مذكرات أسانج تسرد تفاصيل كاملة عن «ويكيليكس»

قال إنه باعها لتمويل الموقع والدفاع عن نفسه في الدعوى المرفوعة ضده في السويد

الأسترالي جوليان أسانج، مؤسس «ويكيليكس» حيث يقيم في بريطانيا بعد اطلاق سراحه (أ.ب)
TT

أعلن الأسترالي جوليان أسانج، مؤسس «ويكيليكس»، أنه اضطر إلى كتابة مذكراته من أجل تمويل الموقع والحفاظ عليه من الاندثار، وكذا لتوفير مصاريف الدفاع عن نفسه أمام القضاء. وأكدت دار النشر الأميركية «ألفريد نوبف»، ومقرها نيويورك، أول من أمس، أنها أبرمت اتفاقا مع أسانج لنشر سيرته الذاتية، لكن موعد نشر تلك المذكرات لم يتحدد بعد. وكان أسانج قد صرح لجريدة «صنداي تايمز» البريطانية بأنه وقع عقدا تتجاوز قيمته مليون جنيه إسترليني (1.5 مليون دولار)، لكتابة سيرته الذاتية. وأوضح أن هذا المبلغ سيساعده في الدفاع عن نفسه من الاتهامات بالاعتداء الجنسي في الدعوى المرفوعة ضده في السويد من قبل سيدتين. وقال: «لا أريد تأليف هذا الكتاب، لكنني مضطر للقيام بذلك، فقد أنفقت حتى الآن 200 ألف جنيه في نفقات قضائية، ويجب أن أدافع عن نفسي والمحافظة على (ويكيليكس)». وأوضح أسانج أنه سيحصل على 800 ألف دولار من الناشر الأميركي «ألفريد نوبف» و325 ألف جنيه إسترليني (500 ألف دولار) من دار النشر البريطانية «كانونغيت». وأشار أسانج إلى أن الأموال التي سيحصلها مشروعه من أسواق أخرى سترفع، كما هو متوقع، إجمالي واردات هذا الكتاب إلى 1.1 مليون جنيه (1.69 مليون دولار).

ويواجه أسانج، الذي أطلق سراحه بكفالة في بريطانيا، احتمال نقله إلى السويد على خلفية اتهامه باعتداءات جنسية، كما أنه يعاني مشكلات في تمويل موقع ويكيليكس. وقامت الشركات الموزعة لبطاقات الائتمان «فيزا» و«ماستركارد»، إضافة إلى الشركة المتخصصة بالدفع عبر الإنترنت «باي بال» بمنع وصول التبرعات للموقع، وهو ما دفع بأسانج إلى وصفها بأنها «أدوات للسياسة الخارجية الأميركية». كذلك قام مصرف «بنك أوف أميركا»، وهو الأكبر في الولايات المتحدة، بتعليق كل التحويلات المالية المرسلة إلى الموقع.

وأثار نشر «ويكيليكس» التدريجي لآلاف البرقيات الدبلوماسية السرية الأميركية إرباكا كبيرا لدى واشنطن، ويسود الاعتقاد بأن الولايات المتحدة تسعى إلى إدانة أسانج، على خلفية نشر موقعه هذه الوثائق. ولا يزال أسانج رهن الإقامة الجبرية في قصر لأحد أصدقائه بشرق بريطانيا منذ إطلاق سراحه في 16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي بكفالة وضمن شروط محددة للغاية تتضمن إرسال تقرير يومي عن نشاطاته للشرطة وارتدائه سوارا إلكترونيا لمراقبة تحركاته.

إلى ذلك قال ناشر أميركي إن المذكرات الجديدة لجوليان أسانج، مؤسس «ويكيليكس» ستقدم سردا كاملا لحياته وللمجموعة التي سربت أعدادا هائلة من الوثائق. وقال بول بوجاردز، المتحدث باسم الناشر الأميركي «ألفريد نوبف»، إن أسانج ودار النشر توصلا إلى اتفاق لسيرته الذاتية «قبل العطلة مباشرة»، في إشارة إلى عطلة عيد الميلاد، وأن من المتوقع تسليم نسخة مكتوبة بخط اليد في 2011.

وقال أسانج لصحيفة صنداي تايمز في بريطانيا إنه وافق على تأليف الكتاب نتيجة صعوبات مالية يواجهها، بسبب مسائل قانونية. وقال أسانج لصحيفة «تايمز»: «لا أريد أن أؤلف هذا الكتاب.. لكن علي ذلك... أحتاج للدفاع عن نفسي وأن أساعد على بقاء (ويكيليكس)». وذكر بوجاردز أن عنوان الكتاب لم يتحدد بعد. وأضاف بوجاردز «في ما يتعلق بالموضوع.. فسوف يكون سردا كاملا لحياته من خلال الحاضر، بما في ذلك تأسيس (ويكيليكس) والعمل الذي قام به هنا, ليس هناك جدول زمني لنشر المذكرات حتى الآن». وستأتي مذكرات أسانج عقب كتاب من تأليف ساعده الأيمن السابق دانييل دومشيت بيرج، الذي يكشف في كتابه «داخل ويكيليكس.. الوقت الذي قضيته في أخطر موقع على الإنترنت في العالم قصة الموقع». ومن المقرر صدور الكتاب عن طريق دار النشر الألمانية «أيكون فيرلاج» في يناير (كانون الثاني).

إلى ذلك، أشار وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي إلى أنه يمكن النظر إلى وثائق ويكيليكس «من أبعاد وأهداف مختلفة، حيث جاء في بعضها ما يشير إلى خطوات من شأنها بث الفرقة والازدواجية في منطقة الشرق الأوسط». وقال وحيدي في حوار مع مراسل وكالة أنباء «فارس» الإيرانية إن التصريحات الأخيرة لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مايك مولن، التي وجه فيها تهديدات إلى إيران «هي في الحقيقة مجرد تهديدات لا أساس لها من الصحة وتتصف بالضعف».