مقتل 12 شخصا في ثلاث هجمات لطائرات أميركية من دون طيار على وزيرستان

الغارات استهدفت ماندي خيل معقل الإسلاميين المرتبطين بشبكة حقاني

TT

قال مسؤولو أمن إن 12 شخصا، يعتقد أنهم من المسلحين، لقوا حتفهم أمس في ثلاث غارات لطائرات أميركية من دون طيار في المنطقة القبلية المضطربة بباكستان. ووقع الهجوم في منطقة ماندي خيل، بإقليم شمال وزيرستان، القبلي المتاخم للحدود الأفغانية، الذي يعد ملاذا آمنا لمسلحي طالبان وتنظيم القاعدة. وقال مسؤول في الاستخبارات الباكستانية، طلب عدم نشر اسمه، إن طائرة من دون طيار أطلقت صاروخين استهدفا مجمعا سكنيا، وآخرين استهدفا سيارة في منطقة «ماندي خيل»، 15 كيلومترا شمال مير علي، البلدة الرئيسية في المنطقة، وقد لقي أربعة أشخاص حتفهم في كل هجوم. كما تم إطلاق ثلاثة صواريخ أخرى على سيارة في منطقة «جور جوشتي» القريبة، مما أسفر أيضا عن مقتل أربعة أشخاص. واستهدفت عمليتا القصف ماندي خيل البلدة التي تبعد 25 كم شمال ميران شاه، كبرى مدن شمال وزيرستان بالقرب من الحدود مع أفغانستان.

والمنطقة معروفة بأنها معقل للإسلاميين المرتبطين بشبكة حقاني، التي تحارب قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان انطلاقا من قواعد تقع في وزيرستان الشمالية، وأسسها الزعيم المتمرد الأفغاني جلال الدين حقاني. وحاليا يتولى ابنه سراج الدين حقاني قيادة الشبكة. وقال مسؤول أمني في ميران شاه لوكالة الصحافة الفرنسية إن «طائرتين من دون طيار أطلقتا أربعة صواريخ، مما أدى إلى مقتل سبعة ناشطين على الأقل», موضحا أن «الطائرتين ما زالتا تحلقان فوق المنطقة». وتابع أن «ثلاثة متمردين قتلوا في سيارة وأربعة آخرين قتلوا في المنزل». يذكر أن هذه الهجمات هي رابع غارة جوية لطائرات من دون طيار خلال 24 ساعة. لقي خمسة، يعتقد أنهم من طالبان، حتفهم عصر أمس عندما استهدف صاروخان سيارة كانوا يستقلونها في نفس المنطقة. وقد صعدت الولايات المتحدة من غاراتها الجوية على شمال وزيرستان في ظل تردد باكستان في شن عملية عسكرية ضد المسلحين.

ويعتقد أن المتمردين الـ11 الذين قتلوا مرتبطون بأحد قادة طالبان حافظ غل بهادور, حسبما ذكرت مصادر أمنية في ميران شاه وبيشاور. وأفاد مسؤول أمني في ميران شاه أنه يجرى البحث عن معلومات إضافية بعدما ذكر مخبرون في المنطقة أن بين القتلى أجانب. وقال هذا المسؤول «تلقينا معلومات تفيد بأن أربعة أجانب قتلوا في الهجمات، لكن لم تعرف هوياتهم ونقوم بجمع مزيد من التفاصيل». ولا تؤكد الولايات المتحدة الهجمات، لكن عسكرييها ووكالة الاستخبارات المركزية الـ(سي آي إيه)، هم القوة الوحيدة في المنطقة التي تملك هذا النوع من الطائرات. وشهدت شمال وزيرستان، معظم الغارات الجوية التي استهدفت المنطقة القبلية العام الماضي، التي يربو عددها على مائة غارة، لطائرات من دون طيار. لقي أكثر من 600 شخص حتفهم في تلك الغارات.

ويقول مسؤولو المخابرات إنه يعتقد أن معظم هؤلاء القتلى من المسلحين، غير أن التحقق من ذلك ليس بالأمر الهين، نظرا لأن المنطقة لا تزال شبه مغلقة أمام الصحافيين وعمال الإغاثة. وحملة الغارات التي أطلقت في 2004 وتنفذها طائرات أميركية من دون طيار على شمال غربي باكستان تكثفت منذ صيف 2008 وأصبحت أعمال إطلاق الصواريخ في الأشهر الماضية شبه يومية في بعض الأحيان. وفي 2010 أسفر إطلاق طائرات من دون طيار مئات الصواريخ عن سقوط أكثر من 650 قتيلا، في حين أن العام الماضي أطلقت طائرات من دون طيار 45 صاروخا أوقعت 420 قتيلا، بحسب تعداد وكالة الصحافة الفرنسية. والمناطق القبلية الباكستانية، القاعدة الخلفية الرئيسية لطالبان أفغانستان، التي تشن هجمات في الجانب الآخر من الحدود ضد القوات الأميركية والأطلسية المنتشرة في أفغانستان.