تحسن طفيف في حركة الطيران في مطارات لندن وفرانكفورت وتوقعات بمزيد من الثلوج

فوضى السفر عبر أوروبا تهدأ لكن دون أن تنتهي

TT

شهدت حركة الطيران في مطار فرانكفورت الدولي غربي ألمانيا تحسنا طفيفا صباح أمس بعد إعادة تشغيل جميع مدارج الإقلاع والهبوط التي كانت مغطاة بالثلوج.

وقال متحدث باسم الشركة المشغلة للمطار (فرابورت) في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الوضع في المطار في طريقه للتحسن، لكن حدوث مزيد من التطور لا يتوقف على مطار فرانكفورت وحده، بل على كفاءة المطارات الأوروبية الأخرى.

وذكر المتحدث أنه رغم أن حركة الطيران في المطار تسري حاليا بدون عرقلة، فإنه سيتعين إلغاء 60 رحلة بسبب اضطراب حركة الطيران في مطارات أخرى بأوروبا.

وأشار المتحدث إلى أنه ستتم محاولة إيجاد أماكن على متن الطائرات لنحو 3500 راكب تقطعت بهم السبل، رغم استمرار اضطراب جدول رحلات الطيران بسبب إلغاء أو تأخير رحلات.

وذكر المتحدث أن الأوضاع في صالات الانتظار تحسنت بشكل جيد ليلة الثلاثاء/الأربعاء، حيث قضى نحو 600 مسافر فقط ليلته في المطار على سرائر قابلة للطي، بينما انتقل الجزء الأكبر من الركاب المنتظرين إلى فنادق تبعد نحو 70 كيلومترا خارج المدينة.

وأشار المتحدث إلى أنه من المتوقع أن يزيد عدد المسافرين في المطار اليوم، حيث ستبدأ تسع ولايات ألمانية الاحتفال بأعياد الميلاد (الكريسماس).

وأوضح المتحدث أنه لا يمكن التنبؤ بما إذا كانت الأوضاع ستعود إلى طبيعتها في المطار في الوقت المناسب قبيل الأعياد.

وأشارت التنبؤات الجوية إلى سقوط مزيد من الثلوج في أوروبا وهو ما يهدد بإطالة حالة الفوضى التي نجمت عن موجة البرد القارس التي قد تؤثر أيضا على نمو الاقتصاد الألماني بينما كافحت شركات الطيران وشبكات السكك الحديدية لاستعادة الخدمات المعتادة في أجزاء من القارة الأوروبية. وكان تعطل رحلات الطيران والقطارات فائقة السرعة في أوروبا وتلك التي تربط بريطانيا ببقية أنحاء القارة بمثابة كابوس عانى منه عشرات الآلاف منذ مطلع الأسبوع عندما تساقطت ثلوج كثيفة في وقت كانوا يخططون فيه لتمضية عطلة عيد الميلاد.

وقال فولكر ترايار كبير الاقتصاديين في غرفة التجارة والصناعة بألمانيا لـ«رويترز» إن من المرجح أن يقلل الطقس البارد من معدل النمو في الربع الأخير من العام الحالي في ألمانيا أكبر اقتصاد في القارة الأوروبية.

وأضاف: كثير من مشروعات التشييد توقفت وكثير من رحلات الأعمال ألغيت، ونقل البضائع واجه أيضا مشاكل تتعلق بالطقس. والخلاصة هي أن الطقس السيئ سيتسبب في انخفاض معدل النمو في الربع الأخير بنحو نصف نقطة مئوية. وأضافت السكك الحديدية الألمانية مزيدا من القطارات لمساعدة المسافرين الذين تقطعت بهم السبل للوصول إلى وجهاتهم، لكن في فرنسا طلبت هيئة الطيران الفرنسية من شركات الطيران تخفيض رحلاتها كإجراء احترازي بعد توقعات بسقوط مزيد من الثلوج.

وفي بريطانيا تسبب الطقس السيئ في تأخير شديد في رحلات القطارات في أنحاء المناطق الواقعة في شمال ووسط البلاد. وقال خبراء الطقس إن المزيد من الثلوج الكثيفة في الطريق.

وأثار ذلك أيضا نداءات بإقرار تشريع يجبر المطارات على التعامل مع الثلوج والأحوال الجوية السيئة بشكل أكثر كفاءة. وقال سيم كالاس، مسؤول النقل بالاتحاد الأوروبي، إنه يبحث فكرة إجبار المطارات على توفير حد أدنى من الدعم للبنية التحتية خلال الأحوال الجوية السيئة.

وقال مطار هيثرو - أكثر المطارات الدولية ازدحاما في العالم - ومطار فرانكفورت - أكبر مطار في أوروبا - على موقعيهما على الإنترنت، إن العمليات تعود إلى طبيعتها بعد أن تعطلت بشدة حركة الطائرات فيهما.

واتهم وولفغانغ بروك - شاور المسؤول التنفيذي بشركة طيران «لوفتهانزا» هيئة المطارات البريطانية المملوكة لإسبانيا بأنها لم تكن مستعدة لمواجهة تساقط الثلوج بكثافة في مطار هيثرو.

ونفى متحدث باسم هيئة المطارات البريطانية أنه توجد مشكلة إذابة ثلوج في هيثرو وقال إنه سيتم تعلم الدروس، لكنه ألقى باللوم في المشاكل على الطقس السيئ الذي لم يسبق له مثيل والذي أغلق معظم مطارات شمال أوروبا.

وقال متحدث إنه من المقرر أن يقوم مطار هيثرو بتشغيل 70 في المائة من الرحلات المقررة في اليوم وهي نحو 800 رحلة جوية لكنه نصح المسافرين رغم ذلك بعدم الحضور إلى المطار قبل التأكد من رحلاتهم.

وقال: نأمل أنه بحلول نهاية اليوم سنتمكن من العمل وفقا لجدول المواعيد بالكامل.

وقالت شركة الخطوط الجوية البريطانية إنه تمشيا مع تعليمات هيئة المطارات البريطانية ستقوم الشركة بتشغيل ثلث الرحلات الجوية المعتادة في مطار هيثرو حتى الساعة السادسة من صباح اليوم.

أما بالنسبة للقطارات فتحسن الوضع أيضا أمس بمحطة «يورو ستار» في لندن، للقطارات المتجهة إلى باريس وبروكسل، حيث أعلن المسؤولون أنه سيجري تشغيل 43 من إجمالي 52 رحلة بالقطارات لتنطلق من لندن.

وأضافت الشركة المشغلة للقطارات الفائقة السرعة بين لندن وبروكسل وباريس أنها ستستأنف خدماتها المعتادة لكنها طلبت من المسافرين عدم الحضور إلا قبل ساعة واحدة من موعد المغادرة لتجنب الازدحام والانتظار دونما داع.

ووسط أجواء شديدة البرودة انتظر الآلاف لساعات حول محطة سانت بانكراس في شمال لندن على أمل اقتناص أي مقعد متاح على قطارات يوروستار.

وفي سياق متصل ذكرت «يوروكونترول» أن هناك تأخيرات حدثت لبعض الرحلات أيضا في مطارات دبلن وفيينا وبروكسل بسبب «مشاكل جوية» كان الضباب هو العامل الرئيسي فيها في مطار بروكسل.

وبعد أسبوع على العاصفة التي ضربت لبنان والتي أدت إلى تأجيل عدد محدود من الرحلات الجوية وتحطم طائرتين صغيرتين مخصصتين للتدريب وإصابة طائرة ثالثة بأضرار جسيمة وهي جميعها تابعة للنادي اللبناني للطيران، أتت «العاصفة الأوروبية» لتترك تأثيرها أيضا على حركة الطيران في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت لمدة ثلاثة أيام تقريبا وترغم مئات المسافرين على تمديد إقامتهم في لبنان قبل أن تعود الحركة إلى طبيعتها مساء الاثنين الماضي. وفي هذا الإطار قال رئيس مطار رفيق الحريري في بيروت دانيال الهيبي لـ«الشرق الأوسط» «لم يكن تأثير العاصفة الثلجية التي ضربت أوروبا على النقل الجوي في لبنان كبيرا، فقد تم إلغاء رحلتين لشركة طيران الشرق الأوسط من وإلى مطار فرانكفورت في ألمانيا ورحلتين أيضا تابعتين للطيران البريطاني، كانتا متوجهتين من لندن إلى لبنان يومي السبت والأحد الماضيين، الأمر الذي أدى أيضا إلى إلغاء رحلتي العودة من بيروت إلى لندن يومي الأحد والاثنين.