أبو الغيط يعود للقاهرة بعد لقاء طالباني وبارزاني وافتتاح أول قنصلية عربية بكردستان

رئيس الإقليم: مبارك التزم بوعده بالإسراع في فتح القنصلية

TT

عاد إلى القاهرة أمس أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري قادما من أربيل بعد زيارة للعراق استمرت ليوم واحد، أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس العراقي ورئيس إقليم كردستان العراق ورئيسي الوزراء ومجلس النواب ووزير الخارجية وبعض الشخصيات العراقية، كما افتتح مقر القنصلية المصرية في أربيل شمال العراق.

والتقى أبو الغيط أمس الرئيس العراقي جلال طالباني الموجود حاليا في مدينة السليمانية، وتباحث معه حول تمتين العلاقات الثنائية على المستويات السياسية والاقتصادية بين البلدين.

ونقلت مصادر إعلامية تابعة للاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة الرئيس العراقي، أن «اللقاء الذي حضره وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، تطرق إلى مجمل العلاقات الثنائية، في مقدمتها عزم مصر على تفعيل دورها ووجودها في العراق وإقليم كردستان»، بينما أكد طالباني خلال اللقاء أن «موقف الشقيقة الكبرى جمهورية مصر العربية تجاه العراق ودعمها المستمر والوقوف إلى جانبه في كافة الحقب هو موقف نبيل سيبقى في ذاكرة العراقيين»، مضيفا أن «موقف مصر خلال الأشهر الماضية كان تتويجا للدعم المصري تجاه شقيقها العراق»، مؤكدا أن «للزيارة مغزاها ودلالاتها وأن أملنا كبير بأن تثمر هذه العلاقات الوطيدة بين البلدين الشقيقين تعزيز العلاقات الاستراتيجية بينهما وتفعيل الاتفاقيات المبرمة بين جمهورية العراق وجمهورية مصر العربية».

من جانبه، شكر أبو الغيط طالباني على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، مبينا أنه جاء ومعه تحيات الرئيس المصري حسني مبارك «وتمنياته بالتوفيق والصحة الدائمة ولتقديم التهاني بمناسبة تشكيل الحكومة»، موضحا «أنها شكلت بصورة متحضرة وحكمة وصبر وفي النهاية خرج العراق من النفق». وأكد أبو الغيط رغبة مصر في بناء علاقة متينة ووطيدة مع العراق، مشيرا إلى أن «من المحطات المهمة في هذا المسار افتتاح القنصلية المصرية في أربيل عاصمة إقليم كردستان واختيار مكان للقنصلية في البصرة تمهيدا لافتتاحها هناك وتوسيع السفارة المصرية في بغداد وتشجيع كبرى الشركات وكبار التجار المصريين للاستثمار في العراق والمساهمة في تنفيذ المشاريع الإعمارية وإعادة البناء».

وكان أبو الغيط قد التقى في وقت سابق أول من أمس رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الذي قدم شكره وتقديره للقيادة المصرية وفي مقدمتهم الرئيس حسني مبارك «الذي التزم بوعده له بالإسراع في فتح القنصلية المصرية بكردستان لتكون نافذة تطل منها مصر على العراق».

وقال أبو الغيط «شعرنا اليوم بأواصر الأخوة والمحبة مع قادة كردستان الذين يعتبرون أنفسهم جزءا من العراق، وأود أن أعبر عن أن مصر لديها رغبة مؤكدة للوصول إلى جميع أجزاء العراق، وقد زرنا بغداد واليوم نلتقي في كردستان بالقيادة الكردية، وسنحاول فتح قنصلية أخرى لنا في البصرة ليكون الوجود والحضور المصري كاملا على أراضي العراق، وأن فتح هذه القنصلية اليوم في كردستان هو خطوة إيجابية تسهم في استقدام الشركات المصرية لدخول سوق المنافسة في العراق وكردستان، ونأمل أن تكون كردستان منفذا ومنطلقا لدخول تلك الشركات إلى السوق العراقية».

من جهته، قال بارزاني إن «لدينا رغبة مماثلة في قيادة الإقليم لتعزيز تعاوننا مع مصر في مختلف المجالات، وننظر إلى مصر كدولة كبيرة ومؤثرة في المنطقة، ولدينا روابط وعلاقات تاريخية مشتركة نأمل أن تتطور وتتقدم إلى الأمام، وأنا أعتقد أن هناك فرصة كبيرة لتمتين علاقاتنا مع الإخوة العرب، فالقيادة الكردستانية ترحب بعقد جميع أشكال العلاقات مع الدول العربية، ونأمل أن تكون خطوة مصر بفتح قنصليتها في كردستان مستهلا لقدوم قنصليات بقية الدول العربية الأخرى إلى كردستان».

وكان وزير الخارجية المصري قد افتتح بشكل رسمي مساء أول من أمس قنصلية بلاده في أربيل بحضور وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ورئيس البرلمان الكردستاني كمال كركوكي ووزير الداخلية كريم سنجاري الذي ناب عن رئيس حكومة الإقليم في مراسم فتح القنصلية.