مسؤول سوداني لـ «الشرق الأوسط»: لماذا لا تصور كاميرات كلوني مجازر إسرائيل

قال إن «نجم هوليوود» والمنظمات التي تتعاون معه لهم «دوافع خفية لا علاقة لها بالسلام»

TT

انتقد مسؤول سوداني في واشنطن الخطة التي أعلنها مؤخرا الممثل السينمائي الأميركي جورج كلوني، ومنظمات أميركية تعارض حكومة الرئيس السوداني عمر البشير، بمراقبة التحركات في السودان بأقمار فضائية، «خوفا من إبادة جماعية»، مع بداية استفتاء الأسبوع القادم في جنوب السودان، والذي يتوقع أن يقود إلى تقسيم السودان.

وقال سيف الدين عمر ياسين، المستشار الإعلامي في سفارة السودان في واشنطن، «للشرق الأوسط»: «توجد جرائم إبادة كثيرة ترتكب حول العالم. في الشرق الأوسط هناك جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين. لا يحتاج كلوني ليرسل كاميراته إلى هناك، لأنه يقدر على أن يشاهد الجرائم في تلفزيون سي إن إن. لماذا لم يتحرك لوقف هذه الجرائم ضد الأبرياء؟». وقال المستشار الإعلامي إن كلوني والمنظمات التي تتعاون معه لهم «دوافع خفية لا علاقة لها بالسلام». وإن الذين وراءهم «يغيرون صور وأصوات المشاهير والممثلين والممثلات. مثل: الممثل جورج كلوني، الممثل دون شيدل، الممثلة ميا فراو، لاعب كرة السلة تراسي ماغرادي.. يردد هؤلاء بيانات وشعارات وضعت مسبقا.. الهدف هو كسب عواطف الناس عن طريق المشاهير الذين يحبونهم.. لهذا، يجد الشعب الأميركي نفسه مخدرا ولا يقدر على نقاش عقلاني لوقف الحروب التي تعلن باسمه». ونفى المستشار الإعلامي أنه يدعو لوقف تغطية الإعلام الأميركي لما يحدث في السودان، خاصة في دارفور والجنوب. وقال إن حكومة السودان ظلت «منذ فترة طويلة» تدعو «للمشاركة البناءة من جانب المجتمع الدولي».

واعترف بأن الوضع في السودان «متوتر».. وأن «التوتر متوقع»، وذلك بسبب «الاحتمالات الهائلة التي تلوح في الأفق بما في ذلك تقسيم البلاد. وهو الحدث لا يمكن أن تقل أهميته في أي مكان في العالم». وانتقد الخطط «الإعلامية المثيرة» مثل تصوير الأحداث في السودان بأقمار فضائية. وقال إن «الذين تهمهم مصلحة السودان حقيقة» هم الذين يعملون ويقدمون المساعدات داخل السودان، في أبيي ودارفور وغيرهما «دون كاميرات أرضية وكاميرات فضائية. هؤلاء هم الأبطال المجهولون».

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن كلوني أعلن، في الأسبوع الماضي، حملة «لمنع الإبادة الجماعية في السودان»، وذلك بمراقبة التطورات في السودان بأقمار فضائية. تشترك في الخطة جامعة هارفارد وشركة «غوغل» التي تقدم خرائط فضائية على الإنترنت. وقال كلوني: «نريد أن نجعل مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب الأخرى المحتملين يعرفون أننا نراقب، أن العالم يراقب».

وتلقى مشروع الصور الفضائية تمويلا من منظمة «نوت أون أور ووتش» (ليس تحت أنظارنا) التي ساهم في تأسيسها كلوني وأصدقاء ممثلون في هوليوود، منهم: وبراد بيت، وديفيد ونثروب، ومات ديمون، ودون شيدل (بطل فيلم «فندق رواندا»).

وكان هؤلاء نظموا، قبل سنة، خطة لمراقبة فضائية لولاية دارفور لمراقبة الحرائق والدمار هناك. وبعد أن زار كلوني جنوب السودان قبل شهرين، قرر توسيع الخطة لتضم جنوب السودان.

وقال كلوني لمجلة «تايم» الأميركية إنه فكر في الخطة عندما زار معسكرات اللاجئين في جنوب السودان. ووصف الخطة بأنها «تجسس ضد الإبادة الجماعية».

وأضاف: «لو عرفنا سنة 1943 ما كان يحدث داخل معسكرات اوسفيدتش (لحرق اليهود) في ألمانيا والدول المجاورة، لما حدث الهولوكوست. الآن، ليس هناك أي عذر لنقول إننا لم نكن نعرف».

وحسب الخطة، يحلل الصور الفضائية مركز تكنولوجي في جامعة هارفارد. وأيضا برنامج الأمم المتحدة للأقمار الفضائية. ويقدم الدراسات الأكاديمية مركز «إيناف» (كفاية) في واشنطن الذي يركز على محاربة الإبادة الجماعية في أفريقيا. وتوفر «غوغل» على موقعها في الإنترنت الخرائط والدراسات.

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن تلفزيون «إن بي سي» كان قدم تقارير مستمرة وهو يتابع جولة كلوني في جنوب السودان. وقال كلوني إنه يريد من الشعب الأميركي وكل شعوب العالم متابعة «التطورات الهامة والأحداث التاريخية» في جنوب السودان. ونقل التلفزيون زيارة كلوني إلى المقابر الجماعية ومحادثاته مع شيوخ القبائل هناك.

وسأل كلوني: «إذا عرفت أن تسونامي قادم، ماذا تفعل لإنقاذ الناس؟» وأضاف: «توجد مخاوف حقيقية من أن الحرب قادمة هنا».

وقال مراقبون في واشنطن إن منظمات أميركية ظلت تعادي الرئيس البشير وتركز على ما قالت إنها سياسة إبادة وجرائم حرب في دارفور، انتقلت الآن إلى جنوب السودان.