مسؤول إيراني من دمشق: تعزيز المقاومة في المنطقة من أهم أولوياتنا

الأسد: نقف إلى جانب طهران في مواجهة الإرهاب.. وباقري: الدول الكبرى تدعم الإرهاب

الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه مساعد أمين المجلس الأعلى للأمن الإيراني للشؤون الدولية علي باقري في دمشق أمس (رويترز)
TT

بحث الرئيس السوري بشار الأسد، أمس الاثنين، مع علي باقري، مساعد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني «العلاقات الثنائية وأوضاع المنطقة، خاصة الملفات الملحة منها، كالوضع اللبناني والفلسطيني والعراقي». كان مصدر إيراني دبلوماسي في دمشق قد صرح لوكالة الأنباء الألمانية بأن «باقري سيجري محادثات أيضا مع وزير الخارجية وليد المعلم استكمالا لمباحثاته مع الرئيس الأسد». وأوضح المصدر الإيراني أن «المسؤول الأمني الإيراني سيلتقي نظراء له سوريين، لمناقشة المسائل الحساسة المشتركة بين البلدين الحليفين».

وقد تم خلال اللقاء بين الرئيس الأسد والمسؤول الإيراني بحث نتائج جولة المفاوضات التي أقيمت مطلع الشهر الحالي في جنيف بين إيران ومجموعة «5+1» حول البرنامج النووي الإيراني وآخر المستجدات في المنطقة، خاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق ولبنان. وقال بيان رسمي: إن الرئيس الأسد أُطلع من باقري «على نتائج جولة المفاوضات التي أقيمت مطلع الشهر الحالي في جنيف بين إيران ومجموعة «5+1» حول البرنامج النووي الإيراني». ورأى الرئيس الأسد أن استمرار هذه المفاوضات مهم «بما يفضي إلى تسوية دبلوماسية تضمن حق إيران في امتلاك الطاقة النووية للاستخدام السلمي». وعبر الأسد عن «وقوف سورية إلى جانب الشعب الإيراني في مواجهة العمليات الإرهابية التي يتعرض لها من حين لآخر، لا سيما عمليات اغتيال العلماء الإيرانيين الإجرامية والهجوم الانتحاري الذي أودى مؤخرا بحياة العشرات في مدينة جابهار جنوب شرقي إيران».

وأضاف البيان أن اللقاء الذي حضره السفير الإيراني في دمشق «تناول آخر المستجدات في المنطقة، خاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق ولبنان».

كما عقد وزير الخارجية وليد المعلم اجتماعا مع باقري بحضور معاون وزير الخارجية أحمد عرنوس. وقال مساعد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي لشؤون السياسة الخارجية في مؤتمر صحافي عقد في السفارة الإيرانية في دمشق: «إن إيران وسورية تعتبران من الأعمدة القوية الداعمة للمقاومة في المنطقة»، مؤكدا أن «السعي إلى تعزيز المقاومة في المنطقة ومواجهة السياسيات والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني من أهم أولويات إيران في التعامل مع دول المنطقة»، لافتا إلى «فشل الكيان الصهيوني وتيار الاستسلام». وقال: «إن شعوب المنطقة أفشلت مؤامرات الأعداء، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع عدد الدول الداعمة للمقاومة في المنطقة». وفيما يخص الملف اللبناني اعتبر باقري أن «الاستقرار في لبنان مرهون بالوحدة الوطنية وتعزيز تيار المقاومة»، مشيرا إلى أن «أي إجراء أو تحرك يمس هذه الوحدة الوطنية أو المقاومة يصب في اتجاه ما يريده الأعداء». وقال: «إن أعداء لبنان يستهدفون الاستقرار في هذا البلد، لكننا نعتقد أن اليقظة والوعي اللذين تتحلى بهما مختلف الأطراف والطوائف في لبنان سيحولان دون تحقيق تلك الجهات المعروفة أهدافها المشؤومة».

كما أشار باقري إلى الإنجازات التي حققتها إيران في مفاوضاتها مع مجموعة الدول الست، مؤكدا أن المقاومة من أجل الاعتراف بالحقوق النووية للشعب الإيراني أثبتت جدواها في مواجهة سياسة احتكار العلم والمعرفة التي تمارسها الدول الكبرى، معتبرا أن الحوار أفضل السبل في العلاقات الإقليمية والدولية.

وعما تتوقعه إيران من أحداث بعد صدور القرار الاتهامي من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الذي يجري الحديث عنه، قال باقري، في مؤتمر صحافي عقده في سفارة إيران بدمشق: «الاستقرار في لبنان هو رهن بالوحدة الوطنية ودعم نهج المقاومة وأي إجراء يمس هذه الوحدة والمقاومة سيصب في خانة أعداء لبنان، لكن اليقظة والوعي لدى مختلف الأطراف والطوائف اللبنانية سيحولان دون الإضرار بلبنان».

وحول اغتيال علماء نوويين إيرانيين، أجاب باقري: «هذا يدل على مدى التخبط الذي يسير به أعداؤنا وهم فشلوا في تنفيذ مخططاتهم ضد إيران؛ لذلك هم يلجأون إلى تنفيذ أعمال إرهابية». وقال: «نحن نسأل: ما الرابط بين قائمة أسماء العلماء النوويين الإيرانيين الصادرة في قرار مجلس الأمن الدولي وقتل بعضهم على أيادي الأعداء الإرهابيين؟ إن الدول الكبرى تدعم الحركات الإرهابية في المنطقة».

وعما إذا كان حزب الله سيلجأ إلى استخدام العنف والقوة بُعيد صدور اتهامات قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان له، المرتقب صدوره، قال باقري: «أعداء لبنان يستهدفون استقرار لبنان، أما بالنسبة لحزب الله فإن القرار والموقف الذي سيتخذه يعود له، والحزب قال موقفه».

وفي سؤال للوكالة الألمانية عما إذا كان هناك توافق سوري - إيراني على الحكومة العراقية التي تشكلت مؤخرا، أجاب المسؤول الإيراني: «سورية وإيران تدعمان الديمقراطية العراقية وخيارات الشعب العراقي، كما أنهما (دمشق وطهران) تدعمان تشكيلة الحكومة العراقية الجديدة». كان باقري قد وصل إلى دمشق مساء السبت في زيارة رسمية لسورية لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين السوريين من أجل «تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين في مختلف المجالات». والتقى باقري، خلال الزيارة، المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، وعددا من قيادات الفصائل الفلسطينية المقاومة المقيمين في دمشق، في مقدمتهم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح، والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، أحمد جبريل، من أجل ما بات يعرف بـ«اجتماعات التنسيق والتشاور الإيرانية مع قوى المقاومة في المنطقة».