تنكيس علم الاستقلال في السودان للمرة الأولى حزنا على الجنوب

ابنة رئيس حكومة الاستقلال لـ «الشرق الأوسط»: عبرنا عن حزننا لتقسيم البلاد وفصل جزء منها

TT

حول سودانيون وبينهم ابنة الزعيم إسماعيل الأزهري الذي رفع علم الاستقلال، في الأول من يناير (كانون الثاني) 1956، ذكرى استقلال السودان التي مرت أمس إلى «سرادق عزاء»، وذلك بتنكيس علم الاستقلال للمرة الأولى في المناسبة منذ 55 عاما، تعبيرا عن «الحزن الكبير على أوضاع البلاد وانفصال الجنوب الذي بات وشيكا» في وقت اعتبرت فيه الخرطوم «أن السودان سيبدأ استقلالا حقيقيا بقيم سودانية خالصة تقوم على قوة الإرادة والعزيمة والسلام الاجتماعي».

وشهد الاحتفال بالذكرى الخامسة والخمسين لاستقلال السودان تنكيس علم الاستقلال بمنزل الزعيم إسماعيل الأزهري يوم أمس وسط حضور لتيارات مختلفة للحزب الاتحادي الديمقراطي، ويصادف يوم الأول من يناير ذكرى أعياد استقلال السودان من الاستعمار البريطاني الذي امتد منذ عام 1898، وحتى عام 1956. وكان إسماعيل الأزهري هو أول رئيس سوداني حكم البلاد بعد الاستقلال وينتمي للتيار الاتحادي الديمقراطي العريض، قد رفع العلم في السارية يومها.

وأبلغت القيادية بالحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد جلاء إسماعيل الأزهري وهي ابنة الزعيم الراحل؛ «الشرق الأوسط» بأنهم درجوا على إقامة احتفال سنوي بعيد الاستقلال بمنزل الزعيم الأزهري، وأضافت: «إن احتفال العام الحالي اكتسى بالحزن وتم التعبير عنه بتنكيس العلم الذي رفع في استقلال السودان»، ولفتت إلى أن تنكيس العلم يدلل على الحزن على انفصال الجنوب الذي أصبح متوقعا عبر الاستفتاء في التاسع من يناير الجاري.

يذكر أن علم استقلال السودان يتكون من ثلاثة ألوان هي الأصفر، والأزرق، والأخضر، وصممته إحدى السيدات السودانيات، في ذلك الوقت، ويشير اللون الأخضر إلى الزراعة، وهي المهنة الرئيسية لأهل البلاد، والأصفر للصحراء، والأزرق للماء والنيل، لكن الرئيس الأسبق جعفر نميري قام بتغيير ألوان العلم وصمم علما جديدا من أربعة ألوان هي الأحمر للفداء والتضحية، والأبيض للسلام، والأسود للقوة، وربما لانتماء السودان الأفريقي، والأخضر للزراعة.

وتابعت جلاء: نعبر عن الحزن والكرب الذي يعيشه الشعب السوداني باعتبار أنه سيفقد جزءا وإخوانا من الوطن، ودعت كل السودانيين والمؤسسات الحكومية والخاصة للاتجاه نحو المعاملة الحسنة وحسن الجوار مع الجنوب حال الانفصال وزادت: «نتمنى أن يصبح السودان موحدا ولو بعد حين»، ونوهت بأن القيادات التاريخية سلمت الوطن موحدا.

وفي السياق قال الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) سيد أحمد الحسين إن ذكرى الاستقلال تمر حزينة هذا العام وزاد: «كيف لا ينكس علم الاستقلال والوطن أصبح الآن ممزق الأوصال». ومن جهته قال مستشار الرئيس السوداني للشؤون الأمنية صلاح عبد الله قوش إن الاحتفالات في هذا العام تأتي في ظرف خاص بطعم خاص ممثلا في استعداد البلاد لإجراء استفتاء جنوب السودان بعد ثمانية أيام ينطلق بعدها السودان مودعا للحرب ومستقبلا للاستقرار والتنمية. وأضاف قوش أن السودان سيبدأ استقلالا حقيقيا بقيم سودانية خالصة تقوم على قوة الإرادة والعزيمة والسلام الاجتماعي.

وشكا آلاف السودانيين من انتهاء سهراتهم برأس السنة الجديدة مبكرا بسبب إجراءات النظام العام التي حددت مهلة تنتهي الواحدة صباحا لانتهاء الحفلات. وقد قامت السلطات الأمنية بنشر آلاف من الجنود في الشوارع لتأمين العاصمة التي عاشت آخر احتفالات بأعياد استقلالها وبداية العام الجديد وهي موحدة.