إحالة «أميرة الجهاد» للمحاكمة في بروكسل واعتقال خلية صومالية بهولندا

خطوات جديدة عام 2010

TT

عرف الاتحاد الأوروبي، سواء على مستوى الدول الأعضاء أو مؤسساته ببروكسل، الكثير من الأحداث والقرارات التي تتعلق بالإرهاب وسبل مكافحته.

وفيما يلي أهم المحطات التي عرفتها دول في الاتحاد ومنها على سبيل المثال بلجيكا وهولندا.

في الأسبوع الأول من شهر يناير (كانون الثاني) قررت سلطات التحقيق البلجيكية إحالة 9 أشخاص إلى القضاء، قالت إنهم أعضاء في مجموعة متشددة يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة. ويتعلق الأمر بـ3 من المشتبه فيهم للتخطيط لأعمال إرهابية، وبينهم مليكة العروض أرملة الشخص الذي قام باغتيال الزعيم الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود في سبتمبر (أيلول) 2001. واتهم الادعاء البلجيكي أعضاء المجموعة بالتخطيط لاعتداء إرهابي نهاية عام 2008 في بروكسل. وفي الحادي عشر من مايو (أيار) أصدرت المحكمة قرارا بالسجن 8 أعوام بحق مليكة كما صدر حكم غيابي على زوجها الحالي التونسي معز غرسلاوى بالسجن 8 أعوام أيضا، كما قضت بالسجن 5 أعوام من بينها 37 شهرا مع التنفيذ على هشام بيايو، فيما تمت تبرئة واحد والحكم على الخمسة الآخرين وأحدهم فار، بالسجن لمدد تتراوح بين 3 و5 سنوات في العشرين من يناير مثل عضو البرلمان الهولندي اليميني غيرت فيلدرز، أمام محكمة في أمستردام، لمواجهة اتهامات تتعلق بالتحريض على الكراهية، والتمييز ضد المسلمين، في قضية ينظر لها على أنها اختبار لحرية التعبير في هولندا، التي عادة ما تتميز بالتسامح. وخلال أول جلسة استماع في القضية، طالب المحامي المكلف بالدفاع عن فيلدرز أمام محكمة أمستردام بضرورة توفير الحصانة اللازمة لموكله كعضو في البرلمان الهولندي، من حقه الإدلاء بأي تصريحات من منطلق حرصه على تنمية المجتمع الهولندي. وتجري محاكمة فيلدرز زعيم حزب الحرية بعد أن أمرت محكمة في يناير بأن يواجه اتهامات، في حكم ألغى قرارا سبق أن اتخذه المدعي العام، الذي كان يرى أن حق حرية التعبير يكفل الحماية لفيلدرز. وتتعلق الاتهامات الموجهة لعضو البرلمان بفيلم «فتنة» الذي أنتجه عام 2008 والذي اتهم القرآن الكريم بالتحريض على العنف ومزج بين صور من هجمات إرهابية وآيات قرآنية. كما وجهت له اتهامات بسبب تصريحاته في وسائل الإعلام التي شبه فيها الإسلام بالفاشية والقرآن الكريم بكتاب «كفاحي» لأدولف هتلر. وقال فيلدرز في موقعه على الإنترنت «ما زلت مقاوما ومقتنعا بأن هذه العملية السياسية لن تؤدي سوى إلا إلى تبرئة ساحتي». وفي التاسع والعشرين من يناير وخلال النقاشات التي جرت بين مؤسسات أوروبية مختلفة في بروكسل، حول ملف الماسحات الضوئية ونشرها في المطارات الأوروبية لمكافحة الإرهاب، ظهر التوافق واضحا في المواقف بين جهات مختلفة، ومنها المفوضية الأوروبية بصفتها الجهاز التنفيذي الأوروبي، ونواب في البرلمان الذي يعتبر أعلى مؤسسة تشريعية في التكتل الموحد، وأيضا مكتب المنسق المكلف بملف مكافحة الإرهاب التابع للمجلس الوزاري الأوروبي». في الخامس من مارس (آذار) قالت السلطات البلجيكية إنها اعتقلت 18 شخصا بينهم اثنان من الشخصيات السياسية الكردية، التي سبق أن طالبت تركيا بتسليمهما إليها، وينتمون جميعا لمنظمة حزب العمال الكردستاني، الموجود في القائمة السوداء الأوروبية للمنظمات ذات الصلة بالإرهاب، وقالت السلطات الأمنية في بروكسل إن حملة مداهمات واعتقالات نفذتها الشرطة، بمشاركة ما يقرب من 400 رجل أمن، داهموا 25 عنوانا في شتى أنحاء البلاد، في عملية ضد حزب العمال الكردستاني الانفصالي التركي. وشملت المداهمة تفتيش منازل في بروكسل وأنتويرب وشارليروي ونامير وفرفييه إلى جانب مقر قناة التلفزيون الكردية في بلدة دوندرليو، وصادرت الشرطة مبالغ مالية وصلت إلى ربع مليون يورو. وقالت السلطات الأمنية إنه أثناء المداهمة والاعتقالات، اكتشفت العناصر الأمنية وجود شخصين كانت أنقرة تطالب بتسليمهما إليها، وهما زوبير عايدر ورمزي كارتال، وقالت السلطات إن المداهمات جاءت على خلفية الاشتباه في أنشطة مالية غير شرعية لتمويل حزب العمال الكردستاني، ومحاولة التأثير على شبان صغار ليكونوا جاهزين باستمرار للمشاركة في العمل المسلح. وأعلنت هولندا عن اعتقال أحد قيادات المنظمة في ألمانيا والذي تطالب أنقرة بتسليمه إليها، وأعلنت السلطات الأمنية الإيطالية عن اعتقال 22 من عناصر المنظمة، كانوا في معسكرات للتدريب في إيطاليا وفرنسا وفي التاسع والعشرين من أبريل (نيسان). وقال جهاز الاستخبارات الهولندية «تعمل هولندا منذ فترة على زيادة نشاطها الاستخباراتي خارج البلاد، في محاولة للبحث والتقصي لتحديد مصادر الخطر الإرهابي، وإفشال أي مخطط لهم قبل الوصول إلى هولندا، هذا ما أكده خيرارد بومان رئيس جهاز الاستخبارات الأمنية الهولندي، أثناء عرضه لتقرير حول نشاط الجهاز الأمني الاستخباراتي لعام 2009، وقال إن التهديدات الإرهابية التي تواجهها هولندا من الخارج لا تزال كبيرة للغاية، وهذا يفسر اهتمام الجهاز الأمني الهولندي بالعمل خارج البلاد، مشيرا إلى أن المتشددين الإسلاميين في هولندا الذين يرتبطون بصلة أو علاقات مع الجماعات الإرهابية في الخارج، يشكلون مصدرا آخر من مصادر الخطر الإرهابي الذي يهدد البلاد، فضلا عن الإسلاميين المتشددين الذين يعتقدون بالجهاد ويقررون السفر إلى مناطق الصراعات، هؤلاء أيضا يشكلون خطرا على المصالح الهولندية. وحسب ما جاء في التقرير فإن العناصر التي تسافر بغرض الجهاد في مناطق مختلفة، ومنها العراق وأفغانستان وباكستان، يمكن أن تكون تلقت تعليمات وتدريبات هناك على المشاركة في عمليات إرهابية في هولندا، سواء في التنفيذ أو المساعدة على ذلك، ولا يقتصر الأمر على الأشخاص الذين سافروا من هولندا.