تسارع وتيرة البناء في المستوطنات الصغيرة بصورة غير مسبوقة

عريقات يقول إن مشروع إدانة الاستيطان في مجلس الأمن سيقدم في فبراير

TT

أكد صائب عريقات رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، أن منظمة التحرير الفلسطينية عاقدة العزم على التوجه إلى مجلس الأمن بمشروع قرار يؤكد أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية، يعتبر عملا غير شرعي ومخالفا للقانون الدولي، «ولا يخلق حقا ولا ينشئ التزاما».

أبلغ عريقات ذلك للقنصل الأميركي دانيال روبنشتاين وممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين كريستيان بيرغر عندما التقاهما كلا على حدة أمس. وبحسب عريقات فإن مشروع قرار فلسطيني يندد بالنشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية جاهز لتقديمه إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وتوقع عريقات في حديث للصحافيين في بيت لحم طرح القرار للتصويت في مجلس الأمن في فبراير (شباط) المقبل بعد أن تنتهي رئاسة الولايات المتحدة للمجلس.

ولا يدين القرار، الذي ساعدت 15 دولة في صياغته يوم الاثنين الماضي، إسرائيل، إنما أنشطتها الاستيطانية، وطبعا سيقدم القرار عبر دولة عربية عضو كامل في مجلس الأمن، لأن الفلسطينيين لهم وضع مراقب فقط في الأمم المتحدة.

وعبر عريقات عن الأمل في أن لا تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع صدور القرار، وأوضح أنه إذا لم ينجح المشروع في مجلس الأمن فسيتوجه الفلسطينيون إلى محكمة العدل الدولية، مشددا على أن «الانخراط مجددا في المفاوضات يقتضي الإقرار بالمرجعيات المحددة (أي الإقرار بحدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 مع تبادل طفيف للأراضي بالقيمة والمثل)، واستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها، ووقف كافة النشاطات الاستيطانية وبما يشمل القدس الشرقية». وقال عريقات، «نحن لم نهجر طاولة المفاوضات بل إسرائيل هي التي لم تقبل بأي شيء وحولت المفاوضات إلى عبثية»، وأردف «أنا منذ 20 عاما أفاوض فإلى متى؟».

وفي السياق، أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الاستيطان خلال الثلاثة أشهر من انتهاء فترة التجميد الاستيطاني يسير بوتيرة لم يسبق لها مثيل. وبحسب معطيات «سلام الآن» فقد بدأت أعمال بناء ما لا يقل عن 1.712 وحدة سكنية خلال الشهور الثلاثة الأخيرة.

وجاء في تقرير للمنظمة الإسرائيلية أن أكثر من 50% من المستوطنات يجري تنفيذ مشاريع بناء كبيرة فيها، خاصة في المستوطنات المعزولة والصغيرة. وأضاف التقرير أن 65 مستوطنة مختلفة يجري فيها تنفيذ مشروع بناء واسع النطاق، بينما تعمل الجرافات ساعات إضافية لإعداد البنى التحتية للبناء في مستوطنات أخرى.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، «إنه رغم أن البناء في السنوات الأخيرة كان يتم في أغلبيته في الكتل الاستيطانية الكبيرة، القريبة نسبيا من الخط الأخضر، (التي يفترض أن تبقى تحت السيادة الإسرائيلية في حال تم إجراء تبادل مناطق مع السلطة الفلسطينية)، فإن البناء المتسارع في الفترة الأخيرة يجري في مستوطنات أبعد عن الخط الأخضر، قريبة من مدن الضفة».

وقالت حاجيت عوفران من «سلام الآن»، إن «هذه الفترة هي الأكثر نشاطا منذ سنوات في البناء الاستيطاني».

ولم ينف المستوطنون ذلك، بل أكد ديفيد هعفري من المجلس الاستيطاني المسمى «المجلس الإقليمي شومرون» صحة أرقام «سلام الآن»، مشيرا إلى أن فترة التجميد انتهت، وأنه يجري العمل حاليا على «سد الثغرات».

من جهة ثانية، قالت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية أمس، إن المستوطنين يلجأون إلى أساليب جديدة وخطيرة للغاية للاستيلاء على منازل المواطنين المقدسيين في منطقة عقبة السرايا والخالدية والقرمي في البلدة القديمة من القدس المحتلة. وبحسب بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه، فإن المستوطنين يلجأون إلى حفر آبار تحت المنازل وفتحات في الجدران في محاولة للاستيلاء على المنازل بالقوة، بينما يسدون أبواب ونوافذ منازل أخرى بالإسمنت في محاولة للتضييق على الأهالي هناك.