مبارك: دماء أبنائنا لن تضيع هدرا.. وأمن مصر القومي مسؤوليتي الأولى

قال إن العملية الإرهابية تحمل في طياتها دلائل تورط أصابع خارجية

TT

أكد الرئيس المصري حسني مبارك أنه لن يسمح لأحد، أيا كان، بالمساس أو الاستخفاف بأرواح أو مقدرات الشعب المصري، مشددا على أن دماء ضحايا حادث التفجير الذي وقع الليلة قبل الماضية أمام كنيسة القديسين مار جرجس والأنبا بطرس بالإسكندرية، لن تضيع.

وقال مبارك في كلمة متلفزة له، أمس: «سنقطع يد الإرهاب والمتربصين بأمن مصر»، مضيفا: «إنني أؤكد، وإلى جانبي كل المصريين، أن قوى الإرهاب لن تنجح في مخططاتها، وستفشل في زعزعة استقرار مصر أو النيل من آمال شعبها ووحدة مسلميها وأقباطها». واعتبر مبارك أن الحادث هو «عملية إرهابية تحمل في طياتها دلائل تورط أصابع خارجية تريد أن تجعل من مصر ساحة لما نراه من شرور الإرهاب بمنطقتنا وخارجها». وفيما يلي نص كلمة الرئيس المصري:

«الإخوة المواطنون، أتحدث إليكم بعد ساعات من تعرض مصر لعمل إرهابي آثم استهدف الوطن بمسيحييه ومسلميه، ووجه ضربته الإجرامية ونحن نحتفل مع العالم بأعياد الميلاد والعام الجديد.

لقد هز هذا العمل الإرهابي ضمير الوطن.. صدم مشاعرنا وأوجع قلوب المصريين مسلميهم ومسيحييهم، امتزجت دماء شهدائهم وجرحاهم على أرض الإسكندرية، لتقول لنا جميعا إن مصر برمتها هي المستهدفة، وإن الإرهاب الأعمى لا يفرق بين مسيحي ومسلم. لا يزال الإرهاب متربصا بمصر وشعبها، يطل علينا بوجهه القبيح يروع الآمنين، ويهدد أبناء شعبنا في أرواحهم وأرزاقهم، لقد طالت يد الإرهاب ليلة أمس (أول من أمس) ضحايا أبرياء بعملية إرهابية غريبة علينا وعلى مجتمعنا، بإرهاب لا يعرف وطنا ولا دينا، عملية إرهابية تحمل في طياتها دلائل تورط أصابع خارجية تريد أن تجعل من مصر ساحة لما نراه من شرور الإرهاب بمنطقتنا وخارجها.

إنني أؤكد، وإلى جانبي كل المصريين، أن قوى الإرهاب لن تنجح في مخططاتها، وستفشل في زعزعة استقرار مصر أو النيل من آمال شعبها ووحدة مسلميها وأقباطها.. إن أمن مصر القومي هو مسؤوليتي الأولى لا أفرط فيه أبدا، ولا أسمح لأحد، أيا كان، بالمساس به، أو الاستخفاف بأرواح أو مقدرات شعبنا.

الإخوة الموطنون، لقد تلقيت - ولا أزال - تقارير عديدة من أجهزة الدولة على مدار ساعات الليلة الماضية (قبل الماضية)، وأقول بكل الثقة، إننا سنتعقب المخططين لهذا العمل الإرهابي ومرتكبيه، وسنلاحق المتورطين في التعاون معهم ممن يندسون بيننا.

إنني أتقدم بخالص عزائي ومواساتي لأسر الضحايا والمصابين مسيحيين ومسلمين.. وأقول لهم إن دماء أبنائنا لن تضيع هدرا، وسنقطع يد الإرهاب المتربص بنا.. أقول لهؤلاء المتربصين، لقد كسبنا معركتنا مع الإرهاب في سنوات التسعينات، وتخطئون خطأ فادحا إن ظننتم أنكم بمنأى عن عقاب المصريين.

إن هذا العمل الآثم هو حلقة من حلقات الوقيعة بين المسيحيين والمسلمين.. لكن الله رد كيد الكائدين في نحورهم، فلقد أكد من جديد أننا جميعا في خندق واحد، وأننا جميعا سنقطع رأس الأفعى.. ونتصدى للإرهاب ونهزمه. ربنا اجعل هذا البلد آمنا.. وانصرنا على كل من يريد به الشر والسوء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».