العاهل المغربي يعين مديرا جديدا للبروتوكول الملكي.. وعبد الحق المريني مؤرخا للمملكة

جواد بلحاج برز كمساعد أساسي لسلفه في السنوات الأخيرة.. ويرأس الجامعة الملكية للملاكمة

TT

أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس تعديلا في هرم مديرية التشريفات الملكية والأوسمة (البروتوكول الملكي)، وعين جواد بلحاج، مديرا للتشريفات الملكية والأوسمة خلفا لعبد الحق المريني، الذي عين مؤرخا للمملكة، خلفا لحسن أوريد، الذي لم تسند إليه أي مهمة جديدة.

وكان بلحاج قد التحق عام 1998 بديوان الأوسمة في وزارة القصور الملكية والتشريفات بصفة «مكلف مهمة» قبل أن يلتحق بـ«التشريفات» (البروتوكول)، وظل يعمل بنفس الصفة إلى أن عين أمس في منصبه الجديد.

وسبق لبلحاج الذي يرأس الجامعة الملكية للملاكمة، أن عمل في مجلس النواب المغربي مكلفا البروتوكول والاستقبالات، كما عمل في ديوان حسن أبو أيوب، السفير المغربي الحالي لدى روما، أيام كان وزيرا للفلاحة.

وينتمي بلحاج لعائلة رباطية (نسبة إلى الرباط)، وكان قد ترشح في عقد التسعينات من القرن الماضي للانتخابات البلدية في مقاطعة حسان بالرباط العاصمة باسم التجمع الوطني للأحرار، بيد أن الحظ لم يحالفه.

ومع تقاعد وإنهاء مهام عدد من وجوه التشريفات في القصر الملكي المغربي مثل أحمد العمارتي والعبدي ونور الدين شماعو، ورحيل آخرين إلى دار البقاء، برز بلحاج كمساعد أساسي للمريني، بل إنه قام مقامه في كثير من الأنشطة الملكية في السنوات الأخيرة. بيد أن حضوره مراسم تعيين عبد اللطيف الوديي، وزيرا منتدبا لدى الوزير الأول مكلفا إدارة الدفاع الوطني (وزارة الدفاع)، يوم 2 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، وقيامه بترديد صيغة القسم، الذي أداه الوزير الجديد أمام ملك البلاد، اعتبر مؤشرا على قرب نهاية مهام المريني، الرجل الذي خبر بروتوكول القصر وتقاليده منذ عام 1965، لأنه جرت العادة منذ سنوات طويلة ألا يقوم بترديد القسم إلا المريني نفسه.

وعرف عن المريني ولعه وعشقه للثقافة والآداب والكتاب، لدرجة أن أحد الصحافيين كتب مرة يقول إن المريني لا ينحني إلا مرتين. الأولى لتقبيل يد الملك، ومرة لالتقاط جريدة أو كتاب من أرصفة شارع محمد الخامس، حيث شوهد كثيرا، وهو يمشي بين الناس، ممارسا حياته العادية بدون بروتوكول.

ويرى المراقبون أن تعيين المريني مؤرخا للمملكة، وهو المؤرخ الثالث منذ عين الملك الراحل الحسن الثاني، الراحل عبد الوهاب بن منصور، في هذا المنصب الذي استحدثه، والمؤرخ الثاني في عهد الملك محمد السادس، خير تتويج لهذا الرجل الذي عرف عنه ولاؤه وإخلاصه للملكين الحسن الثاني ومحمد السادس. يذكر أن هذا التعيين يأتي بعد مرور سنة وشهر وتسعة أيام على تعيين أوريد في هذا المنصب، إذ جرى تعيينه يوم 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2009. والمريني من مواليد الرباط سنة 1934، تلقى تعليمه الثانوي بثانوية مولاي يوسف بالعاصمة، وحصل على دبلوم معهد الدراسات العليا المغربية سنة 1960، وعلى الإجازة في الآداب من كلية الآداب بالرباط سنة 1962، وعلى دبلوم الدراسات العليا من معهد الدراسات العربية والإسلامية العليا التابع لجامعة ستراسبورغ الفرنسية سنة 1966، وعلى دكتوراه الجامعة من نفس المعهد سنة 1973، وعلى دكتوراه الدولة في الآداب من جامعة محمد بن عبد الله بفاس سنة 1989، وكان موضوع أطروحته هو «شعر الجهاد في الأدب المغربي»، وذلك تحت إشراف الدكتور عباس الجراري.

وسبق للمريني أن عمل أستاذا لمواد اللغة العربية بثانوية ابن ياسين بالمحمدية، وثانوية الحسن الثاني بالرباط، وأستاذا لمادة التربية الوطنية بالمعهد الملكي للشبيبة والرياضة (1960-1965)، وشغل منصب رئيس ديوان نائب كاتب الدولة في التعليم التقني وتكوين الأطر ما بين عامي 1964 و1965، وما بين 1965 و1972 عين ملحقا بمديرية التشريفات والأوسمة، ثم مكلفا مهمة بوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة (1972- 1998)، وكان بذلك الرجل الثاني في وزارة القصور الملكية والتشريفات إلى حين وفاة الجنرال مولاي حفيظ العلوي في 14 ديسمبر (كانون الثاني) 1989. وفي عام 1998 عينه الملك الحسن الثاني مديرا للتشريفات الملكية والأوسمة.

وسبق للمريني أن فاز بجائزة المغرب لسنة 1968 عن كتابه: «الجيش المغربي عبر التاريخ»، وبجائزة عبد الله كنون للآداب سنة 1997 عن كتابه «شعر الجهاد في الأدب المغربي»، وهو عضو في اتحاد كتاب المغرب.

ونشر المريني أبحاثا عديدة حول تاريخ الفكر والأدب والحضارة المغربية، على أعمدة الصحف والمجلات، وشارك في العديد من الندوات والملتقيات الثقافية بالمغرب.