اللبنانيون مقتنعون بأن القرار الظني سيتهم حزب الله ويستعجلون صدوره للتعامل مع المرحلة المقبلة

مسربو خبره نجحوا في إعدادهم نفسيا لصدوره

TT

لم ينجح مسربو فحوى القرار الظني، المنتظر صدوره قريبا، فقط في كسر حلقة الغموض التي كانت تلف تحقيقات المحققين الدوليين وما توصلوا إليه بعد نحو 6 سنوات من اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، بل هم جنبوا البلاد صدمة ما سيحمله القرار القنبلة التي كانت موقوتة لتنفجر في وجه اللبنانيين. وقد تمكن حزب الله، من خلال تلقفه المعطيات سريعا ومحاولته إيصالها لجمهوره أولا وللبنانيين ثانيا، واضعا نفسه بريئا في قفص الاتهام، محاولا الدفاع عن نفسه قبل إدانته - من تنفيس الشارع المحقون، باعتماده مبدأ التمهيد للآتي ومنظومة المراحل التي بات اللبنانيون يقطعون أشواطها من دون أن يعوا ذلك.

الشارع اللبناني وبكل ألوانه وأطيافه بات، وباختصار، مقتنعا بأن القرار الظني سيتهم حزب الله. هو لم يعد يرى به كارثة كبرى لأنه تأقلم مع الوضع، لحد بات يأمل أن يصدر القرار لينتهي عذابه اليومي في سماع تهديدات هنا وشروحات قانونية ضاق بها ذرعا هناك.

زينة (44 عاما) - مارونية - لا تنكر أنها في فترة من الفترات كانت مرعوبة من مجرد فكرة صدور قرار ظني يتهم حزب الله. هي كانت ترى فيه إطلاق صفارة الانفجار. أما اليوم فتؤكد جازمة أن «ما بعد القرار كما قبله» وتقول: «لم نعد خائفين وأعتقد أن ما سبق وأشيع، كلام في كلام لن يقترن بأية أفعال». وإذ تتوقع زينة أن «يحمل القرار الاتهامي جديدا لم يتم تسريبه»، تشدد على أنه «سيستند إلى قرائن قوية تقنع المواطن اللبناني». وتضيف: «ليس من مصلحة حزب الله أن يتحرك في الشارع تزامنا مع صدور القرار، كما نعلم تماما أنه وإن وقف هناك سيقف وحيدا، لأن لا قدرة لأحد على مواجهته».

في المقابل، يجزم حسين (26 عاما) - شيعي من ضاحية بيروت الجنوبية - بأنه وفي حال صدور قرار ظني يتهم حزب الله قبل إعلان التسوية السعودية – السورية، «فلن يكون خيرا» ويضيف: «من منكم يقبل أن يتهم بجريمة قتل وهو بريء. نحن لن نسكت قبل إسقاط هذا القرار، لأنه أميركي – إسرائيلي، يهدف إلى خلق الفتنة السنية - الشيعية في لبنان، لتنطلق بعدها للمنطقة ككل». ويلفت حسين إلى أن «الحزب وضع سلسلة إجراءات تتماشى مع تطور الأمور»، متمنيا أن تكون «الدبلوماسية والتوافق السبيل للخروج من عنق الزجاجة، حيث نحن عالقون حاليا».

ويقول عبد (30 عاما) - سني من بيروت: «لم يعد لدينا أدنى شك في أن حزب الله هو من اغتال الرئيس الحريري. فالحزب ومنذ تم تسريب فحوى القرار لم يكف لثانية واحدة عن الدفاع عن نفسه. لو كان مقتنعا ببراءته لما أثار حفيظته ما يتم تسريبه ولم يكن ليهدد ويتوعد بقطع الأيدي وبحرق الأخضر واليابس». ويضع عبد ثقته الكاملة بالرئيس الحريري والمملكة العربية السعودية، متأكدا أنهما سيتعاطان مع المرحلة المقبلة كما يتوجب، لصون العدالة والحفاظ على الاستقرار.

وإذ يصف طارق (28 عاما) - شيعي - كل الساسة اللبنانيين بـ«الجبناء»، يؤكد أنه لن يكون هناك تداعيات للقرار الظني، لافتا إلى أن الخوف هو من دخول أو محاولة دس متطرفين سنة على الخط ويضيف: «لا أعتقد أن الأمور ستصل إلى هذا المستوى، إذ ستتم لفلفة الملف إقليميا».

وتقول رنا (26 عاما) - مارونية -: «لا أعتقد أنه سيصدر أي قرار ظني، فلو كان ذلك ممكنا لصدر منذ زمن... هم أرادوا بعث رسالة من خلال المحكمة ككل، وأعتقد أن الرسالة وصلت».