محكمة أمن الدولة الأردنية تنظر في قضية المقدسي وثلاثة آخرين مطلع العام المقبل

وجهت لهم تهما بتجنيد أشخاص للالتحاق بطالبان وجمع أموال لزوجة الزرقاوي

ابو محمد المقدسي
TT

وجه مدعي عام محكمة أمن الدولة الأردنية لمنظر التيار السلفي عصام البرقاوي المعروف بـ«أبو محمد المقدسي» و3 آخرين تهم تجنيد عناصر للالتحاق بالمقاتلين في حركة طلبان بأفغانستان والقيام بأعمال لم تجزها الحكومة من شأنها أن تعرض البلاد لخطر أعمال عدائية وتعكير علاقاتها بدولة أجنبية، وتجنيد أشخاص داخل البلاد بقصد الالتحاق بتنظيمات إرهابية، كما وجهت لهم تهم الشروع في مغادرة البلاد بقصد الالتحاق بتنظيمات إرهابية وجمع أموال لمنظمة وجماعات إرهابية لاستخدامها في أعمال إرهابية مع العلم بأمرها خلافا لقانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وقال وكيل الدفاع عن «المقدسي» المحامي ماجد اللفتاوي إنه من المتوقع أن يمثل موكله أمام القضاء إضافة إلى المتهمين إياد عبد الحافظ حمادة قنيبي، 34 سنة، وأيمن توفيق أحمد علي أبو الرب، 44 عاما، الموقوفين على ذمة القضية منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، والمتهم الفار من وجه العدالة بهاء الدين عثمان مثقال علان، مطلع العام المقبل ريثما يتم تشكيل أعضاء المحكمة.

وقال اللفتاوي لـ«الشرق الأوسط» إن المقدسي والمتهمين الآخرين تم ترحيلهم من سجن دائرة المخابرات العامة إلى سجن الجويدة جنوب عمان منذ مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعد انتهاء التحقيق معهم تمهيدا لعرضهم على المحكمة. وكشفت لائحة الاتهام أن المتهم الأول المقدسي دأب خلال السنوات الماضية على بث فكره من خلال الحلقات التي كان يعقدها مع المتطرفين وأصحاب الفكر التكفيري وعامة الناس، وذلك من خلال إصداره عددا من الفتاوى والمقالات من خلال مواقع إلكترونية تابعة لتنظيم القاعدة. ولبث فكره التكفيري، بدأ البحث عن أحد العناصر لتجنيده للإشراف على «منبر التوحيد والجهاد» في أوروبا، وقد تواصل مع أحد الأشخاص لتلك الغاية ويدعى سعيد منصور مبارك، كما تواصل مع شخص يدعى هاني عفانة يحمل الجنسية الألمانية، وذلك لتعريفه على أحد الأشخاص للإشراف على الموقع ذاته في أوروبا. وقد قام المدعو هاني عفانة بتعريف المتهم الأول عصام على فتاة فرنسية تقيم في باريس بهدف قيامها بترجمة مقالاته التي ينشرها عبر «منتدى التوحيد والجهاد» إلى اللغة الفرنسية، وقد تمكنت تلك الفتاة من نشر 3 مقالات عبر المنبر ذاته باللغة الفرنسية.

وخلال شهر يوليو (تموز) الماضي تواصل المتهم الأول مع شخص يدعى أبو بصير الطرطوسي، سوري الجنسية ويقيم في لندن، من خلال موقعه الإلكتروني المسمى باسمه، وقام المتهم الأول بمحادثته عبر برنامج «بال توك» وأخذ المتهم الأول يطلب من الطرطوسي أن ينتصر للتيار السلفي التكفيري في غزة، وأخذ يظهر مساوئ حركة حماس في غزة، واستجابة لذلك قام أبو بصير الطرطوسي بكتابة مقال بعنوان «نصرة أهل التوحيد والجهاد في غزة»، وانتشر بعد ذلك في باقي المواقع. وقبل نحو 5 أشهر تواصل المتهم الأول مع أحد الأشخاص المقيمين في أفغانستان ويدعى خالد الأغا المعروف بـ«أبو وليد الأنصاري» من خلال موقع الأخير المسمى «أكناف بيت المقدس» وقد طلب المتهم الأول من الأنصاري مساعدته في الالتحاق بالمقاتلين بأفغانستان إلا أنه لم ينصحه بالتوجه إلى أفغانستان في ذلك الوقت. وخلال شهر يوليو الماضي حضر إلى منزل المتهم الأول شخص كويتي الجنسية يدعى سعد السروقي، الذي كان يعرفه المتهم عصام إبان إقامته بالكويت وأثناء تلك الزيارة طلب المتهم عصام من المدعو سعد تزويده بالأموال لشراء منزل لزوجة المتوفى أحمد فضيل الخلايلة الملقب بـ«أبو مصعب الزرقاوي»، وقد زود المدعو سعد المتهم الأول عصام بمبلغ ألف دينار لتلك الغاية، كما تمكن المتهم الأول عصام من الحصول على مبلغ 6 آلاف دينار أخرى من شخص كويتي يدعى طلال الفارسي، وقام المتهم الأول عصام بإرسال تلك الأموال إلى زوجة أبو مصعب الزرقاوي. ومن خلال تصفح المتهم الأول عصام لموقع «الفلوجة»، تعرف على شخص يدعى «أبو الوفاء التونسي» وأخذا يتبادلان انتقادهما للدستور التونسي من خلال كتاب ألفه المدعو «أبو الوفاء التونسي» نقدا للدستور التونسي. ومن خلال مناصرة المتهم الأول «المقدسي» لحركة طالبان بأفغانستان المصنفة عالميا من قبل مجلس الأمن بأنها منظمة إرهابية عالمية، فقد أخذ يجند العناصر المقاتلة للالتحاق بتلك المنظمة الإرهابية أحيانا، وأحيانا أخرى يقدم لها الأموال.

وخلال الشهر الخامس من العام الحالي توجه المتهم الأول المقدسي إلى منزل المتهم الثاني إياد، وفي ذلك اللقاء اتفق المتهمان على جمع الأموال لإرسالها للمقاتلين في حركة طالبان بأفغانستان، وقام إياد بتزويد المتهم الأول بمبلغ 850 دينارا، وذلك لكي يتولى المتهم الأول إيصالها للمقاتلين في حركة طالبان.. على أثر ذلك، تواصل المقدسي مع أحد عناصر التنظيم ويدعى كايد الهنداوي من خلال «بال توك» وأبلغه بأن لديه مبلغا من المال يريد إيصاله للمقاتلين في حركة طالبان بأفغانستان، عندها أجابه كايد بأنه يوجد لديه مبلغ من المال يرغب في إيصاله إلى زوجة أبو مصعب الزرقاوي في الأردن، فاتفقا على أن يقوم المقدسي على إيصال مبلغ 850 دينارا إلى زوجة أبو مصعب الزرقاوي، على أن يقوم كايد الهنداوي بإيصال 850 دينارا للمقاتلين في حركة طالبان، وذلك كعملية مقايضة لتلك الأموال، وقد تم ذلك.. بعدها التقى المقدسي مع المتهم الثاني إياد، وقد قام الأخير بتزويده بمبلغ 850 دينارا مرة أخرى لإرسالها لحركة طالبان. كما تمكن المتهم الأول عصام من تجنيد المتهم الثالث أيمن بهدف إرساله كمقاتل للانضمام للمقاتلين في حركة طالبان بأفغانستان، كما طلب الاستعداد للسفر وتهيئة بنيته الجسدية من خلال التدرب على رياضة المشي والجري بعد أن أبلغه أن الوصول إلى المقاتلين في أفغانستان يحتاج إلى لياقة بدنية عالية، وقد تم الاتفاق بينهما على أن يغادر المتهم الثالث أيمن إلى الإمارات، ومن هناك يرسل رقم هاتفه للمتهم الأول عصام لكي يتولى الأخير إيصال الرقم إلى أحد عناصر التنظيم، وهو كايد الهنداوي ليتولى عملية ترتيب سفره والالتحاق بحركة طالبان في أفغانستان. كما قام المتهم الأول بتزويده بمبلغ 850 دينارا التي تسلمها عصام من المتهم الثاني إياد لكي يقوم المتهم الثالث أيمن بإيصالها للمقاتلين في حركة طالبان، إلا أن إلقاء القبض على المتهم الثالث أيمن حال دون ذلك.

وخلال شهر أغسطس (آب) الماضي توجه المتهم الرابع بهاء الدين إلى المتهم الأول المقدسي في منزله وأبلغه بوجود شخصين أردنيين قد غادرا إلى تركيا تمهيدا للالتحاق بساحات القتال خارج الأردن، طالبا منه مساعدة الشخصين من خلال إيجاد طريق لهما للالتحاق بالمقاتلين بأفغانستان، حيث أبدى المقدسي استعداده لمساعدتهما.. ومن خلال برنامج «بال توك»، تواصل المتهم الأول مع شخص يدعى «أبو دجانة الإماراتي» ليتولى الأخير إلحاق الشخصين بالمقاتلين في أفغانستان، إلا أن «أبو دجانة» أبلغ المتهم الأول المقدسي بأنه عليه التواصل مع شخص يدعى «أبو سفيان الجزائري»، وبالفعل تواصل المقدسي مع المدعو «أبو سفيان» وطلب منه مساعدته في إلحاق الشخصين الموجودين في تركيا بالمقاتلين في أفغانستان، وبدوره، عرف «المدعو أبو سفيان» المتهم المقدسي على شخص يدعى «ميسرة الشامي» ومن خلال البرنامج نفسه تواصل المتهم الأول عصام مع المدعو «ميسرة» للسبب ذاته، وقد بدأ المدعو «ميسرة» عملية التواصل مع بعض العناصر بهدف إلحاق الشخصين الأردنيين الموجودين في تركيا بالمقاتلين بأفغانستان، وفي الوقت ذاته بدأ المتهم الرابع بهاء الدين جمع الأموال للشخصين الموجودين في تركيا لمساعدتهما في الالتحاق بالمقاتلين بأفغانستان لتنفيذ أعمال إرهابية هناك، حيث طلب المتهم الرابع بهاء الدين من المتهم الأول عصام تزويده بالمال لتلك الغاية، حيث زوده المتهم الأول عصام بمبلغ ألف دولار وذلك لمساعدتهما على الوصول للمقاتلين في أفغانستان.