تعاون بين نيروبي والقاهرة يتغلب على خلافاتهما بشأن تقاسم مياه النيل

مبارك يستقبل رئيس زامبيا ونائب رئيس كينيا

TT

قالت دولة كينيا، الموقعة على «اتفاقية إطارية» ترفضها مصر بشأن تقاسم حصص مياه النيل، إنها حريصة على تعزيز وتوسيع العلاقات الثنائية مع القاهرة، والتعاون من أجل الاستغلال الأمثل لمياه النيل. وتسلم الرئيس المصري حسني مبارك رسالة بهذا الخصوص أمس من الرئيس الكيني مواي كيباكي نقلها نائبه كالونزو ماسيوكا الذي بدأ زيارة للقاهرة أمس. من جانبها، أعلنت مصر تمسكها بحقوقها التاريخية والقانونية في مياه النهر، مع حرصها على التفاوض مع دول الحوض على أساس العلاقات التاريخية والأخوية التي تربط بين الجانبين.

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه العلاقات المصرية - الأفريقية تناميا ملحوظا في اتجاه التعاون المشترك وتغليب الحوار لحل أي خلافات. في هذا الإطار، عقد الرئيس مبارك أمس لقاء قمة ثنائيا مع رئيس جمهورية زامبيا، روبيا باندا، الذي يزور مصر حاليا. وزامبيا ليست من دول حوض النيل. وقالت مصادر الرئاسة المصرية: إنه جرى تناول سبل تعميق وتوسيع نطاق العلاقات بين زامبيا ومصر وتبادل الرؤى بشأن القضايا الإقليمية والأفريقية.

كما استقبل الرئيس المصري أمس كالونزو ماسيوكا، نائب رئيس كينيا، وهي من دول حوض النيل الموقعة على اتفاقية بشأن تقاسم مياه النهر ترفضها مصر. ومنذ مايو (أيار) الماضي وقعت 5 من 7 دول تطل على منابع النيل اتفاقية إطارية بقيادة إثيوبيا لإعادة تقسيم مياه النهر، واعترضت دولتا المصب (مصر والسودان) على الاتفاقية، كما لم توقع عليها بعدُ كل من بوروندي والكونغو الديمقراطية. والدول الموقعة على الاتفاقية هي: كينيا وإثيوبيا وأوغندا وتنزانيا ورواندا.

وقال ماسيوكا، عقب اللقاء مع مبارك، إن بلاده لا يمكن أن تتصرف على نحو يعرض مصالح شعب مصر للخطر، وإن موقف كينيا يقوم على حقيقة مفادها أن النيل سيستمر في التدفق إلى الأبد، وأن الجهود يجب أن تتركز على كيفية الاستغلال الأمثل لهذا المورد المشترك.

وأضاف ماسيوكا أن هناك اتفاقا واسع النطاق في دول حوض النيل على ضرورة المشاركة في الاستفادة من موارد النهر. وقال: إنه بالنسبة للدول التي وقعت على الاتفاقية الإطارية، ومن بينها كينيا، فإنها منفتحة تماما على أي حوار مع جميع الأشقاء من دول الحوض.

وحول ما إذا كانت هناك إمكانية لأن تغير كينيا من موقفها إزاء الاتفاقية الإطارية، أكد ماسيوكا ضرورة أن يتم منح الحوار بين دول الحوض فرصته الكاملة، وقال: «من المهم أن يكون الحوار صريحا وواضحا في القضايا كلها».

ومن المعروف أن كينيا تطل على منابع النيل وبحيرة فيكتوريا ولها حدود مشتركة مع كل من إثيوبيا وأوغندا وجنوب السودان والصومال.

وأضاف ماسيوكا أنه نقل رسالة من الرئيس الكيني للرئيس المصري تتضمن تأكيد العلاقات الطيبة بين البلدين والتهنئة بفوز الحزب الحاكم في مصر بالأغلبية بالبرلمان. وأضاف أن اللقاء مع الرئيس مبارك «ممتاز ومثمر، وأسهم في تحقيق رغبة البلدين في المزيد من التعاون وتعميق العلاقات الثنائية في المجالات المختلفة، خاصة المجالين الاقتصادي والتجاري».

وأوضح ماسيوكا أنه تم التطرق أيضا إلى الأوضاع الإقليمية في القارة الأفريقية، بما في ذلك الأوضاع بالسودان والصومال.

من جانبه، قال منسق عام شؤون دول حوض النيل بوزارة الخارجية المصرية، السفير رضا بيبرس، إن بلاده تتمسك بحقوقها التاريخية والقانونية في مياه النيل، وفى الوقت ذاته تحرص على التفاوض مع دول الحوض على أساس العلاقات التاريخية والأخوية التي تربط بين الجانبين.

وأضاف السفير بيبرس، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوي للمجلس المصري للشؤون الخارجية الذي عقد بالقاهرة أمس عن «الأمن المائي المصري»، أن بلاده لن تسمح لأي أحد أن يعكر صفو العلاقات التي تربطها مع دول حوض النيل، وستتمسك بموقفها في التفاوض مع هذه البلدان، مشددا على أن الخلافات حول مياه النيل لن تؤثر على العلاقات بين دول النهر وأن مصر لن تسمح لأي طرف خارجي بالتدخل كما تصر على استمرار العلاقات المتميزة.