تونس: خامس محاولة انتحار.. وتواصل الاحتجاجات في عدة مدن

مجلس النواب و4 أحزاب معارضة يتهمون قناة «الجزيرة» القطرية بمحاولة «زعزعة استقرار» البلاد

TT

أقدم شاب تونسي خامس أمس على سكب البنزين على جسده وأضرم النار في نفسه أمام الملأ وسط مدينة بني عون الواقعة على بعد نحو 50 كلم عن مدينة سيدي بوزيد، مركز الاحتجاجات الاجتماعية التي تعرفها المنطقة منذ يوم 18 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

وأقدم الشاب أيمن بن البرني الميري، 25 سنة، على هذه المحاولة الانتحارية احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية البائسة في المدينة التي تعرف نسبة بطالة لا تقل عن 25 في المائة، ضمنها نحو 300 من العاطلين عن العمل الحاصلين على الشهادات الجامعية العليا.

وقال محمد الميراوي، الأمين العام لنقابة التعليم الابتدائي بمدينة بني عون، لـ«الشرق الأوسط» إن الشاب اقتنى قارورة بنزين وسكبها على جسده قبل أن يضرم النار في نفسه مما تسبب له في حروق بليغة على مستوى ذراعه الأيسر وخديه. بيد أن محاولته الانتحار بالقرب من المستشفى المحلي جعلت عملية إنقاذه تتم بسرعة. وتم نقله بعد ذلك إلى مستشفى مدينة سيدي بوزيد لمواصلة العلاج هناك.

وكانت محاولة الانتحار الأولى التي أقدم عليها الشاب محمد البوعزيزي يوم 17 ديسمبر الجاري وراء انطلاق شرارة المواجهات.

وذكر الميراوي أن مدينة بني عون عرفت مسيرات سلمية صباح أمس، كما عرفت مواجهات مع قوات الأمن، التي اعتقلت خمسة أفراد من المتظاهرين.

إلى ذلك، امتدت المسيرات الاحتجاجية لأول مرة إلى مدينة سليانة الواقعة وسط البلاد على بعد 160 كلم عن العاصمة التونسية، ونحو 179 كلم عن مدينة سيدي بوزيد، مركز الاحتجاجات.

وتعاني ولاية (محافظة) سليانة بدورها من أوضاع اجتماعية صعبة، وتطرح نفس المطالب تقريبا مع ولاية سيدي بوزيد. وقال شاهد عيان إن المحتجين أغلقوا الطريق الرئيسي للمدينة في حدود الساعة الثانية والنصف بالتوقيت المحلي.

وقدر المصدر ذاته عدد المحتجين بأكثر من ألفي شخص، رفعوا شعارات مطالبة بالتشغيل والتوزيع العادل للثروة. وفي غضون ذلك، توافدت على مدينة سليانة تعزيزات أمنية مكثفة للتصدي للمحتجين.

وفي مدينة سيدي بوزيد، ذكر عطية العثموني، عضو لجنة متابعة المستجدات في أحداث سيدي بوزيد، أن مسيرة سلمية ضمت مئات المواطنين عرفتها المدينة صباح أمس، رفعت خلالها شعارات مطالبة بالتشغيل واحترام الحريات.

وطالب المشاركون في المسيرة برفع الحصار الأمني عن مدينة سيدي بوزيد وإطلاق سراح المعتقلين.

وأكد العثموني لـ«الشرق الأوسط»، باعتباره المتحدث باسم تلك اللجنة، أن المسيرات السلمية ستتواصل خلال الأيام القادمة حتى تلبية مطالب المنطقة وحق أبنائها في التشغيل والتنمية.

وقال العثموني إن مسيرات احتجاجية عرفتها أيضا مدينة «السبالة» الواقعة على بعد 25 كلم عن سيدي بوزيد، وهي مسيرات جاءت متزامنة مع أخرى سلمية في سيدي بوزيد.

إلى ذلك، اتهم مجلس النواب التونسي وأربعة أحزاب تونسية معارضة ممثلة في المجلس، قناة «الجزيرة» القطرية بمحاولة «زعزعة استقرار» تونس و«بث الفتنة» في البلاد.

واعتبر المجلس والأحزاب السياسية الأربعة، وهي حزب الوحدة الشعبية، وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين، والاتحاد الدّيمقراطي الوحدوي، والحزب الاجتماعي التحرري، في بيانات منفصلة بثتها الليلة قبل الماضية وكالة الأنباء التونسية الرسمية، أن الجزيرة «توخت» في تغطيتها لاحتجاجات اجتماعية على البطالة بمحافظة سيدي بوزيد (جنوب) «التهويل» و«التزييف» و«المغالطة».