«التليغراف» البريطانية تنشر تصريحات «سرية» جديدة.. وتبحث عن «الخائن» بين محرريها

بعد تصريحات وزير الأعمال حول قدرته على إسقاط الحكومة وشنه الحرب على ميردوخ

TT

لا تزال صحيفة الـ«ديلي تليغراف» البريطانية تنشر تفاصيل مقابلات سرية أجرتها مع وزراء في الحكومة الائتلافية، ينتمون إلى حزب الليبراليين الديمقراطيين، ينتقدون فيها زملاءهم في الحكومة مع حزب المحافظين، فيما يظهر الانقسام الكبير بين الحزبين اللذين يتشاركان الحكومة.

وكانت الـ«تليغراف» قد بدأت قبل يومين في نشر ما تحول إلى سلسلة قصص، تصريحات لوزير الأعمال فينس كيبل، أدلى بها لامرأتين قالتا إنهما ناخبتان من دائرته الانتخابية، وتبين لاحقا أنهما صحافيتان متنكرتان. وقال كيبل في حديثه معهما، إنه بإمكانه إسقاط الحكومة إذا أراد، وتحدث بالتفصيل عن الخلافات داخل الحكومة بين شريكي الائتلاف. وتبين لاحقا أن الـ«تليغراف» حجبت الجزء الأهم من المقابلة، والذي قال فيه كيبل إنه أعلن الحرب على روبرت ميردوخ، إمبراطور الإعلام الذي يسعى لشراء كامل حصص تلفزيون «بي سكاي بي».

ويعود لكيبل كوزير للأعمال أن يقرر ما إذا كان يحق لميردوخ شراء كامل الأسهم من عدمه، بسبب قوانين المنافسة. وكشف تلفزيون الـ«بي بي سي» عن تصريحات كيبل المتعلقة بميردوخ، مما فتح باب التساؤلات عن سبب حجب الـ«تليغراف» لأهم ما ورد في السبق الصحافي الذي حصلت عليه الصحيفة. وعلى الرغم من أن كيبل لم يخسر منصبه ولم يضطر للاستقالة، فإن رئيس الوزراء جرده من مسؤولية تقرير مصير «بي سكاي بي». وكتبت صحيفة الـ«إندبندنت» أمس، أن مراسل الـ«بي بي سي» روبرت بيستون الذي حصل على حديث كيبل المحجوب، لمح إلى أن من سرب له الشريط كاملا يعتقد أن خلف سبب عدم نشر الجزء الأهم «أسبابا تجارية». ويعتبر كيبل، الذي توعد بعدم السماح لميردوخ بشراء المحطة، من أهم حلفاء الـ«تليغراف» في منع إمبراطور الإعلام من شراء وسيلة إعلامية إضافية. ولكن الـ«تليغراف» نفت أمس الاتهامات بحجبها التصريحات لأسباب تجارية، وقالت إنها «هراء محض».

وقالت الـ«إندبندنت» إن «شعورا بالخيانة كان يخيم» على الصحافيين المعدودين الذين عهدوا إليهم بالعمل على قصة كيبل في الـ«تليغراف». وأضافت: «مجموعة صغيرة تمكنت من تحقيق سبق صحافي، فقط لكي يأتي أحد الخونة من بينهم ويسلم القصة إلى منافسهم». وذكرت أن مصادر الـ«تليغراف» كانت متأكدة من أن التسجيل الصوتي لكيبل لم يغادر المبنى، مما يعني أن المسرب من الداخل. وأشارت الـ«إندبندنت» إلى أن الصحافي بيستون في الـ«بي بي سي» الذي حصل على التسريب، كان يعمل في الـ«تليغراف» ولا يزال محافظا على علاقات جيدة مع مسؤولين كبار في الصحيفة. وذكرت أن الصحيفة بدأت تحقيقا داخليا لكشف المسرب، وعلى الأرجح أنه شخص من فريق التحرير الداخلي. وكانت الـ«تليغراف» قد بررت إرسال صحافيتين متنكرتين للحديث إلى مجموعة وزراء من الليبراليين الديمقراطيين على أساس أنهما ناخبتان، بأنه تداعى إلى مسامعها أن هؤلاء الوزراء يتحدثون بالسر إلى ناخبيهم بما لا يقولونه في العلن، وينتقدون الحكومة التي يشاركون بها، وأنها أرادت التحقق من ذلك.

واستمرت الـ«تليغراف» أمس في نشر تصريحات جديدة لوزراء من حزب الليبراليين الديمقراطيين الذي يتزعمه نك كليغ، نائب رئيس الوزراء. ومن بين التصريحات، ما قاله ديفيد هيث، نائب رئيس مجلس العموم، منتقدا وزير الخزانة جورج أوزبورن. وقال عنه في إشارة إلى خلفيته الثرية، إنه لا يقدر معنى أن تحرم العائلات من ذوي الدخل المتوسط من ألف جنيه إسترليني سنويا، كانت تمنح لهم مساعدات للأطفال، وألغتها الحكومة الحالية. إلا أن هيث عبر عن أسفه لاحقا، بعد نشر تصريحاته، وأكد أنه لا يزال يحظى بثقة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.