مسجد «شرق المدينة» شاهد على 20 عاما من التعايش

إمامه علم أبناء الكنيسة قواعد اللغة العربية

TT

مسجد «شرق المدينة» بشارع خليل حمادة بمنطقة سيدي بشر بالإسكندرية، يقع في مواجهة كنيسة القديسين المنكوبة، ولا يفصلها عنه إلا أمتار قليلة.

ويعود تاريخ إنشاء المسجد إلى قبل عشرين عاما، ويقع في ثلاثة أدوار على مساحة خمسمائة متر، ويضم مصلى للرجال وآخر للسيدات، إلى جانب مستوصف خيري لعلاج المرضى المسلمين والمسيحيين بأسعار رمزية.

والمسجد هو أحد مساجد الجمعية الشرعية، وتعاقب على رئاسة مجلس إدارته الكثير من الشخصيات العامة، أبرزهم الدكتور شيرين عباس حلمي صاحب شركات أدوية، والمستشار محمد حمودة رئيس محكمة.

ويعد الشيخ شعبان محمد، أشهر إمام عرفه مسجد شرق المدينة، واستمر 10 سنوات يمارس عمله كإمام للمسجد، وكانت تربطه علاقات صداقة قوية بمسؤولي الكنيسة، وخاصة العم ملاك أحد شمامسة الكنيسة، وعلى الرغم من أنه تم نقله إلى مسجد آخر هو مسجد الصالحين، فإنه يحرص على الذهاب بشكل دوري أسبوعيا إلى المسجد، ولقاء أصدقائه المسيحيين بالكنيسة.

وقال محمد حامد، أحد قاطني شارع خليل حمادة لـ«الشرق الأوسط»: إن «الكثير من الطلبة المسيحيين تتلمذوا على يد الشيخ شعبان إمام مسجد شرق المدينة، وقام بتعليمهم قواعد اللغة العربية والنطق السليم، وكان شعبان يقدم هذه الخدمات بالمجان لأبناء الكنيسة»، مشيرا إلى أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في الشارع الذي يقع فيه المسجد والكنيسة علاقة قوية، ويحرص رواد المسجد على تقديم التهاني للمسيحيين في الأعياد، وتحرص قيادات الكنيسة على حضور الإفطار الجماعي الذي يقيمه المسجد خلال شهر رمضان.