الرئيس مبارك يستقبل البابا شنودة الثالث على خلفية الأحداث الطائفية بمصر

نيابة بني سويف تأمر بالقبض على شاب مسلم متهم بخطف فتاة مسيحية

TT

استقبل الرئيس المصري حسني مبارك أمس، الأربعاء، البابا شنودة الثالث بابا المسيحيين الأرثوذكس بمصر، في لقاء مفاجئ لم يعلَن عنه، بعد أن اتسمت العلاقة بين الكنيسة والدولة باحتقان مكتوم أحيانا ومعلن في أحيان أخرى.

وقالت مصادر كنسية لـ«الشرق الأوسط» إن «اللقاء استمر لمدة 45 دقيقة، وتم في مقر رئاسة الجمهورية، وكان لقاء ثنائيا جمع الرئيس مبارك بالبابا شنودة فقط». وأضافت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، أن اللقاء تطرق لبعض المشكلات التي كان الجانب المسيحي طرفا فيها مؤخرا، مشيرة إلى أن البابا شنودة أكد خلال اللقاء التزام المسيحيين بمصريتهم، وطالب بسرعة إقرار البرلمان قانون بناء دور العبادة الموحد الذي يقبع داخل أدراج البرلمان منذ عدة سنوات، كما طلب تدخل الرئيس مبارك «في المشكلات الطائفية الأخيرة، التي كان آخرها أحداث العمرانية، المحبوس على ذمة التحقيق فيها 42 مسيحيا».

وكان نحو ألفي مسيحي قد حاولوا اقتحام مبنى محافظة الجيزة احتجاجا على منع قوات الأمن لهم من تحويل مبنى خدمي إلى كنيسة في حي العمرانية من دون الحصول على ترخيص من الجهات المعنية، لتقع مصادمات بين الجانبين لقي فيها شابان مسيحيان مصرعهما وأصيب عشرات آخرون، في حين تم اعتقال نحو 164 مسيحيا، أفرج عن أغلبهم على دفعات، وبقي 42 آخرون رهن الاعتقال حتى الآن.

وقالت المصادر إن الرئيس مبارك أكد خلال استقباله البابا شنودة التزام الدولة بالمساواة بين المسلمين والمسيحيين في الحقوق والواجبات كافة، مشددا على تطبيق المواطنة من دون تفرقة بين مسلم ومسيحي.

ورفضت المصادر الإفصاح عما إذا كان اللقاء قد تم بطلب من الكنيسة أو من مؤسسة الرئاسة المصرية.

من جهة أخرى، أصدر المستشار حمدي فاروق، المحامي العام لنيابات بني سويف بصعيد مصر (180 كيلومترا جنوب القاهرة) قرارا بضبط وإحضار الشاب المسلم عبد الرحمن فرج علي، بعد أن اتهمته أسرة الفتاة المسيحية إيمان إسحاق رمزي التي تغيبت عن منزلها بمركز إهناسيا منذ يوم الجمعة الماضي، باختطافها.

واستمعت النيابة أمس إلى أقوال عدد من جيران الفتاة المختفية ووالد الشاب المتهم الذي قال إن نجله كان على خلاف معه في اليوم نفسه الذي اختفى فيه بسبب العمل وخرج منذ الصباح الباكر ولم يعلم عنه شيئا منذ ذلك الوقت.

ونفى والد الشاب قيام ولده باختطاف الفتاة الغائبة، نافيا أي علاقة تجمعه بها، مشيرا إلى أن نجله أعلن خطبته على ابنة عمه منذ عام وأنه من المقرر أن يتم زواجه منها في شهر يوليو (تموز) المقبل. ونفت مصادر في القرية أن تكون الفتاة المختفية قد أشهرت إسلامها، مشيرة إلى أنه بمراجعة إدارة إشهار الإسلام بالأزهر تبين أنه لم تصدر لها شهادة إشهار خلال الأسبوع الماضي.

وأعاد اختفاء إيمان إلى الأذهان حادثة السيدة كاميليا شحاتة زوجة كاهن كنيسة مار جرجس في دير مواس بمحافظة المنيا، التي اختفت من منزل زوجها لعدة أيام في شهر يوليو (تموز) الماضي، قبل أن تعثر عليها الشرطة بعد بضعة أيام وتسلمها إلى الكنيسة وسط أنباء تحدثت عن إسلامها؛ الأمر الذي تسبب في مظاهرات من قبل المسيحيين والمسلمين بسبب الحادثة.