«مجاهدين خلق» تدعو القوات الأميركية بالعراق لحمايتها من الموالين لطهران

3 آلاف منهم يواجهون نقصا في الطعام والدواء بمعسكر «أشرف»

TT

طالبت منظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية القوات الأميركية في العراق بالعودة إلى تولي أمن معسكر «أشرف» (شرق بغداد)، الذي يوجد فيه نحو ثلاثة آلاف وخمسمائة من عناصرها شرق بغداد، مرة أخرى، بعد أن كانت القوات الأميركية العاملة في العراق قد أوكلت مهمة تأمين المعسكر للقوات العراقية.

وتفيد تقارير وشهود عيان بتدهور أحوال عناصر «مجاهدين خلق» ممن فروا من إيران إلى العراق إبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. واتهم المشرفون على معسكر «أشرف» القوات الأمنية العراقية خلال هذا الأسبوع بالهجوم على المعسكر، وضرب العشرات منهم. وتتهم المنظمة إيران باستخدام نفوذها «لدى البعض» في العراق للتضييق على العناصر الموجودة في المعسكر، ويقولون إن من ضمن هذه المضايقات منع وصول الأطعمة والأدوية، والتراخي في علاج المرضى، مما تسبب في موت بعضهم، وتدهور أحوال البعض الآخر.

ولأسباب مختلفة تتعلق أساسا بمطالبهم بتوفير الخدمات والأمن، تقع اشتباكات بين عناصر المعسكر وقوات الأمن العراقية، خاصة بعد أن حولت هذه الأخيرة مستشفى المعسكر قاعدة لها، حسب مصادر المعسكر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف.

وقالت المصادر ذاتها إنه في آخر مواجهة أصيب رجل يدعى بهروز مهاجر، بإصابات خطرة بعد تعرضه للضرب بهراوة مطاطية.

وقال مسؤول في أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي يضم «مجاهدين خلق» أيضا، إن الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي بالقرب من موقع مستشفى «أشرف» داخل المعسكر أدى إلى إصابة العشرات من عناصر المعسكر، وإن الحالة الصحية لبعضهم خطرة.

وتقطعت السبل بين سكان معسكر «أشرف» وذويهم داخل إيران منذ أكثر من عشرين سنة.

وتقول «مجاهدين خلق» إن السلطات الإيرانية تتعسف من تلقي عليه القبض في إيران بتهمة الاتصال بالعناصر الموجودة في معسكر «أشرف»، وإنها أقدمت قبل يومين على إعدام رجل من عناصرها شنقا يدعى علي صارمي، 63 عاما، وكان ناشطا سياسيا أمضى نحو ربع قرن في سجون إيران، قائلة إن آخر مشاركة له في العمل السياسي كانت «انتفاضة عاشوراء» بطهران العام الماضي.

ويعيش نجل صارمي، المسمى «أكبر علي صارمي» في معسكر «أشرف». وتقول «مجاهدين خلق» إن السلطات في طهران قامت باعتقال عدد من عائلة صارمي حين كانت تتأهب لتسلم جثمانه من سجن إيفين، الذي أعدم فيه، وإن من بين المعتقلين مهين وبويا ومحترم صارمي، وزوجة علي صارمي وابنته وشقيقته وعدد آخر من ذوي السجناء السياسيين هناك.

وتتهم طهران «مجاهدين خلق» بأنها «حركة إرهابية». وتتخوف العناصر الموجودة في المعسكر من وجود اتفاق بين حكومتي طهران وبغداد على تسليمهم إلى إيران، مما يمكن أن يعرضهم لأحكام بالإعدام أو السجن لفترات طويلة، على أقل تقدير.

وقال المدعي العام الإيراني إن التهم الموجهة لصارمي هي العمل ضد البلاد، وقيامه بزيارة معسكر «أشرف»، وتجنيد عدد من الأشخاص وإرسالهم للمعسكر، وعقد اجتماعات تنظيمية، وغيرها من التهم المماثلة.

وطالبت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية القوات الأميركية بالعودة لتولي أمن معسكر «أشرف» مرة أخرى، لـ«منع إراقة الدماء»، وبأن ينتشر فريق المراقبين التابع للأمم المتحدة في المعسكر.