الدنمارك والسويد تعتقلان 5 أشخاص غالبيتهم عرب بشبهة الإعداد لعمل إرهابي

أعلنتا عن إحباط مخطط لاستهداف صحيفة الرسوم المسيئة في كوبنهاغن

سيارة شرطة دانماركية تقف أمس أمام مبنى يضم أربعة اشخاص مشتبه فيهم بالتخطيط لتفجير جريدة في العاصمة كوبنهاغن (إ ب أ)
TT

أعلنت الدنمارك والسويد أمس أنهما أحبطتا مخططا لقتل موظفين في صحيفة «يلاندس بوستن» الدنماركية، التي نشرت رسوما كاريكاتيرية مسيئة للإسلام، واعتقلتا خمسة كان مشتبها بهم. وذكر رئيس وكالة الاستخبارات الدنماركية جاكوب شارف، أن رجاله اعتقلوا أربعة كان مشتبها بهم، بينما أعلنت متحدثة باسم الاستخبارات السويدية عن اعتقال مشتبه به خامس في استوكهولم لعلاقته بنفس المخطط لشن هجوم على الصحيفة التي مقرها كوبنهاغن. وقال شارف في بيان إن المجموعة كانت تخطط لشن الهجوم «خلال الأيام القليلة المقبلة».

بدوره، قال وزير العدل الدنماركي لارس بارفود، في رسالة إلكترونية إلى وكالة «ريتزاو» الدنماركية للأنباء، إن اعتقال المشتبه بهم «الذين لهم خلفية إسلامية متشددة» حال دون وقوع هجوم كان يمكن أن يكون الأخطر الذي يحدث في الدنمارك. وجاء في البيان أنه يمكن وصف الكثير من المشتبه بهم بأنهم «إسلاميون متشددون يرتبطون بشبكات إرهاب دولية». وقال شارف إن «هذه الاعتقالات مكنتنا من وقف هجوم إرهابي وشيك كان الكثير من المشتبه بهم سيقومون خلاله باقتحام المبنى الذي يضم مكاتب صحيفة (يلاندس بوستن) في كوبنهاغن وقتل أكبر عدد ممكن من الناس».

وجرت الاعتقالات في اثنتين من ضواحي كوبنهاغن بعد تحقيق طويل تم بالتعاون مع وكالة الاستخبارات السويدية، حسب الوكالة الدنماركية. والرجل الذي اعتقل في استوكهولم، واثنان من المعتقلين في الدنمارك، هم مواطنون سويديون. والمعتقلون في الدنمارك هم: تونسي، 44 عاما، وسويدي من مواليد لبنان، 29 عاما، وسويدي، 30 عاما، وطالب لجوء سياسي عراقي، 26 عاما. وكان التونسي والسويدي اللبناني والسويدي يعيشون جميعا في السويد، وتوجهوا إلى الدنمارك الليلة قبل الماضية، حسب جهاز الاستخبارات الدنماركي الذي أكد أن الرجل الذي اعتقل في استوكهولم سويدي من أصول تونسية يبلغ من العمر 37 عاما. وذكر موقع الصحيفة على الإنترنت أن المجموعة جاءت إلى الدنمارك بسيارة مستأجرة من ضاحية كيستا في استوكهولم.

وكانت صحيفة «يلاندس بوستن» قد نشرت نحو عشرة رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في عام 2005 أدت إلى موجة من المظاهرات العنيفة في أنحاء العالم. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، اقتحم رجل صومالي منزل أحد رسامي الكاريكاتير وهدد بقتله باستخدام فأس وسكين. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، اعترف مشتبه به اعتقل في النرويج بأنه خطط لشن هجوم ضد صحيفة «يلاندس بوستن». وفي قضية أخرى في الشهر ذاته اعتقل في كوبنهاغن رجل مولود في الشيشان للاشتباه بخطته إرسال رسالة مفخخة للصحيفة. وأكد شارف أن الاعتقالات «تؤكد تهديد الإرهاب الخطير ضد الدنمارك، خاصة ضد المؤسسات والأشخاص المرتبطين بقضية الرسوم الكاريكاتيرية» المسيئة للإسلام. وصرح لارس مانش، الرئيس التنفيذي للشركة الأم لصحيفة «يلاندس بوستن»: «من المريع بالنسبة لموظفينا وعائلاتهم أن يروا مرة أخرى أماكن عملهم تتعرض للتهديد»، مضيفا أن الشركة «لديها ثقة كبيرة في جهود الشرطة وأجهزة الاستخبارات لحمايتنا». وقالت وكالة الاستخبارات الدنماركية إن الشرطة عثرت أثناء عملية الاعتقال على أشرطة لاصقة بلاستيكية لاستخدامها لربط اليدين، وبندقية رشاشة وذخيرة حية. وقالت المتحدثة باسم جهاز الاستخبارات السويدي كاتارينا سيفتشك إنه «لا توجد للمعتقلين أي ارتباطات معروفة بأحداث 11 ديسمبر (كانون الأول)» الحالي، حين حاول رجل تفجير نفسه في شارع مكتظ بالمتسوقين وسط استوكهولم. ولم يقتل في ذلك الهجوم سوى الانتحاري، بينما أصيب شخصان بجروح طفيفة. وكان الانتحاري قد أرسل رسالة إلكترونية قبل تنفيذه العملية قال فيها إنه ينتقم من السويديين «الذين يدعمون الخنزير لارس فيلكس»، في إشارة إلى صاحب الرسوم المسيئة للإسلام.

وذكرت وكالة الاستخبارات الدنماركية الشهر الماضي أن لديها «مؤشرات جديدة بأن مجموعات إرهابية في الخارج تخطط لإرسال إرهابيين إلى الدنمارك، لارتكاب هجمات إرهابية». وقالت الوكالة في ذلك الوقت إن «الدنمارك والمصالح الدنماركية من الأهداف الرئيسية للإرهابيين». وأبقت الوكالة على مستوى التهديد الإرهابي دون تغيير، إلا أنها أكدت أن «الدنمارك ما زالت تواجه تهديدا إرهابيا خطيرا».