معسكر وتارا: صرنا قاب قوسين من إبادة في ساحل العاج

أنصار غباغبو يتوعدون بمهاجمة مقر منافسه.. والأمم المتحدة تندد بـ«دعوات الكراهية»

أنصار غباغبو خلال تجمع لهم في حي يوبوغون بأبيدجان أمس (رويترز)
TT

تجددت مخاطر المواجهات في ساحل العاج، حيث توعد أنصار لوران غباغبو بمهاجمة مقر منافسه الحسن وتارا في أبيدجان، بينما حذر معسكر وتارا من حدوث «إبادة» في البلاد. فبعد تأجيل تجمع دعا إليه أول من أمس من أجل إعطاء الفرصة للمساعي الدبلوماسية، أعلن شارل بليه غوديه وزير العمل والشباب وأحد أكثر القادة الموالين لغباغبو نفوذا، أمام الآلاف من أنصاره أمس أنهم سيعملون على «تحرير» «جمهورية فندق الغولف» ابتداء من السبت، في إشارة إلى فندق «الغولف» الذي يقيم فيه وتارا مع أنصاره. وقال رئيس تجمع «الشباب الوطني» في حي يوبوغون في أبيدجان: «ابتداء من 1 يناير (كانون الثاني) المقبل، سأقوم أنا، شارل بليه غوديه وشباب ساحل العاج بتحرير فندق (الغولف) بأيدينا العارية». ويتمركز وتارا مع رئيس وزرائه غيوم سورو، زعيم «القوات الجديدة»، حركة التمرد السابقة، في فندق «الغولف».

واعترف المجتمع الدولي بالحسن وتارا رئيسا منتخبا لساحل العاج، لكنه محاصر مع قادة حكومته بفندق «الغولف» في حماية جنود قوة السلام التابعة للأمم المتحدة ومتمردين سابقين. ويخشى أن يؤدي تجمع الآلاف من أنصار غباغبو حول الفندق إلى تفجر مواجهات عنيفة، لا سيما أن غباغبو يعتبر بعثة الأمم المتحدة موالية لوتارا وقد طالب برحيلها عن ساحل العاج. وندد رئيس إدارة عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة الذي يزور أبيدجان منذ الاثنين بـ«الدعوات إلى الكراهية» التي يبثها التلفزيون الحكومي ضد بعثة الأمم المتحدة في ساحل العاج. وقال ألان لوروا خلال مؤتمر صحافي أمس إن «هذه التصريحات التي أسمعها عبر التلفزيون تشعرنا بالاستياء لأنها تحرض السكان على بعثة الأمم المتحدة؛ لا بل تحرضهم على الكراهية». وفي نيويورك، أعرب المستشار الخاص للأمم المتحدة لقضايا الإبادة فرانسيس دينغ عن «بالغ قلقه» إزاء الوضع في ساحل العاج. وقال دينغ في بيان: «تصل إلينا بصورة مستمرة معلومات لا يمكن بعد التحقق منها عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان يمارسها أنصار لوران غباغبو والقوات الموالية له، وكذلك استخدام عبارات مستفزة تحض على الكراهية والعنف». وأضاف أن ما يثير القلق أكثر معلومات عن وضع علامات على منازل يعيش فيها أنصار وتارا لتحديد انتمائهم الإثني. وكان يوسف بمبا ممثل الحسن وتارا، الذي اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة به سفيرا لساحل العاج، قال أمس: «نحن على قاب قوسين أو أدنى من حصول إبادة. ينبغي التحرك».

وفي هذه الأثناء، يواصل ثلاثة رؤساء من دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا مساعيهم لتغليب الحوار. وبعد مهمة قام بها رؤساء؛ سيراليون إرنست كوروما، والرأس الأخضر بدرو بيريس، وبينين بوني يايي، في أبيدجان حيث التقوا غباغبو ووتارا، ينبغي أن يعود هؤلاء إلى ساحل العاج الاثنين المقبل.

وفي حين لم يعد الحديث عن التدخل العسكري مطروحا بقوة لإزاحة غباغبو، فإن هذا الخيار لا يزال محتملا، فقد عقد رؤساء أركان جيوش دول غرب أفريقيا اجتماعا أول من أمس في أبوجا للبحث في الملف العاجي، وقال مسؤول كبير إنه اجتماع تناول «مسائل لوجستية». وقالت المتحدثة باسم وتارا إنه «لا يزال يثق في المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا، لكن عليها أن تكون حازمة»، وينبغي أن تكون زيارة الرؤساء الثلاثة يوم الاثنين «المسعى الأخير».

وقال الناطق باسم الحسن وتارا باتريك آشي إن «الخيار العسكري ما زال على الطاولة»، والمفاوضات تشمل تنحي غباغبو.

وأعلن وزير الدفاع الغاني أمس أن بلاده لن ترسل قوات إلى ساحل العاج في حال نفذت دول غرب أفريقيا تدخلا عسكريا في ساحل العاج لإجبار غباغبو على التخلي عن السلطة.