريدون (الآن) السير في الاتجاه الصحيح».

ورفضت الصين، الأحد، إدانة كوريا الشمالية على قصفها جزيرة يونبيونغ الشهر الماضي، مما حال دون تبني قرار في مجلس الأمن الدولي في هذا الصدد. وبدورها، حثت الصين أمس كوريا الشمالية على متابعة عرضها بالسماح لمراقبي الأمم المتحدة النوويين بدخول البلاد. وقالت جيانغ يو، المتحدثة باسم الخارجية الصينية، في بكين، إن «كوريا الشمالية تملك الحق في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية ولكن عليها أيضا في الوقت نفسه السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول البلاد. على كل الأطراف إدراك أن القصف المدفعي والقوة العسكرية لا يمكن أن يحلا المشاكل في شبه الجزيرة وأن الحوار والتعاون هما الأسلوبان السليمان فقط».