قادة جيوش أفارقة يجتمعون لبحث أزمة ساحل العاج

موفدو غرب أفريقيا يعتزمون العودة إلى أبيدجان.. وأوروبا لا تعترف إلا بسفراء وتارا

TT

اجتمع قادة جيوش دول غرب أفريقيا أمس في أبوجا للبحث في أزمة ساحل العاج بعد أن طلب رؤساء المنطقة من لوران غباغبو التخلي عن السلطة وأنذروه باستخدام القوة إذا اقتضى الأمر. وجاء هذا بينما قرر الرؤساء الثلاثة المبعوثون من مجموعة غرب أفريقيا، الذين زاروا أبيدجان وفشلوا على ما يبدو في إقناع غباغبو بالتخلي الفوري عن السلطة، العودة إلى ساحل العاج لمواصلة المهمة نفسها الأسبوع المقبل.

وقال عبد الفتاح موسى، أحد مديري المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، إن اجتماع رؤساء أركان جيوش دول غرب أفريقيا (15 بلدا) عقد خلال اليومين الماضيين، لكن دون أن يقدم تفاصيل حول الاجتماع. كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق باسم الجيش النيجيري الكولونيل محمد يريماه تأكيده هو الآخر انعقاد الاجتماع.

في غضون ذلك، أعلن الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان أمس، أن رؤساء الدول الثلاث في غرب أفريقيا الذين زاروا أبيدجان سيعودون إلى ساحل العاج في 3 يناير (كانون الثاني) المقبل، مؤكدا أن المفاوضات مستمرة. وقال رئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (15 دولة) الرئيس النيجيري جوناثان: «إننا لا نزال نبحث». وكان الرئيس النيجيري يتحدث في مؤتمر صحافي إثر استقباله موفدين من أصل ثلاثة زاروا أبيدجان أول من أمس الثلاثاء لتوجيه إنذار إلى غباغبو. وقال جوناثان «لقد عادا لإبلاغي بنتيجة» هذه المهمة، إلا أن الموفدين الثلاثة سيعودون إلى ساحل العاج «في الثالث من يناير». وكان رؤساء بنين بوني يايي وسيراليون آرنست كوروما والرأس الأخضر بدرو بيريس قد التقوا أول من أمس في أبيدجان كلا من لوران غباغبو والحسن وتارا الرئيسين المعلنين لساحل العاج، ورئيس بعثة الأمم المتحدة في ساحل العاج تشوي يونغ جين. ولم يشارك رئيس بنين بوني يايي في لقاء أبوجا. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر رسمي بنيني أن الرئيس يايي اضطر للعودة إلى بنين وأنه تباحث أول من أمس عبر الهاتف مع نظيره النيجيري غودلاك جوناثان في شؤون المهمة في ساحل العاج.

وكان رؤساء دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا قد هددوا في اجتماع للمجموعة في أبوجا الأسبوع الماضي بقلب نظام لوران غباغبو عسكريا إذا رفض، بملء إرادته، التخلي عن السلطة للحسن وتارا. وقد اعترفت الغالبية الساحقة من المجتمع الدولي بفوز الحسن وتارا في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وشدد جوناثان على أهمية متابعة الحوار، رافضا إعطاء المزيد من التوضيحات حول فحوى المباحثات المقبلة. وقال الرئيس النيجيري «عندما يحصل نزاع، فإن الحوار يحل كل الخلافات، وهذا الحوار لا يزال مستمرا». كما أكد جوناثان «عندما يعود (الموفدون الثلاثة) سنتخذ قرارا».

وبحسب بيان لرئاسة الرأس الأخضر، فإن رؤساء دول غرب أفريقيا سيعودون إلى ساحل العاج «خلال الأسبوع المقبل لمتابعة لقاءاتهم ومحاولة إنجاز الوساطة». وبحسب البيان فإن الفريقين المتنازعين في ساحل العاج «طلبا بعض الوقت للتفكير بهدف إيجاد حل قابل للحياة لإنجاز العملية الانتخابية، وهو المخرج الوحيد القادر على إحلال السلام والاستقرار الدائمين في هذا البلد في غرب أفريقيا».

وجاء هذا بينما قررت دول الاتحاد الأوروبي ألا تعترف إلا «بالسفراء الذين يعينهم الرئيس الحسن وتارا» في ساحل العاج، حسبما أعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية أمس. وأوضح برنار فاليرو أن الاتحاد الأوروبي «تبنى الأسبوع الماضي مقاربة منسقة: وحدهم السفراء الذين يعينهم الرئيس وتارا يتم الاعتراف بهم من قبل الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء». وكان فاليرو يرد على أسئلة الصحافيين حول طريقة تعاطي فرنسا مع سفارة ساحل العاج، في وقت عين فيه وتارا سفيرا جديدا لبلاده ولا تزال إجراءات قبوله جارية. وكان الاتحاد الأوروبي قد أشار الأسبوع الماضي في بروكسل دون أي إيضاحات إلى أنه «قرر اتخاذ إجراءات لدعم السلطات المنتخبة ديمقراطيا» (في ساحل العاج). وكانت حكومة غباغبو قد هددت أول من أمس بطرد سفراء الدول التي لا تعترف بسفرائه، والتي توافق على سفراء موالين لوتارا.