مهاجرون أفارقة برفح يؤكدون تعرضهم للتعذيب والابتزاز على يد عصابات التهريب

السلطات المصرية تحتجز 14 منهم قبل تسليمهم لسفارات بلادهم

TT

قال مهاجرون أفارقة غير شرعيين ومصادر طبية مصرية بمدينة رفح المصرية إن مهاجرين أفارقة من دول مختلفة تعرضوا للتعذيب والابتزاز، بينما أكدت مهاجرة غير شرعية أنها تعرضت للتحرش والاغتصاب على أيدي عصابات التهريب بسيناء.

وقال السوداني ميالولك دانق، 27 عاما، وهو مهاجر غير شرعي محتجز الآن داخل قسم شرطة رفح برفقة 13 مهاجرا أفريقيا آخرين من إريتريا والسودان، إن إحدى عصابات التهريب احتجزته نحو 7 أيام في منطقة جبلية لا يعرفها بعد أن تعرف على أحد الأشخاص بالقاهرة، حيث كان يعمل حانوتيا، وادعى أن اسمه أبو بكر وأقنعه بإمكانية مساعدته في الدخول إلى إسرائيل للعمل هناك، مؤكدا توافر فرص جيدة للعمل.

وأضاف أنه تم نقله من القاهرة إلى سيناء داخل شاحنة بها مبرد لا يعمل، وعندما وصل انتزع منه المهربون هاتفه الجوال واتصلوا بأهله في السودان وطلبوا منهم أموالا إضافية، مقابل إطلاق سراحه وتسهيل تسلله لإسرائيل، مشيرا إلى أن عصابات التهريب أوصلته إلى الأسلاك الشائكة التي تفصل بين مصر وإسرائيل، وهناك تم اعتقاله مع خمسة آخرين.

وقال مهاجر آخر إريتري، طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه تم احتجازه من قبل عصابات التهريب في مكان غير جيد التهوية ومظلم جدا يشبه ملاجئ الحروب، وكان به نحو 20 مهاجرا آخرين معه في المكان نفسه، موضحا أن المهربين كانوا يقدمون له وجبة واحدة في اليوم لا تزيد على 100 غرام من الأرز إضافة إلى كمية محدودة من المياه، كما أنه لم يكن يرى الأشخاص الذين يحتجزونه داخل الملجأ بشكل جيد، حيث كانوا يقدمون لهم الطعام ثم يغلقون عليهم الأبواب.

وتحتجز الشرطة المصرية داخل قسم شرطة رفح الآن نحو 14 مهاجرا أفريقيا غير شرعيين (9 رجال وأربع سيدات وطفل) في انتظار وصول مندوبين من سفاراتهم لاستلامهم.

من جانبه، قال طبيب مصري بمستشفى رفح العام: «وصلت إلينا في وقت سابق فتاة سودانية عمرها نحو 21 عاما أصيبت بالرصاص أثناء محاولتها التسلل لإسرائيل، وأكدت أنها تعرضت للاغتصاب على يد أحد أفراد عصابات التهريب، وأنهم سرقوا منها مبلغ 400 جنيه مصري، كانت بحوزتها، وجميع ملابسها وقرطها الذهبي»، مضيفا أن الفتاة أكدت أيضا أن جميع المهاجرات الجميلات يتعرضن للتحرش والاغتصاب قبل معاونتهن على التسلل. وكانت دعاء في طريقها إلى إسرائيل بعد أن أقنعها خطيبها، الذي نجح في التسلل من قبل بالحضور إلى إسرائيل والزواج منها هناك.

وأضاف الطبيب المصري أن بعض المهاجرين وصلوا إلى المستشفى للعلاج منذ فترة بعد أن ألقي القبض عليهم على الحدود، وكانوا قد تعرضوا للتعذيب على أيدي عصابات التهريب، إما عن طريق الضرب بالكرباج والأسلاك أو بالحرق وأن أحدهم وصل منذ عدة أشهر بعد أن تم بتر ساقه باستخدام سيف وألقى به المهربون أمام مستشفى رفح.

ويقول شرطي بشمال سيناء إنه أثناء مرافقته أحد المهاجرين الإريتريين المرحلين للعرض على النيابة بمدينة العريش، ألح عليه المهاجر في استخدام هاتفه الجوال، حيث أجرى اتصالا بشقيقه وأخبره بألا يستجيب إلى مطالب المهربين بإرسال أموال إليهم، لأنه قد تم اعتقاله من قبل الشرطة المصرية.

وتقوم عصابات التهريب بالاستيلاء على هواتف المهاجرين وملابسهم وأي أشياء تكون ذات قيمة معهم. ويقول المهاجرون إن الذين يدفعون منهم مبالغ كبيرة يلقون بعض المعاملة الحسنة من قبل المهربين، وعند إدخالهم إلى إسرائيل يقوم المهربون بإطلاق الرصاص على رجال الشرطة المصريين المتمركزين على الحدود بين مصر وإسرائيل للفت أنظارهم عن عمليات التسلل.