تركيا تعتقل 10 مشتبهين بالانتماء لـ«القاعدة» خططوا لهجمات

3 متهمين في المخطط الإرهابي بالدنمارك يمثلون أمام محكمة.. وهولندا تطلق آخر الصوماليين

المتهم من أصل تونسي ذهبي زلوطي خلال جلسة استماع في محكمة بالسويد أمس في المؤامرة المتعلقة بالصحيفة الدنماركية (إ.ب.أ)
TT

أعلنت تركيا، أمس، اعتقال 10 أشخاص ضمن شبكة مشتبهة لتنظيم القاعدة كانت تخطط لهجمات ليلة رأس السنة (اليوم)، وفقا لما قالته وكالة أنباء الأناضول.

وقالت الوكالة، حسب «أسوشييتد برس»، إن المشتبهين اعتقلوا في مداهمات نفذتها الشرطة في مدينتي بورصة وإسطنبول هذا الأسبوع، ومن المقرر أن يجري اليوم تحديد ما إذا كانت ستوجه إليهم اتهامات لإحالتهم إلى محكمة أم لا. وتأتي هذه المداهمات ضمن عدة اعتقالات جرت في القترة الأخيرة ضد عناصر مشتبهة من «القاعدة»، ولكن لم يتم فيها توجيه اتهامات. وتعرضت تركيا لهجمات من تنظيم القاعدة سابقا أكثرها دموية في إسطنبول عام 2003، حيث نفذ هجوم انتحاري قتل فيه 58 شخصا، وفي 2008 نفذ مسلحون هجوما ألقيت مسؤوليته على «القاعدة» أمام القنصلية الأميركية وقتل فيه 3 من المهاجمين و3 من رجال الشرطة.

وفي الدنمارك مثل 3 رجال يشتبه بتخطيطهم لشن هجوم دموي على صحيفة دنماركية، أمس، أمام محكمة وجهت لهم تهم محاولة شن هجوم إرهابي وحيازة أسلحة.

وألقت الشرطة القبض على 4 رجال في الدنمارك، وعلى شخص خامس في السويد يوم الأربعاء للاشتباه بتدبير مؤامرة لمهاجمة صحيفة «يولاندس بوستن» الدنماركية التي أثارت غضب المسلمين بنشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم.

وقال ليكي سورنسن، المسؤول في وكالة الأمن والمخابرات الدنماركية، للصحافيين في محكمة جلوستراب، إن الثلاثة وأحدهم تونسي والآخران سويديان دفعوا ببراءتهم من التهم الموجهة إليهم.

وقال جاكوب شارف، قائد قوات الأمن الدنماركية، إن الاعتقالات حالت دون هجوم إرهابي وشيك كان يستهدف قتل أكبر عدد ممكن من الموجودين في مكاتب الصحيفة في كوبنهاغن.

وشبه شارف الخطة بهجوم مومباي، في إشارة إلى هجوم على المدينة الهندية في عام 2008، حيث قتل 10 مسلحين باكستانيين 166 شخصا في هجوم منسق استمر 3 أيام على معالم في المدينة، من بينها فندقان ومركز يهودي.

وأحضرت الشرطة المشتبه بهم الثلاثة أمام المحكمة في ضاحية جلوستراب، حيث طلبت إبقاءهم قيد الاحتجاز لأربعة أسابيع لمزيد من التحقيق معهم.

وقال سورنسن: «سيحتجز الثلاثة لأربعة أسابيع وسيكون الأسبوعان الأولان حجزا انفراديا.. وسوف يستمر التحقيق بالتعاون الوثيق بين الشرطة ووكالة الأمن والمخابرات الدنماركية وشرطة الأمن السويدية».

وأضاف سورنسن أن الرجل الرابع المحتجز في الدنمارك، وهو عراقي الجنسية (26 عاما) قدم طلبا للجوء، وقد أطلق سراحه، لكن الشرطة ما زالت تعتبره مشتبها به، وإن كانت لا تملك من الأدلة ما يكفي لاحتجازه.

وقال مسؤول سويدي إن من المقرر أن يمثل المشتبه به الخامس، وهو سويدي يبلغ من العمر 37 عاما، أمام محكمة في السويد في وقت لاحق، ومن المتوقع أن يبقى رهن الاحتجاز.

وقالت الشرطة إن الرجال الذين جاءوا إلى الدنمارك والسويد ليلة 28 ديسمبر (كانون الأول) كانوا سيشنون هجوما في الأول من يناير (كانون الثاني) على مجمع المكاتب الذي يقع فيه مقر الصحيفة وصحف أخرى في ميدان بلدية كوبنهاغن.

وأضافت الشرطة أنها عثرت أثناء الاعتقال على شرائط بلاستيكية يمكن استخدامها لتقييد اليدين وبندقية آلية ومسدس وما يزيد على 100 خزنة طلقات.

وكانت الشرطة الدنماركية أخلت مساء أول من أمس مبنى في كوبنهاغن يقطنه أحد الموقوفين الخمسة الذين اعتقلوا في اليوم نفسه بشبهة التحضير لاعتداء ضد صحيفة دنماركية نشرت في 2005 رسوما كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - كما أعلنت وسائل إعلام دنماركية.

وأوضحت صحيفتا «بوليتيكن» و«يولاندس بوستن» على موقعيهما الإلكترونيين أن المبنى الذي تم إخلاؤه يقع في ضاحية العاصمة، وقد أخلته الشرطة من سكانه بعدما عثرت على جسم مشبوه قد يكون متفجرات داخل الشقة التي يقطنها طالب لجوء عراقي يبلغ من العمر 26 عاما واعتقل الأربعاء.

وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية رفض متحدث باسم الشرطة المحلية تأكيد خبر إخلاء المبنى. وتعذر الاتصال بجهاز الاستخبارات الدنماركية منتصف الليل لاستيضاح الأمر.

وضربت الشرطة طوقا أمنيا حول المبنى قطره مائة متر بحسب الصحيفة.

واللاجئ العراقي الذي كان مقيما في الشقة التي يفتشها رجال الشرطة هو أحد خمسة رجال كانت السلطات اعتقلتهم في النهار. وبحسب الاستخبارات الدنماركية، فإن من بين هؤلاء ثلاثة رجال آخرين يقيمون في السويد ووصلوا ليل الثلاثاء/الأربعاء إلى الدنمارك حيث تم اعتقالهم. وهؤلاء الثلاثة هم تونسي (44 عاما) وسويدي من أصل لبناني (29 عاما) وسويدي من أصول مهاجرة لم يكشف عنها (30 عاما).

أما المشتبه به الآخر فاعتقل في استوكهولم وهو مواطن سويدي من أصل تونسي (37 عاما)، كما أكدت الاستخبارات الدنماركية التي أشارت إلى أن الموقوفين هم مجموعة ناشطين إسلاميين مرتبطين بتنظيمات إرهابية دولية.

وفي أمستردام قال المدعي العام الهولندي إنه تم الإفراج، أمس، عن آخر صومالي من بين 12 صوماليا ألقي القبض عليهم في روتردام الأسبوع الماضي للاشتباه بتخطيطهم لعمل إرهابي.

وأضاف الادعاء في بيان أن الصومالي البالغ من العمر 29 عاما ما زال مشتبها به إلى جانب صوماليين آخرين (44 عاما) و(47 عاما)، وأن تحقيقات الشرطة مستمرة.

واحتجزت السلطات الهولندية 12 صوماليا في 24 ديسمبر بعد أن حذرت المخابرات وجهاز الأمن في هولندا من أن عددا من الصوماليين يخططون لهجوم وشيك في البلاد، ثم أفرجت عنهم جميعا باستثناء الصومالي الذي أفرج عنه أمس.

وكان الادعاء قد قال من قبل إن الشرطة لم تعثر على أسلحة أو متفجرات، وإن المكان المستهدف للهجوم غير معروف.

وقال الصوماليون إن السلطات الهولندية لا يحق لها اعتقالهم، ويفكرون الآن في رفع دعوى قضائية. وفجرت القضية جدلا في البلاد حول دور جهاز الأمن وما إذا كان قد تسرع.

وكان نتيجة ذلك أن أصدر جهاز الأمن بيانا علنيا نادرا قال فيه إن لديه مؤشرات قوية على أن 4 كانوا يخططون لشن هجوم وشيك. وذكر أنه ظل يحقق في التهديد المحتمل لبعض الوقت، وعلى الرغم من عدم معرفة الهدف، فإن الخطر اعتبر جادا إلى درجة يتعين معها إخطار المدعي العام.