تواصلت في نيويورك، أمس، أزمة النقل الناجمة عن العواصف الثلجية التي ضربت منطقة شمال شرقي الولايات المتحدة منذ الأحد الماضي. فقد تسببت الثلوج المتراكمة في ترك آلاف المسافرين عالقين، كما تركت آلافا آخرين من دون كهرباء. وأجبر تراكم الثلوج، الذي وصل ارتفاعها إلى 60 سنتيمترا، إلى إلغاء أكثر من 5 آلاف رحلة جوية في المطارات الرئيسية الثلاثة في نيويورك، 1000 رحلة منها ألغيت فقط يوم أول من أمس. وليل أول من أمس، بقي مطار جون إف كيندي ممتلئا بالركاب الذي راحوا يحاولون، عبر هواتفهم الجوالة وأجهزة الكومبيوتر المحمولة، إعادة حجز رحلاتهم أو يسعون إلى حجوزات في الفنادق.
وأعربت «كاثي باسفيك»، شركة الطيران الرئيسية في هونغ كونغ، أمس، عن اعتذاراها للركاب لاضطرارهم للانتظار داخل الطائرات لمدة وصلت إلى 11 ساعة في مطار جون كيندي. ولم يتمكن ركاب 5 رحلات تابعة للشركة من النزول من الطائرات بعد هبوطها حيث ظلوا داخلها لمدد تراوحت بين 4 و11 ساعة حيث حال الطقس السيئ دون وصولهم إلى البوابات بالمطار. وصرح متحدث باسم الشركة بقوله: «إننا نبدي بشكل خاص أسفنا بسبب العناء الهائل الذي تكبده أكثر من 1100 راكب طوال الفترة التي قضوها في الانتظار داخل طائراتنا القابعة في ساحة انتظار الطائرات بالمطار». كما تعين على آلاف آخرين من المسافرين على طائرات شركة «كاثي باسفيك» الانتظار داخل المطار لمدة بلغت 30 ساعة قبل الصعود إلى الرحلات المتجهة إلى هونغ كونغ منذ أن ضربت العواصف الثلجية نيويورك. ورغم إعلان إدارة الطيران الفيدرالية الليلة قبل الماضية، عن إعادة افتتاح مطار لوغان في بوسطن بولاية ماساتشوستس، فقد تأخرت رحلات الوصول إلى مطار فيلادلفيا لمدة ساعتين أو أكثر. وضربت العاصفة أنحاء شمال شرقي الولايات المتحدة، خصوصا يومي الأحد والاثنين، وأدت إلى تقطع السبل بآلاف المسافرين الذين حاولوا العودة إلى البلاد بعد إجازة أعياد الميلاد. وغطت ثلوج بلغ ارتفاعها 81 سنتيمترا مدينة إليزابيث في ولاية نيوجيرسي جنوب نيوأرك مباشرة. وقالت هيئة المطارات في نيويورك ونيوجيرسي إن الأمر يستغرق 3 أيام قبل عودة الرحلات إلى جداولها المعتادة. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الكثير من الرحلات الداخلية الأميركية استؤنفت مع عدد محدود من الرحلات الدولية. كما ظلت وسائل الانتقال البرية بين مطارات نيويورك محدودة بسبب بطء عمليات تنظيف وإزالة الثلوج من الشوارع. وظل الانتقال في وحول مدينة نيويورك التي يقطنها أكثر من 8 ملايين نسمة أمرا صعبا بسبب قلة خدمات قطارات الأنفاق وخدمة الحافلات حيث لا تزال هناك شوارع كثيرة مملوءة بالثلوج.
وبسبب الثلوج أيضا، منع رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، المسؤولين من أخذ العطلات قبل انتهاء الفوضى التي تعم المطارات، مطالبا إياهم بـ«التوقف عن التذمر والعمل». وقال بوتين في اجتماع حكومي: «كان الأحرى بالمسؤولين الوجود في مراكزهم بدلا من البدء بالاحتفال بالسنة الجديدة». وتابع بوتين: «الوضع صعب. لسنا مسؤولين عن كل شيء، ولكن علينا التوقف عن التذمر.. على الجميع أن يعملوا». وأضاف رئيس الوزراء الروسي: «لا تزال مناطق كاملة من دون تيار كهربائي، وهناك آلاف الأشخاص عالقون في المطارات».
ومنع بوتين الموظفين المسؤولين عن هذه الأزمة من أخذ عطلاتهم، وقال: «لا عطل حتى إشعار آخر. على الجميع أن يوجدوا في مراكزهم». وفتحت نيابة موسكو تحقيقا في الفوضى الكبرى التي عمت في الأيام الأخيرة في المطارين الرئيسيين في العاصمة الروسية جراء سوء الأحوال الجوية على أثر احتجاج آلاف الركاب.
ومن جهة أخرى شهدت محافظات مصر أمس موجة من الطقس السيئ، تزامن معها سقوط أمطار ثلجية، في ظاهرة نادرة الحدوث، في محافظة أسيوط بصعيد مصر. وتسببت الأمطار والعواصف في مقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من تسعين، وإغلاق خمسة موانئ بحرية رئيسية، وسط توقعات باستمرار الطقس السيئ حتى نهاية يوم غد الجمعة.
وشهدت محافظة أسيوط سقوط أمطار بغزارة تحولت في ما بعد إلى قطع ثلجية صغيرة. وقال مسؤولون بالمحافظة الواقعة على بعد 380 كلم جنوب القاهرة، إنها ظاهرة نادرة الحدوث في محافظات الصعيد. وأصيبت الحركة المرورية في المحافظة بشلل تام، خاصة الحركة الداخلية في ما بين المحافظة وقراها ومراكزها.