«سي آي إيه» تقيم آثار تسريبات «ويكيليكس»

أسانج باع مذكراته لداري نشر بريطانية وأميركية.. والنسخ الأولية في مارس المقبل

TT

شكلت المخابرات الأميركية (سي آي إيه) قوة عمل خاصة لتقييم آثار تسريبات برقيات الدبلوماسية الأميركية عبر وثائق موقع «ويكيليكس». وقد أطلق عليها «قوة عمل (ويكيليكس)»، لكنها معروفة في أوساط الجهاز باسم «دبليو تي إف».

والجدير بالإشارة أن «سي آي إيه» أقل الأجهزة الأميركية التي تم تسريب معلومات عنها، فلم يصل عدد الوثائق التي سربت عنها إلى ما يزيد على عدد أصابع اليد الواحدة. كما أن الوثائق المسربة من أجهزة أخرى، لم تشر إلا إلى القليل جدا من العاملين في الجهاز أو نشاطاته، وعلى الرغم من كل ذلك فإن الوكالة، تراجع الوثائق التي وزعتها على مجموعة من الأجهزة الأخرى.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس أن مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج باع مذكراته إلى داري نشر بريطانية وأميركية، وأنه من المتوقع أن تكون النسخة الأولية منها جاهزة في مارس (آذار) المقبل.

وقالت «الغارديان» وهي إحدى الصحف التي أمدها موقع «ويكيليكس» ببعض الوثائق السرية، إنها علمت أن أسانج باع مذكراته إلى داري نشر «كانونجيت» في بريطانيا و«نوف» في الولايات المتحدة الأميركية، وهي جزء من مؤسسة «راندم هاوس» للنشر.

ونشر «ويكيليكس» مئات الآلاف من الوثائق السرية الأميركية عن حربي العراق وأفغانستان، ومراسلات دبلوماسية أميركية حول العالم، وهو ما أحرج واشنطن أمام عدد من حلفائها.

وأفرج عن أسانج وهو خبير أسترالي في الكومبيوتر مؤخرا بكفالة مالية، لكنه ظل قيد الإقامة الجبرية في إنجلترا، في وقت تطالب فيه السويد بتسلمه لاستجوابه بشأن اتهامات بارتكابه «جرائم جنسية». وقالت «الغارديان» إن أنباء المذكرات تسربت عبر رسالة في موقع «تويتر» من دار نشر «راندم هاوس موندادوري» الإسبانية. وقال رئيس القسم الأدبي فيها كلاوديو لوبيز إن «النسخة الأولية (من هذه المذكرات) ستكون جاهزة في مارس». وفي المقابل، قال المتحدث باسم «راندم هاوس» في نيويورك إن دار النشر ليست لديها معلومات عن هذا الأمر في الوقت الحالي. ومن جهتها، لم تؤكد «كانونجيت» أو تنفي تقرير الصحيفة البريطانية. غير أن «الغارديان» قالت إن مالك دار نشر «كانونجيت» جيمي بينغ أكد الأنباء لموقع «ديلي فاينانس» على الإنترنت، عبر رسالة بالبريد الإلكتروني قال فيها إن الناشر البريطاني يتولى جميع حقوق الترجمة. وستأتي مذكرات أسانج في أعقاب مذكرات دانيال دومشايت بيرغ الرجل الثاني سابقا في «ويكيليكس»، التي حملت عنوان «داخل (ويكيليكس).. أوقاتي في أخطر موقع إنترنت بالعالم» التي ستروي قصة الموقع. ومن المنتظر صدور الكتاب عن دار نشر «آيكون فيرلاج» الألمانية الشهر المقبل. ونشرت صحيفة «الغارديان» أمس قصة تحت عنوان «برقيات ويكيليكس: الشركات الأمنية الأجنبية في العراق تدير مافيا بهدف تضخيم الأسعار» لمراسلها رجيف سيال. تقول إحدى برقيات «ويكيليكس» إن المدير التنفيذي لشركة «هاليبورتن» في العراق اتهم الشركات الأمنية الخاصة بإدارة «مافيا» بهدف تضخيم «أسعارها الفاحشة» بشكل مبالغ فيه. وتكشف الوثيقة التي كتبها رئيس فريق جهود إعادة الإعمار في البصرة، جون نالاند، العلاقات المتوترة بين الشركات الأمنية الخاصة وشركات النفط والحكومة العراقية. واشتكت عدة شركات نفطية من «الأسعار المرتفعة وغير المبررة» التي تطالب بها الشركات الأمنية رغم تحسن الوضع الأمني في العراق منذ عام 2008. واتهم مدير «هاليبورتن» في العراق هذه الشركات الأمنية بأنها تشكل «مافيا» بسبب مطالبتها بـ«أسعار فاحشة»، مضيفا أنها تعمد إلى تضخيم التهديدات الأمنية. وأضاف مدير «هاليبورتن»: «وبغض النظر عن التكاليف المرتفعة للجولات الاعتيادية، فإن (هاليبورتن) تتلقى تقارير مثيرة للجدل بشأن إمكانية تعرض موظفيها للاختطاف ومن ثم المطالبة بفدى لإطلاق سراحهم». وتابع أنه اطلع على مذكرة داخلية للشركة الأمنية المكلفة بحماية موظفي «هاليبورتن» تحث الشركة على تضخيم المخاطر التي تواجهها شركات النفط الدولية. وتقول البرقية التي كتبت في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي إن الاستعانة بخدمات شركة أمنية لمدة 4 ساعات في البصرة يكلف نحو 6 آلاف دولار، مضيفة أن رحلة نموذجية لموظفيها تتطلب 4 عناصر أمن وسائقين وما بين 3 و4 عربات مصفحة. وتواصل البرقية أن وزيرا في الحكومة العراقية سافر من بغداد إلى البصرة ثم عاد إلى بغداد كلف الحكومة العراقية نحو 12 ألف دولار.

وتذكر البرقية أن الحكومة العراقية والشركات النفطية شجعت الشركات الأمنية على زيادة عدد الموظفين العراقيين وتخفيض نظرائهم الغربيين في الخطوط الأمامية. وفي إطار المتاعب التي تواجهها الشركات الأمنية في أفغانستان، اعتقلت الحكومة الأفغانية الأسبوع الماضي موظفا في شركة أمنية بريطانية وحكمت عليه بـ8 أشهر حبسا في أحدث حملة حكومية أفغانية على الشركات الأمنية الخاصة. وأول من أمس نشرت «الغارديان» البريطانية، ومواقع صحف إسرائيلية بالتزامن مع موقع «ويكيليكس»، وثيقة تفيد بأن الرئيس مبارك رفض عرضا روسيا بشراء «أسلحة نووية». «الغارديان» في إطار تحقيقها للوثيقة، نقلت عن ماريا روست روبلي الخبيرة في تاريخ البرنامج النووي المصري والمحاضرة في جامعة أوكلاند قولها إنها «علمت من 3 مصادر وثيقة الاطلاع - دبلوماسي مصري سابق وضابط جيش وعالم نووي أن جهات (وليس دولا) تقدمت بالعرض من جمهورية سوفياتية سابقة لم يذكر اسمها حيث حاولت بيع مواد انشطارية وتقنية لمصر، غير أن مبارك رفض، وأنه ألغى كل خطط الحكومة بعد تشرنوبل».