موسكو تسعى للمصادقة على معاهدة «ستارت» بعد إقرارها أميركيا

«الدوما» ينتظر النص الرسمي لقرار الكونغرس قبل اتخاذه الخطوة النهائية

TT

في أول رد فعل للعاصمة الروسية تجاه الإعلان عن تصديق الكونغرس الأميركي على معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية (ستارت) مقرونا ببعض التحفظات، قالت المصادر الرسمية إن موسكو تنتظر النص الرسمي لقرار التصديق على المعاهدة لاستيضاح ماهية التحفظات التي نص عليها القرار. وقد كشف الرئيس دميتري ميدفيديف عن ارتياحه لتصديق الكونغرس على المعاهدة، معربا عن أمله في أن يتخذ مجلسا الدوما والاتحاد خطوة مماثلة للتصديق على المعاهدة وإن نقلت عنه ناتاليا تيماكوفا، المتحدثة الرسمية باسم الكرملين قوله: «إنه لا يستبعد أن يتطلب ذلك بعض الوقت». ومن جانبه، قال سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، إن قرار الكونغرس الأميركي يتسق مع اتفاق الرئيسين ميدفيديف وباراك أوباما للسير قدما على طريق التطور الديناميكي للعلاقات الثنائية على حد تصريح لوكالة أنباء «إنترفاكس».

وأشار إلى أن مبادئ المساواة في الحقوق والأمن المتكافئ التي اعتمدت عليها المعاهدة تشكل معيارا ذهبيا لعقد مثل هذه الاتفاقيات لاحقا، مؤكدا أن المعاهدة لا تسهم وحسب في تعزيز أمن روسيا، بل تؤثر إيجابيا على الاستقرار والأمن الدوليين بوجه عام. وأضاف وزير الخارجية الروسي أن المعاهدة تسهم أيضا في تعزيز نظام حظر انتشار الأسلحة النووية، مشيرا إلى أن قرار الكونغرس حول التصديق عليها يعكس جوانب كثيرة تستحق دراستها بشكل مفصل على ضوء ما طرأ عليها من تعديلات بالمقارنة مع المشروع الأول وهو ما يحتاج إلى بعض الوقت لدراسته من جانب مجلسي الدوما والاتحاد. وقال رئيس مجلس الدوما بوريس غريزلوف، أمس، إن المجلس ينتظر وصول النص الرسمي لقرار الكونغرس الأميركي، مشيرا إلى أنه اتفق مع الجانب الأميركي على تنسيق خطوات الجانبين بما يكفل التصديق المتزامن للمعاهدة. وفيما أعرب عن أمله في وصول هذا النص في أسرع وقت، قال إنه في حال عدم مساس قرار الكونغرس بنص المعاهدة، فإنه يمكن التصديق على المعاهدة اليوم (الجمعة).

وكشف عن وجود عدة سيناريوهات للعمل في حال كان الأمر على عكس ذلك ومنها تبني مشروع قرار التصديق على الوثيقة في قراءته الأولى على أن يتم بعد ذلك إدخال التعديلات على نص المشروع. وفسر قسطنطين كوساتشيف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس ذلك بقوله إن الدوما قد يتبنى النص الأصلي لمشروع قرار التصديق على النص الذي أحاله الرئيس الروسي إلى مجلس الدوما. أما الخيار الثاني فقال إنه يتمثل في إعادة إحالة مشروع قرار المصادقة متضمنا الإضافات إلى المجلس على أن يتم تبنيه بالقراءة الأولى إلى جانب وجود خيار ثالث يقول بطرح تعديلات من جانب النواب مما يعني ضمنا النظر في المشروع في قراءاته الثلاث، مؤكدا أن الأمر يظل رهن إرادة الرئيس الروسي ونتائج تحليل الوثيقة في نصها الذي صدر عن الكونغرس الأميركي.

وكان مجلس الشيوخ الأميركي صادق أول من أمس على معاهدة ستارت الجديدة الموقعة في أبريل (نيسان) الماضي مع روسيا بعد أسابيع من المشاورات المكثفة في واشنطن مع جمهوريين يتحفظون عليها.

وتنص معاهدة ستارت (اختصار اسمها معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية باللغة الإنجليزية) على الحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية التي يملكها كل من الجانبين، أي الصواريخ النووية البعيدة المدى والأقوى منها. وتقضي المعاهدة المحددة بعشر سنوات بامتلاك كل من البلدين 1550 رأسا نوويا على الأكثر، مقابل 2200 حاليا، أي إنها خفضت عددها بنسبة ثلاثة في المائة. وهي تنص على استئناف عمليات التحقق المتبادلة من الترسانات النووية للبلدين التي توقفت في نهاية 2009 مع انتهاء معاهدة ستارت السابقة التي وقعت في 1991. وقد رحب الأمينان العامان لحلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة أندرس فوغ راسموسين وبان كي مون بالمصادقة الأميركية على المعاهدة.