مجلس الشيوخ الأميركي يقر معاهدة الأسلحة النووية مع روسيا

بعد ضغوط مكثفة مارسها البيت الأبيض

TT

أقر مجلس الشيوخ الأميركي أمس الاتفاقية الجديدة لنزع السلاح النووي (ستارت) المبرمة مع روسيا في أبريل (نيسان) بعد أسابيع من المناقشات المكثفة في واشنطن مع جمهوريين مترددين حيالها.

وأقر الشيوخ النص بـ 71 صوتا مقابل 26. وينبغي تبني ثلثي مجلس النواب النص كي يصبح ساريا.

ويشكل إقرار الاتفاقية التي وقعها الرئيس الأميركي باراك أوباما في أبريل 2010 مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف انتصارا مهما له على مستوى التشريعات والسياسة الخارجية.

ويأتي هذا الإنجاز بعد أقل من شهرين على «الضربة» التي تلقاها الديمقراطيون، بحسب عبارات أوباما، في الانتخابات التشريعية. وترأس نائب الرئيس الأميركي جو بايدن جلسة التصويت الأربعاء. وشارك بايدن بنشاط في جهود البيت الأبيض منذ أسابيع من أجل إقناع جمهوريين مترددين بمنح أوباما نصرا تشريعيا كبيرا.

وتنص اتفاقية تقليص عدد الأسلحة الاستراتيجية (ستارت) على تحديد حد أقصى بـ 1550 رأسا نوويا منشورا للبلدين أي ما يشكل تقليصا بنسبة 30% مقارنة بالعام 2002. كما تنص على استئناف عمليات التفتيش المتبادلة للترسانات النووية لدى القوتين العظميين التي توقفت في أواخر 2009.

وكان أعضاء المجلس انهوا المناقشات بتصويت اختباري جرى أول من أمس، وحصلت فيه المعاهدة على أغلبية 67 صوتا من أصل مائة. وكان متوقعا أن يجري التصويت النهائي أمس على المعاهدة التي وقعها الرئيس باراك أوباما والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في أبريل (نيسان) الماضي في براغ. وقال رئيس الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ السيناتور هاري ريد في بيان صدر بعد التصويت الاختباري، إن «هذه المعاهدة ستجعل أميركا أكثر أمانا وسترسخ ريادتنا في مجال الجهود العالمية لوقف الانتشار النووي». وفي مؤتمر صحافي بعد التصويت الاختباري بقليل قال السيناتور الديمقراطي جون كيري، رئيس لجنة الشؤون الخارجية الذي قاد المناقشات بشأن التصديق على المعاهدة «في نهاية الأمر، إذا أقر المجلس بحكمته هذه المعاهدة فإن ذلك سيكون انتصارا للبلاد». وأضاف كيري: «نحن على وشك كتابة الصفحة التالية في تاريخ امتد 40 عاما من التصارع مع خطر الأسلحة النووية».

ويسيطر الديمقراطيون حاليا على 58 مقعدا من المقاعد المائة في مجلس الشيوخ الأميركي، ومن ثم كانت تنقصهم أصوات تسعة جمهوريين للتوصل إلى الأصوات الـ 67 اللازمة للتصديق، أي ثلثي أعضاء المجلس.

وقد مارس البيت الأبيض طوال عدة أشهر ضغوطا مكثفة لكسب الجمهوريين المترددين إلى صفه. وأول من أمس، حضر نائب الرئيس جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى المجلس في مسعى أخير للتشجيع على إقرار المعاهدة. وأبدى المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أول من أمس «ثقته» في قرب التصديق على المعاهدة، وقال: «نعتقد أن مجلس الشيوخ سيقر المعاهدة ويصدق عليها».

ونشر البيت الأبيض أول من أمس رسائل من الرئيس أوباما إلى عدد من أعضاء المجلس الجمهوريين، مما يدل على الحملة المكثفة التي قامت بها الإدارة من أجل التصديق على المعاهدة قبل نهاية العام الحالي. فقد ذكّر أوباما، على سبيل المثال، أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ بأنه تعهد بتخصيص 80 مليار دولار على عشر سنوات لتحديث الترسانة النووية الأميركية.