الرهينتان الفرنسيان في أفغانستان يبدآن سنتهما الثانية في الأسر

عرض وجهي الصحافيين المخطوفين على قوس النصر في باريس

TT

يبدأ الصحافيان الفرنسيان إيرفيه غيسكيير وستيفان تابونييه ومرافقوهم الأفغان الثلاثة اليوم الخميس سنتهما الثانية في الأسر في أفغانستان وأصبحا بذلك من الرهائن الفرنسيين الذين احتجزوا لمدد طويلة في العقود الأخيرة.

وتم أمس عرض وجهي الرهينتين على قوس النصر في باريس تزامنا مع عدة تجمعات في العاصمة الفرنسية. وتم عرض وجهي الصحافيين ستيفان تابونييه، 48 عاما، وإيرفيه غيسكيير، 47 عاما، أمس على مدى ساعة ونصف وفوقهما عبارة «أفرجوا عن ستيفان وإيرفيه ومرافقيهما الثلاثة».

وكان رهائن فرنسيون احتجزوا في الثمانينات في لبنان 3 سنوات. لكن الصحافيين فلورانس أوبنا وكريستيان شينو وجورج مالبرونو الذين خطفوا في 2004 و2005 في العراق استعادوا حريتهم خلال 5 أشهر بالنسبة لأوبنا و4 أشهر للصحافيين الآخرين.

وهناك 6 فرنسيين آخرين محتجزون رهائن في الخارج حاليا هم أحد عناصر جهاز مكافحة التجسس الذي خطف في الصومال في 14 يوليو (تموز) 2009 و5 موظفين في شركة «إريفا» خطفوا في النيجر في 16 سبتمبر (أيلول) 2010. وكان الصحافيان الفرنسيان ومرافقوهم الأفغان خطفوا في 30 ديسمبر (كانون الأول) 2009 على بعد 60 كيلومترا شرق كابول في ولاية كابيسا المضطربة والجبلية.

ويتمركز في هذه الولاية جزء من القوات الفرنسية العاملة في إطار القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان (إيساف) التابعة لحلف شمال الأطلسي.

وقد كانوا ينجزون ريبورتاجا إلى جانب القوات الفرنسية، لكنهم لم يكونوا يتمتعون بحمايتها عند خطفهم. وأثارت القضية جدلا على رأس الدولة الفرنسية. فقد انتقد الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان «استهتارهما»، بينما تحدث رئيس أركان الجيوش الفرنسية جان لوي جورجيلان الذي كان على وشك الرحيل علنا عن نفقات عمليات البحث عنهما، في سابقة.

وفي أبريل (نيسان) ظهر أول دليل على أنهما على قيد الحياة ما أنهى فترة من التكتم الإعلامي النسبي - الذي دانه أقرباؤهما - منذ خطفهما ولتكشف قناة «فرانس 3» هوية صحافييها التي بقيت سرا حتى ذلك الحين.

ومنذ ذلك الحين وعلى الرغم من تظاهرات الدعم التي تنظم باستمرار في فرنسا، ينفي استمرار احتجازهما يوما بعد يوم التصريحات المتفائلة للحكومة الفرنسية.

وفي نهاية سبتمبر تحدث الأميرال إدوار غيو الذي تولى رئاسة هيئة الأركان خلفا للجنرال جورجيلان عن «قدر معقول من الأمل» في الإفراج عنهما قبل عيد الميلاد.

لكن في اليوم نفسه رفض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «التسرع في تحديد مواعيد رسمية»، لينهي التفاؤل الذي عبر عنه الأميرال.

ومنذ ذلك الحين، يرفض السياسيون ذكر أي تاريخ. لكن وزراء يواصلون التحدث علنا عن نهاية سعيدة في «وقت قريب» أو كما أشار الناطق باسم الحكومة فرنسوا باروان في 21 ديسمبر إلى «عملية إطلاق سراح جارية». وهذه التصريحات لا تطمئن العائلات بل تثير استياءها. وقالت إرليت تابونييه والدة ستيفان لوكالة الصحافة الفرنسية «كنا نأمل في إطلاق سراحهما في سبتمبر ثم في عيد الميلاد، لكن الأمر يؤجل باستمرار. كنت أفضل ألا يقولوا شيئا».

أما زوجها جيرار، فرأى أن «الوزراء يتسرعون قليلا». إلا أنه دان في الوقت نفسه الصمت الذي يلتزمه مسؤولو الدولة. وقال: «منذ البداية يقولون إنهما على قيد الحياة وفي صحة جيدة. أما بقية التفاصيل فهي سر دفاعي». أما الرهينتان فيواصلان المحنة التي يعيشانها ويواجهان للمرة الثانية شتاء قاسيا في الجبال الأفغانية وانتظارا يتحول تدريجيا إلى عدو لدود، على حد قول رهائن سابقين.

وقال الصحافي جان بول كوفمان الذي خطف في لبنان في الثمانينات «بالنسبة للرهينة والسجين بشكل عام، الوقت هو المحنة الكبرى. إنه مواجهة في كل اللحظات».

وتابع أن «الفارق الكبير هو أن السجين الذي صدر حكم عليه لديه موعد للنهاية والرهينة يبقى في الشك المطلق حتى النهاية».