ارتفاع منسوب العنصرية في إسرائيل.. ونائب يدعو لقتل المهربين من البدو

مدير مدرسة يمنع اللغة العربية بمدرسة في يافا.. وزوجات الحاخامات يطلبن من النساء عدم التعامل مع العرب

TT

ارتفع منسوب العنصرية في إسرائيل، بشكل غير مسبوق، إذ وصل حد الدعوة إلى قتل البدو العرب ودعوة اليهوديات لعدم الاختلاط بالعرب حتى في الأسواق، ومنع اللغة العربية في مدارس.

يأتي هذا بعد أسابيع من فتوى صادرة عن 50 حاخاما يحرم تأجير وبيع شقق وأراض لـ«أغيار» أي العرب، ووقعت زوجات حاخامات هذه المرة على عريضة تدعو النساء اليهوديات إلى عدم العمل والتعامل مع غير اليهود. وبادرت إلى هذه العريضة، التي وقعت عليها 25 زوجة، منظمة دينية تدعى «لهفا» وتعني كما تصف نفسها «إنقاذ بنات إسرائيل»، وتدعو إلى امتناع اليهوديات عن العمل في الأماكن التي يعمل فيها غير اليهوديات بشكل متكرر، وعدم أداء الخدمة الوطنية مع غير اليهود، وعدم إقامة علاقات اجتماعية معهم، وعدم التسوق حتى من مؤسسات تفتح أبوابها لغير اليهود للعمل.

وجاء في العريضة، «من أجلك، من أجل الأجيال القادمة، نتوجه إليك بطلب، برجاء، بصلاة.. لا تخرجي مع الأغيار، لا تعملي في أماكن يوجد فيها أغيار ولا تفعلي خدمة وطنية معا، مع الأغيار».

وضمن أخريات وقعت على الكتاب الحاخامة متسحيا يوسيف زوجة الحاخام يعقوب يوسيف، والحاخامة إستر يوسيف، زوجة الحاخام دوف ليئور من كريات أربع، والحاخامة شولاميت ميلميد من بيت آلون والحاخامة سترينا دروكمن من كريات موتسكين.

وأثارت الدعوة الجديدة استياء حاخامات آخرين في إسرائيل منهم الحاخام جلعاد كريف من الحركة الإصلاحية. وانتقادات من كبار قادة إسرائيل، مثل بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة، وتسيفي ليفني، رئيسة المعارضة، وآخرين دعوة الحاخامات ضد العرب. وقال الحاخام كريف إن «المجتمع الإسرائيلي يتدهور إلى هوة عميقة ومظلمة من العنصرية وكراهية الأجانب، بتشجيع من مؤسسة حاخامية محرضة ومنفلتة العقال». وأضاف، «في صيغة طبق الأصل يحاكي حاخامات إسرائيل وزوجاتهم الفاضلات أساليب وأفعال أسوأ كارهي إسرائيل وكأنهم تعلموا بعناية جملة التحريض والتشهير التي سبقت سنوات خراب يهود أوروبا، هذا عار وإفساد، لن ينجح الغطس ألف مرة في مياه طاهرة من إزالته».

وأدان اتحاد منظمات اجتماعية معارضة للعنصرية العريضة التي وقعتها 25 امرأة من زوجات الحاخامات، وقال الائتلاف إن هذه العريضة تعمق الكراهية، وتنضم إلى البيانات التي أصدرها بعض الحاخامات مؤخرا وتنادي بحرق مساجد واتباع مبدأ المعاملة بالمثل إزاء العرب. ولم تتوقف مظاهر العنصرية عند دعوات متكررة لمقاطعة وعدم التعامل مع العرب، بل خرج عضو الكنيست اليميني يعقوب كاتس، يدعو إلى تصفية العرب البدو الذين يساعدون في تهريب المهاجرين الأفارقة.

ودعا كاتس، رئيس حزب «هايحود هليئومي» أثناء جلسة لجنة العمال الأجانب البرلمانية إلى إيجاد آليات لمنع التسلل الذي وصفه «بإرهاب ديموغرافي»، كما دعا إلى معاقبة المواطنين العرب البدو واعتقال كل بدوي يبعد عن الحدود مسافة 50 كيلومترا، ووضعهم في حاويات وإطلاق النار عليهم.

وطلب كاتس بشكل جدي نشر فرقة من القناصة على الحدود مع مصر وإعلان حالة الطوارئ حتى تتمكن قوات الأمن من العمل خارج رقابة المحكمة العليا، فتستطيع إطلاق النار على رؤوس المهربين البدو.

وأضاف كاتس أمام العشرات من سكان الضواحي الجنوبية لتل أبيب الذين حضروا للبرلمان للاشتراك في الجلسة: «أعطوني الفرصة لتولي منصب وزير الدفاع والأسبوع القادم لن تشاهدوا متسللا واحدا لإسرائيل».

ورد النائب العربي طلب الصانع، قائلا: «إنها تصريحات خطيرة وتطاول على المواطنين العرب وتحريض أرعن ودعوة للقتل». وأضاف «هذه الأقوال الخطيرة تشعل العنصرية والفاشية وإن هذه الشخصية تهدد سلامة المواطنين، ومكانها خلف القضبان».

وفي سياق متصل بالعنصرية داخل المجتمع الإسرائيلي، تظاهر عدد من الطلاب العرب وذويهم وبعض من أهالي مدينة يافا، أول من أمس، قبالة المدرسة الإعدادية في المدينة احتجاجا على تعليمات مدير المدرسة بمنع الطلاب العرب الذين يمثلون نصف الطلبة من التحدث باللغة العربية فيما بينهم.

وقال الطلاب العرب إن المعلمين لا يسمحون لهم بالتحدث فيما بينهم باللغة العربية، وفوق كل ذلك يوبخونهم بحجة أن الحديث بالعربية غير أخلاقي إذ لا يستطيعون فهم حديثهم. لكن المفارقة، أنه في الوقت الذي يمنعون فيه من التحدث بالعربية، يسمح للمهاجرين الروس بالتحدث بالروسية.

وقال الباحث سامي أبو شحادة، لموقع «عرب 48» إن «ما نراه في المدرسة اليوم هو جزء من صورة مركبة للعنصرية الإسرائيلية التي تكشر عن أنيابها مؤخرا في جميع مجالات الحياة.