العواصف الثلجية تشيع الفوضى في شمال أميركا وكندا

تساقط الثلوج بغزارة في الصين يعطل المرور.. وتأخير حركة القطارات بسبب الثلوج في فرنسا

أميركية تسير بجانب حافلة ركاب عالقة وسط الثلوج في مدينة بروكلين بولاية نيويورك أمس (أ.ب)
TT

اتجهت العاصفة الثلجية القوية التي ضربت شمال شرقي الولايات المتحدة نحو كندا بعد أن أدت الرياح العاتية وتساقط الثلوج بكثافة إلى إشاعة حالة من الفوضى في المنطقة صباح أمس مع استمرار الاضطراب في حركة النقل الجوي والبري. وبدأت تخف حدة العاصفة التي اجتاحت المنطقة منذ الأحد الماضي حيث انقشعت الغيوم عن المنطقة التي غطتها الثلوج والجليد وخلت الطرق السريعة من السيارات باستثناء تلك العالقة، وبدأت حركة النقل الجوي في العودة بعد فتح المطارات رغم الصعوبات التي خلفتها العاصفة. ورغم أن وكالة الأحوال الجوية لم ترفع تحذيرها من العاصفة الثلجية في مناطق شمال شرقي الولايات المتحدة، فإن العاصفة اتجهت إلى كندا لتضرب ساحل الأطلسي ترافقها الرياح العاتية والثلوج الكثيفة. وتم إلغاء أكثر من خمسة آلاف رحلة طيران بعد أن ضربت رياح بسرعة 150 كلم في الساعة مناطق من شمال كارولاينا حتى ماين. وقال مسؤولون إن حجم الأضرار الهائل لن يتضح قبل الجمعة. وشلت العاصفة العاتية الحركة في مئات المدن والبلدات والطرق السريعة والجسور بعد أن غطتها كميات كبيرة من الثلوج. وقامت طواقم الطوارئ بإنقاذ مئات السائقين من الطرق، كما عانى مئات الركاب في أحد أنفاق القطارات في مدينة نيويورك من ليلة طويلة باردة بعد أن علق قطارهم في النفق. وتسببت العاصفة في سقوط ثلوج بارتفاع 80 سم في بعض مناطق نيوجيرسي وغطت ثلوج بارتفاع 50 سم حديقة «سنترال بارك» في مدينة نيويورك. وفي منطقة مدينة نيويورك التي كانت الأكثر تضررا بالعاصفة، بدأت الحركة تدب تدريجيا في المكاتب والشركات والبيوت وخدمات البلدية. كما تسعى مطارات المنطقة الثلاثة الكبرى إلى العودة إلى ممارسة أعمالها بعد نحو 24 ساعة من إغلاقها. وأعيد فتح مطار لاغارديا الدولي، تبعه مطار جون إف كيندي الدولي، حسب ما أعلنت إدارة الطيران الفدرالي. وكان مطار نيوارك الدولي في نيوجيرسي آخر المطارات التي أعيد افتتاحها في منطقة نيويورك. وحتى بعد فتحها يتوقع أن تشهد حركة الطيران تأخرا في أعداد كبيرة من الرحلات في حين تسعى خطوط الطيران إلى التعامل مع آلاف الرحلات التي ألغيت. ولا تزال مطارات أخرى في المنطقة ومن بينها مطار بوسطن ومطار فيلادلفيا مفتوحة ولكن مع حدوث تأخيرات في الرحلات.

إلى ذلك قالت وسائل إعلام صينية أمس إن الثلوج المتساقطة بشكل مستمر على مدى أيام على شمال غربي وشرقي الصين أدت إلى وقوع العديد من الحوادث على الطرق وتكون عوائق من الجليد عطلت حركة المرور. وانخفضت درجات الحرارة في بعض المناطق في الصين إلى 25 درجة تحت الصفر. وقالت وسائل الإعلام إن الثلوج الغزيرة كانت تتساقط في إقليم شينجيانغ منذ 20 ديسمبر (كانون الأول) وإن الجليد تراكم إلى ارتفاع متر في بعض المناطق. وأضافت وسائل الإعلام أن كاسحات الجليد نظفت الطرق في مدينة أورومتشي عاصمة إقليم شينجيانغ الواقع في شمال غربي الصين أمام السيارات التي شلت حركتها لساعات بسبب الجليد. وفي إقليم شاندونج بشرق الصين أرسلت الحكومة المحلية أسطولا من كاسحات الجليد وشاحنات محملة بالملح لتذويب الجليد المتراكم على الطرق. وقام العمال برش الملح في بعض المناطق المتضررة بشدة للسماح بحركة المرور بأن تمضي بسلاسة. ويتوقع المركز الوطني للأرصاد أن تؤثر موجة برد جديدة على شمال وشمال غرب الصين في الأيام الثلاثة القادمة. وأثارت فترة البرد مخاوف من أن تشهد الصين تكرارا للطقس القارس في مطلع عام 2008 والتي أدت إلى مقتل 129 شخصا وتركت الملايين محاصرين وعطلت احتفالات البلاد بالسنة القمرية الجديدة. وفي باريس أنهى قطار ليلي في شركة السكك الحديدية الفرنسية رحلته بتأخير وصل إلى 13 ساعة بعد سلسلة من التأخيرات يومي الأحد والاثنين. وساهمت سلسلة من الأحداث تمثلت في الطقس السيئ وتأخر سائق وعطل في المحرك وعائق على الخط الحديدي في تأخر وصول القطار القادم من ستراسبورغ في شمال شرقي فرنسا إلى نيس وبورتو في جنوب غربي البلاد عند الحدود الإسبانية. وغادر القطار ستراسبورغ عند الحدود الألمانية في الساعة 21:30 يوم الأحد بالتوقيت المحلي 20:30 بتوقيت غرينتش، وكان من المقرر أن يصل إلى بورتو على الحدود الإسبانية الساعة 08:30 صباح يوم الاثنين بالتوقيت المحلي 07:30 بتوقيت غرينتش. وقال مسافر للصحافيين في تورنو من غير الممكن أن نعامل على هذا النحو، من غير الممكن أن نترك هكذا. وأضاف آخر انتظرنا السائق لسبع ساعات تقريبا.. انتظرنا ليلة بكاملها. وقال فرانسوا دورا رئيس قسم التسويق في شركة السكك الحديدية الفرنسية لا يمكننا أن نقول إنه حظ سيئ ولكن علينا أن نعترف بأن هناك سلسلة من الأحداث المؤسفة التي جعلت هذه الرحلة معقدة. وقال مسافر أجريت معه مقابلة لدى وصوله إلى مونبلييه تركت ستراسبورغ قبل 24 ساعة لأقطع 900 كيلومتر مما يعني أن السرعة كانت 37.5 كيلومتر في الساعة، هذا أمر لا يصدق إنه أسوأ من أفريقيا. وفي مرسيليا خرج شاب وفتاة من القطار يرفعان لافتة كتبا عليها: «قطار الجحيم.. 26 ساعة». ورفع شاب آخر لافتة مكتوب عليها «سجلنا رقما قياسيا.. 26 ساعة للسفر من ستراسبورغ إلى مرسيليا بالقطار».