«يهوديت هتوراه» يلمح إلى انسحابه من حكومة نتنياهو بسبب مشروع قانون «اعتناق اليهودية في الجيش»

أيدته لجنة الدستور في الكنيست وأثار غضب الأحزاب الدينية والحاخامات

TT

لمح حزب «يهوديت هتوراة»، المتدين المشارك في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، إلى إمكانية الانسحاب من هذا الائتلاف، في خطوة قد يتبعها خطوة مماثلة من حزب «شاس» لليهود المتدينين الشرقيين، بسبب مشروع القانون الخاص باعتناق الديانة اليهودية في الجيش الإسرائيلي الذي أقره الكنيست بالقراءة التمهيدية قبل أسبوعين، وأحيل أمس إلى لجنة الدستور والقانون البرلمانية، فأيدته بالأغلبية.

وكان هذا القانون مدار خلاف حاد بين حزبي «الليكود» و«إسرائيل بيتنا» من جهة، وحزبي «هتوراة» و«شاس» من جهة أخرى، بسبب اعتراض الحزبين الدينيين على أن تتم عملية اعتناق اليهودية للجنود غير اليهود داخل مؤسسة الجيش دون الرجوع إلى الحاخاميات الكبرى.

وقبل أسبوعين، أيدت معظم الأحزاب الإسرائيلية القانون في الكنيست بالقراءة التمهيدية، بينما صوت نواب حزب «شاس»، و«يهوديت هتوراة»، و«الاتحاد الوطني» ضد القانون على اعتبار أنه يمس بالوضع القانوني، وكانت النتيجة 74 عضو كنيست مع القانون، مقابل 18 عضوا ضد القانون، وأيدت أمس لجنة الدستور والقانون والقضاء البرلمانية في الكنيست برئاسة ديفيد روتم من كتلة «إسرائيل بيتنا»، مشروع القانون بأغلبية 11 صوتا مقابل 3 أصوات، وبالتالي سيمر لإقراره بعد نحو شهر بالقراءتين الثانية والثالثة.

وكان هذا القانون، معمولا به في إطار النظام العسكري منذ إنشائه، لكنه لم يكن ملزما. واقترح وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن يبقى هذا القانون قائما وساري المفعول ويصبح ملزما، لكن الأحزاب الدينية اليهودية المشاركة في الائتلاف، قالت إنها اتفقت مع نتنياهو على تغييره خلال المباحثات التي رافقت تشكيل الائتلاف الحكومي.

وقال رئيس لجنة المالية البرلمانية، موشيه غافني من كتلة «يهوديت هتوراة»، إن نتنياهو «لم يتصرف باستقامة وإنصاف إزاء حزبه الذي هو شريك مخلص للائتلاف الحكومي». وأضاف أن «ليبرمان نجح في ابتزاز رئيس الوزراء».

ولمح غافني إلى احتمال انسحاب حزبه من الائتلاف الحكومي، رافضا الإفصاح عما إذا كانت كتلته ستؤيد اليوم مشروع ميزانية الدولة لدى التصويت عليه في الكنيست أم أنها ستبدأ بمعارضة الحكومة.

وينص اقتراح القانون على إلزام «الحاخام العسكري الرئيسي» بالجيش، إجراء عملية اعتناق الديانة اليهودية وتولي مسؤوليتها بنفسه، وبذلك ستتمكن «الحاخامية العسكرية» المسؤولة عن عملية اعتناق الديانة اليهودية داخل الجيش من الاستمرار في عملية تهويد الجنود داخل الجيش في هذه الأيام، بالإضافة إلى تطبيق عملية التهويد على كافة الجنود غير اليهود مستقبلا.

واعترض الحاخامات الكبار في إسرائيل على القرار. وقال الحاخام الأول للشرقيين، سلوما عمار، في رسالة بعث بها إلى نتنياهو، إنه سينهي مهامه في حال إقرار هذا القانون نهائيا في الكنيست الإسرائيلي.

وطلب الزعيم الروحي لحزب «شاس»، الحاخام عوفاديا يوسيف، من وزير الداخلية إيلي يشاي، إبلاغ نتنياهو معارضته المطلقة لهذا القانون.

وكان نتنياهو، قد أيد القانون وباركه، قائلا إن «عملية التهويد تتم بنجاح داخل صفوف الجيش، ومن المهم اعتناق الجنود للديانة اليهودية، ولا يمكن المساس بهم لأن هؤلاء الجنود يخاطرون بحياتهم من أجل أمننا».