سليمان: الاستراتيجية الدفاعية ترتكز على القدرات الوطنية.. والمقاومة

تفقد وحدات الجيش اللبناني والقوات الدولية في الجنوب

الرئيس اللبناني ميشال سليمان يتبادل الحديث مع القائد العام لقوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني، خلال زيارته أمس لمقرها في بلدة الناقورة (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

في زيارة هي الثانية له منذ شهر أغسطس (آب) الماضي، تفقد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في الجنوب والقوات الدولية المتمركزة هناك مهنئا بالأعياد.

ودعا الرئيس خلال جولته لوضع «استراتيجية وطنية دفاعية ترتكز على القدرات الوطنية والدبلوماسية والعسكرية وعلى قدرات المقاومة لردع الاعتداءات الإسرائيلية على المياه والنفط وعلى شبكات الاتصالات وكذلك التجسس، ولتأكيد العزم والإصرار على استرجاع الأراضي المحتلة أو تحريرها، والتصدي للخروقات الجوية والبرية والبحرية الإسرائيلية».

وإذ نوّه رئيس الجمهورية بالتنسيق القائم بين القوات اللبنانية والدولية، أشار إلى أن «العنوان الذي يتوق إليه المواطن هو مشروع الدولة العادلة والقادرة والحامية والضامنة والقوية، التي تعيد إنتاج مفهوم جديد للمواطنية يتقدم فيه الانتماء الوطني على باقي الانتماءات». وأشاد سليمان «بالجهود التي يبذلها قائد الجيش وضباط القيادة والخطوات المتخذة للدفاع عن لبنان وحفظ السلم الأهلي وتعزيز الوحدة الوطنية من خلال منع الفتنة حيث قام الجيش بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي بدور جيد، ومشهود له من الأفرقاء جميعا».

وفيما اعتبر القائد العام لليونيفيل اللواء ألبيرتو أسارتا أن زيارة الرئيس سليمان «تعبير عن دعم لبنان والتزامه بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 وشراكتنا الاستراتيجية مع الجيش اللبناني»، شدّد على «أن الإنجازات التي تحققت حتى الآن هي شهادة على العلاقات الممتازة والتعاون القائم بين القوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل».

من جهته، وصف نائب المتحدثة باسم قوات «اليونيفيل» أندريه تينانتي زيارة الرئيس سليمان بـ«الدورية والطبيعية للاجتماع بقائد قوات اليونيفيل والتنسيق معه». وفي اتصال مع «الشرق الأوسط» قال إن التعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية «يومي وجيد» مشددا على أهمية تعزيز هذا التنسيق بما يضمن الاستقرار والأمن اللبنانيين.

وأوضحت مصادر رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط» أن «الهدف الأول للزيارة التهنئة بالأعياد والتأكيد على الثوابت الوطنية لجهة حق لبنان باستعادة أرضه في الغجر والتزامه القرار 1701 والتعاون بين الجيش واليونيفيل».

وكانت مروحية عسكرية أقلت الرئيس سليمان إلى بلدة البياضة جنوب مدينة صور حيث اجتمع في مقر قيادة اللواء الخامس بقائد الجيش وقائد اللواء واطلع منهما على سير الأمور وما يتعلق بالمهام التي يتم تنفيذها والحاجيات اللازمة لاستكمال أداء هذه المهام على أكمل وجه.

وبعد اجتماع موسّع عقده مع كبار الضباط، انتقل الرئيس سليمان إلى مقرّ قيادة قوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل» في الناقورة، حيث التقى قائد هذه القوات الجنرال ألبيرتو اسارتا وأثنى على «العلاقة المتنامية بين هذه القوات والأهالي، والتي تزداد تعزيزا نتيجة الخدمات الاجتماعية التي تقدمها اليونيفيل في عدة مجالات لا سيما الطبية والإنسانية والتعليمية والرياضية».

وفي المواقف من الزيارة الرئاسية، نوه عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي عسيران بالزيارة لافتا إلى أنه «أمر طبيعي أن يزور المسؤولون اللبنانيون الجنوب، خصوصا أن الجنوب يعيش هم الاعتداءات الإسرائيلية على أرضه منذ 40 سنة»، آملا أن تكون الزيارة «دعما للجيش وللمقاومة في وجه العدو الإسرائيلي». وتمنى عسيران أن «يقابل هذا الدعم بإقامة المزيد من المشاريع الإنشائية لإعادة زخم جديد للحالة الاقتصادية في الجنوب، من خلال إنشاء مرفأ كبير في صيدا، ومصفاة في الزهراني كما كان في السابق، لربط اقتصاد الجنوب بالاقتصاد العربي والعالمي».