إسرائيل تدعي والفصائل تنفي: وجود خبراء عسكريين إيرانيين وسوريين

جيش الاحتلال يخشى أن تستهدف حماس مرافق البنية التحتية

TT

نفى ممثلو الفصائل الفلسطينية ما نشرته صحيفة «هآرتس» في عددها الصادر أمس حول وجود خبراء من إيران وسورية في قطاع غزة وذلك من أجل تحسين القدرة العسكرية للمقاومة في غزة.

واعتبر الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي أن ما نشرته «هآرتس» يعتبر تمهيدا لشن عدوان إسرائيلي جديد على غزة لضرب قادة المقاومة واستهداف عناصرها.

ووصف أبو مجاهد المتحدث الرسمي باسم «ألوية الناصر صلاح الدين»، (الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية) ما ذكرته «هآرتس» بأنه «عار عن الصحة، ويأتي ضمن الحملة الإعلامية التي تشنها إسرائيل لتبرير شن عدوان على قطاع غزة». وقال: «ما تدعيه قوات الاحتلال حول إمكانات وقدرات المقاومة ومحاولات التهويل من قدرتها هي محاولة لإقناع الرأي العام الدولي بضرورة ضرب غزة وتدمير البنية التحتية للمقاومة التي أصبحت تمتلك إمكانات عسكرية كبيرة ذات تأثير»، على حد تعبيره.

وكانت «هآرتس» قد زعمت أن هذا يأتي كجزء من عملية شاملة لإعادة بناء قوة الفصائل التي تم تدميرها خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية الإسرائيلية قولها إن العشرات من عناصر المقاومة تلقوا تدريبات في كل من لبنان وسورية وإيران خلال العامين الماضيين وتحديدا منذ انتهاء الحرب الأخيرة على القطاع، على تشغيل وسائل قتالية متطورة، وإنهم عادوا إلى القطاع مزودين بالخبرة القتالية وقاموا بدورهم بتدريب عناصر أخرى في المجالات نفسها.

وحملت المصادر العسكرية الحكومة المصرية مسؤولية استمرار عمل الأنفاق لسهولة خروج ودخول نشطاء المقاومة من وإلى القطاع عبر الأنفاق تحت رفح عبر مصر ومن هناك إلى دول أخرى. واستدركت المصادر أن حماس غير معنية بمواجهة عسكرية مع إسرائيل على الرغم من أن عملية تعاظم قوتها على أشدها، مؤكدين أن الحركة ليست معنية حاليا بتصعيد الوضع ضد إسرائيل.

وأوضحت المصادر أن تحسين قدرة حماس تمثلت قبل نحو أسبوعين في إصابة دبابة «ميركافا 4» بصاروخ من طراز «كورنيت» الروسي الصنع المضاد للدروع، وهو مما يلزم الجيش الإسرائيلي بإعادة انتشار قواته حتى في مناطق بعيدة عن السياج الحدودي، علما بأن مدى هذا النوع من الصواريخ يبلغ 5 كيلومترات ونصف الكيلومتر.

وأكدت الصحيفة أن قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الإسرائيلي تدرس احتمال غرس أحراش قرب قطاع غزة وذلك لحجب الرؤية عن المجموعات الصاروخية في حماس.

إلى ذلك، حذرت مصادر عسكرية من أن تقوم حماس بتوجيه الصواريخ التي بحوزتها باتجاه مؤسسات مدنية مثل محطة توليد الكهرباء التي تقع بالقرب من مدينة عسقلان التي تبعد مسافة عشرين كيلومترا شمال غزة. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن هذه المصادر قولها إن ما يقلقها هو أن تقوم حماس بإطلاق الصواريخ دقيقة التصويب باتجاه القاطرات التي تستخدم خط تل أبيب - بئر السبع الجديد أو أي من المباني السكنية في البلدات المحيطة بقطاع غزة، وقد يكون ذلك أكثر فتكا وسيوقع إصابات أكثر بكثير من صاروخ «القسام» غير الموجه.

وعقب قائد قوات الجيش الإسرائيلي في غزة سابقا العميد في الاحتياط شموعيل زاكي بأن «امتلاك الفصائل الفلسطينية صواريخ (كورنيت) يتطلب من المنظور العسكري تغييرا تكتيكيا في الميدان». وأضاف أن «هذا الصاروخ لا يخل بالتوازن العسكري، وأقصد بذلك تغير الوضع بشكل تام في قطاع غزة، فلا توجد دبابة غير قابلة للاختراق، وهذا يتطلب من الجنود التصرف بحكمة في ميدان القتال، وكذلك تفعيلا سليما لسلاح المدرعات من قبل القادة يمكنه أن يقلص احتمال اختراق الدبابة، إلا أن إصابة الدبابة موجودة دائما».