تنظيم موال لـ«القاعدة» يتبنى الاعتداء الإرهابي

إسلاميون يشككون في بيان «المجاهدين»

TT

أثارت تهديدات ما يسمي بـ«دولة العراق الإسلامية» باستهداف الكنائس المصرية حالة من الغضب الشعبي الممزوج بالشعور بالخوف والذعر، وقوبلت برفض رسمي في مصر.

وسادت حالة من القلق الشديد الممزوج بالخوف الذي يصل إلى درجة الذعر أوساط المسيحيين في مصر، بسبب تهديدات تنظيم القاعدة في العراق باستهداف الكنائس المصرية نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عقب هجوم كنيسة سيدة النجاة في الكرادة بالعراق. ومنح قياداتها مهلة 24 ساعة للإفراج عمن وصفهن بـ«مسلمات مأسورات في سجون أديرة وكنائس مصر». وجاءت تهديدات «القاعدة» لأقباط مصر عقب دعوات للمسلمين بالتحرك من أجل زوجتي كاهنين قبطيين قيل إن إحداهما اعتنقت الإسلام.

وبث التنظيم أيضا تسجيلا مصورا منسوبا إلى «مقاتل» يقود مجموعة انتحارية ويهدد بدوره الكنيسة القبطية في مصر ويقول إن زوجتي الكاهنين المعتقلتين هما كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، كما ذكر «سايت». وجاء في الوعيد أنه إذا لم يلب الأقباط مطلب التنظيم «ستفتحون على أبناء ملتكم بابا لا تتمنونه أبدا ليس بالعراق فحسب بل في مصر والشام وسائر بلدان المنطقة فلديكم عندنا مئات الآلاف من الأتباع ومئات الكنائس وكلها ستكون هدفا لنا إن لم تستجيبوا».

إلى ذلك ترددت أنباء داخل كنيسة «القديسين ماري جرجس والأنبا بطرس» بمحافظة الإسكندرية، التي وقع فيها الانفجار في ساعات متأخرة من مساء أول من أمس أن الكنيسة حصلت على نسخة من تنظيم ما يسمى «مركز المجاهدين» التابع لتنظيم القاعدة، يعلن فيه مسؤوليته عن التفجيرات. وبثت مواقع أصولية محسوبة على «القاعدة» البيان. وجاء نص البيان كالتالي: «اما بعد إلى الغرب الصليبي.. السلام على من اتبع الهدى اما بعد فإننا لم ننسى فعلكم الشنيع في الكنانة مصر وخطفكم للمسلمات اللواتي ابين إلا أن يتخلصوا من وهم ما تسموه نصرانية وعليه اتوجه بندائي هذا إلى نفسي وإلى كل مسلم غيور على عرض اخواته بتفجير دور الكنائس اثناء الاحتفال بعيد الكريسمس أي في الوقت التي تكون فيه الكنائس مكتظة». إلا أن إسلاميين في لندن شككوا في البيان، وقال الإسلامي المصري أسامة رشدي المتحدث الإعلامي السابق باسم الجماعة الإسلامية المصرية الذي بث البيان على موقع يملكه على الإنترنت: «أشكك في البيان من جهة صياغته وطريقة إرساله إلى الكنيسة المصرية، والذي قام بتوزيع البيان على نطاق واسع منظمة أقباط الولايات المتحدة، إضافة إلى مواقع إسلامية، مشيرا إلى أن القنبلة محلية الصنع والمنفذ على الأرجح شاب قليل العلم والخبرة تأثر بالإنترنت وعمليات الشحن المستمرة منذ شهور طويلة». من جهته قال منتصر الزيات محامي الأصوليين لـ«الشرق الأوسط» إن الاعتداء الإرهابي: «لا علاقة له بالدين»، وهو عمل آثم غادر، واستشهد بالحديثين الشريفين: «لكل غادر لواء يوم القيامة»، و: «من قتل نفسا معاهدة لم يرح رائحة الجنة». وقال الزيات إن بصمة الأصابع الخارجية واضحة في الاعتداء على كنيسة «القديسين» بالإسكندرية، وهي تهدف في الأساس إلى تهديد الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين. وأكد أن كافة القوى الإسلامية وغير الإسلامية ترفض الحادث، وترفض استهداف دور العبادة وترويع المواطنين. وقال إن من الخطأ التوقف عند تهديد «القاعدة» للكنائس المصرية فقط، وترك التحليلات الأخرى التي تؤكد ضلوع إسرائيل في ظاهرة الاحتقان الطائفي. وأشار إلى اعتقال أجهزة الأمن لشاب مجند من أجهزة الأمن الغربية، بعد أن قذف عبوة ناسفة على كنيسة الزيتون عام 1991، وحوكم أمام محكمة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار محمد سعيد العشماوي وحكم عليه بالسجن 10 سنوات، إلا أن السلطات تكتمت على المعلومات، ولو نشرت معلومات القضية في حينها لعلم المصريون أن هناك من يتربص بهم. واستبعد الزيات خيار «القاعدة» رغم التهديدات التي صدرت عنها، وقال: «القاعدة في حاجة إلى دعم لوجستي داخلي، من الصعب أن يتوفر داخل مصر». وأشار إلى أن حادث نجع حمادي العام الماضي في ليلة رأس السنة الماضية وتكراره في الإسكندرية أول من أمس في نفس التوقيت يثيران كثيرا من التساؤلات.