لبنانيون يفرون من ساحل العاج خشية العنف

أعداد العائدين في ازدياد و«طيران الشرق الأوسط» مستعدة لزيادة رحلاتها

إحدى عمليات تهريب المخدرات الكبرى التي أحبطتها السلطات السعودية مؤخرا («الشرق الأوسط»)
TT

يعود مئات اللبنانيين إلى بلدهم قادمين من ساحل العاج التي تشهد أزمة سياسية يخشون أن تطالهم أعمال العنف الناجمة عنها. وقال يوسف صفي الدين (58 عاما)، في مدينة صور الجنوبية: «هربت من لبنان خلال الحرب الأهلية (1975 - 1990) وها أنا مجددا أهرب بسبب حرب أهلية في بلد آخر». ويضيف صفي الدين الذي يدير شركة للمقاولات في ساحل العاج، أن «اللبنانيين يعتبرون القبيلة رقم 164 في هذا البلد الأفريقي الذي تعيش فيه 163 قبيلة. ورغم ذلك، قد تفرض الأوضاع الحالية علينا أخطارا غير محسوبة».

ويشير الكثير من الذين غادروا ساحل العاج إلى أنهم تعرضوا للتهديد بعدما حضر السفير اللبناني في أبيدجان علي عجمي في 4 ديسمبر (كانون الأول) الماضي مراسم تنصيب لوران غباغبو الذي يرفض التنازل عن الرئاسة لصالح خصمه الحسن وتارا. والسفير اللبناني كان أحد الموفدين الأجانب النادرين الذين حضروا حفل تنصيب غباغبو، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها أمس. وقال مصدر حكومي لبناني للوكالة نفسها، إن عجمي شارك في الحفل بناء على طلب من وزير الخارجية علي الشامي الذي تصرف «بقرار شخصي ومن دون تكليف حكومي».

وتضم ساحل العاج أكبر جالية لبنانية في أفريقيا يقدر عددها بنحو ثمانين ألف لبناني يعملون بشكل أساسي في التجارة. ويعود الانتشار اللبناني في أفريقيا السوداء إلى نهاية القرن التاسع عشر. وقد تعزز في النصف الأول من القرن العشرين وخصوصا خلال فترة الانتداب الفرنسي على لبنان (1920 - 1946). وبين المغتربين اللبنانيين الناشطين بقوة في مجالي التجارة والتوزيع، عدد من المتحدرين من مهاجرين أتوا من مناطق شيعية في جنوب لبنان.

ويقول الحاج عباس دخل الله (54 عاما)، من بلدة قانا شرق صور إن «الخوف من حرب أهلية يدفع عشرات العائلات اللبنانية للفرار من ساحل العاج». ويضيف دخل الله الذي يملك شركة للمقاولات وهرب مع عائلاته المكونة من أربعة أفراد إثر اندلاع الأزمة في ساحل العاج: «بقي الشباب والرجال هناك لحماية الممتلكات وأرسلوا النساء والأطفال إلى لبنان». وتؤكد ربة المنزل إيمان على أن زوجها وهو تاجر قماش طلب منها التوجه إلى لبنان «بعدما أصبحنا نرى المسلحين في الشوارع».

ويقول العائدون إن حركة مغادرة اللبنانيين لأبيدجان تتكثف يوما بعد يوم، موضحين أن بعض هؤلاء اضطروا إلى أن يسلكوا طرقا برية وصولا إلى دول مجاورة بهدف التوجه منها إلى لبنان. وأعلنت شركة «طيران الشرق الأوسط» اللبنانية أنها على استعداد لزيادة الرحلات الجوية من ساحل العاج إذا تطلب الأمر ذلك.

وفي مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، يؤكد التاجر محمد فريم (32 عاما)، الآتي من أبيدجان، أن «اللبنانيين هناك يعيشون تحت ضغوط والأوضاع تبدو مفتوحة على كل الاحتمالات». ويتابع: «لنراقب ماذا سيحدث. على كل حال، تعودنا على العنف لذلك سأعود الأسبوع المقبل إلى ساحل العاج لأشرف على أعمالي، رغم كل ما قد يحدث».