«طرود الفوضويين» تستهدف سفارتين في إيطاليا وتوقع جريحين

الشرطة تفتش جميع السفارات في روما.. والمحققون يشتبهون في ناشطين بيئيين

خبراء متفجرات يصلون إلى موقع السفارة السويسرية في روما بعد أن انفجر طرد تسبب في إصابة أحد موظفيها أمس (أ.ب)
TT

شهدت إيطاليا حالة من الهلع أمس إثر وصول طرود مفخخة إلى سفارتين على الأقل، أوقعت جريحين، بينما لجأت الشرطة إلى تفتيش جميع السفارات الأخرى، ولمحت السلطات إلى احتمال تورط فوضويين بيئيين.

وأكد وزير الداخلية روبرتو ماروني أن الشرطة الإيطالية تتجه نحو فرضية «الفوضويين» في قضية الطرود، قائلا في برنامج تلفزيوني: «في ما يتعلق بالاعتداءات بطرود مفخخة، نتجه نحو فرضية الفوضويين الثوريين». وأضاف ماروني أن المؤشرات التي تتيح الاتجاه نحو هذه الفرضية «تأتي من وقائع مماثلة حصلت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في اليونان». وقد أرسل آنذاك 14 طردا مفخخا إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وإلى مؤسسات وسفارات بلدان أوروبية أخرى. وعزت الشرطة تلك الاعتداءات إلى متطرفين فوضويين محليين.

وفي روما، انفجر طردان مفخخان، الأول في السفارة السويسرية تسبب في إصابة موظف بالسفارة، والثاني في السفارة التشيلية تسبب في إصابة موظف بالبريد. وقالت الشرطة إن الموظف المصاب بالسفارة السويسرية نقل إلى المستشفى بوسط روما وهو يعاني من جروح خطيرة في يديه بعد أن فتح العبوة الناسفة في غرفة البريد. وقام خبراء المفرقعات بتفتيش مكاتب السفارة السويسرية التي تقع في حي فاخر توجد به عدة سفارات أجنبية، لكن الموظفين ظلوا في مبنى السفارة بعد الانفجار. وأوضح لارس كنوخل المتحدث باسم الخارجية السويسرية أن أحدا لم يعلن مسؤوليته عن التفجير «حتى الآن»، مضيفا أن الرجل المصاب «موظف بالسفارة وأصيب عند قيامه بفتح طرد وصل إلى غرفة البريد، انفجر في يديه». وبعد ذلك الانفجار بساعات، وقع الانفجار الآخر في سفارة تشيلي وتسبب في جرح موظف بالبريد في يديه ووجهه. وإضافة إلى السفارتين السويسرية والتشيلية، قالت وكالة الأنباء الإيطالية «أنسا» أن السلطات عثرت على عبوة مريبة في السفارة الأوكرانية، لكن السفارة أعلنت في وقت لاحق أنه لم يتم العثور على أي مواد خطرة بعد فحص العبوة.

ونقلت وكالة «رويترز» عن قائد شرطة روما، فرانشيسكو تاجلينتي، قوله: «نعمل مع خبراء المتفجرات لضمان عدم فتح أي عبوات بأيدي أشخاص لا خبرة لهم. ما زلنا بحاجة إلى فهم طبيعة هذه الأحداث. تم تحذير كل السفارات».

وقال جياني اليمانو رئيس بلدية روما للصحافيين «إنها موجة من الإرهاب ضد السفارات». وبعد وقوع الانفجار الأول، أعرب وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني عن إدانته لما حدث، وقال في بيان: «نعرب عن تضامننا الكامل مع السفير السويسري ومع كل أفراد هذه البعثة الدبلوماسية التي كانت هدفا لعمل مستنكر من أعمال العنف يستحق منا أشد عبارات الاستنكار».

في غضون ذلك، نقلت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» عن محققين، أنهم يعملون على فرضيتين، إحداهما أن المسؤولين عن هذه الأعمال يرتبطون بأوساط «فوضوية في حركة بيئية إرهابية»، والفرضية الثانية تدور حول «جماعات فوضوية متمردة» ربما لجأت إلى هذه الأعمال بسبب سجن عدد من عناصرها في السجون السويسرية. واستبعد محللون وجود علاقة لانفجاري أمس بالاحتجاجات التي نظمها الطلاب في الآونة الأخيرة ضد الحكومة. وكانت مظاهرات الاحتجاج المضادة للحكومة الإيطالية قد اجتاحت إيطاليا الأسبوع الماضي، وشهدت العاصمة روما بعض أكثر هذه المظاهرات شدة.