البشير يزور جوبا في «لقاء النظرة الأخيرة».. وحزبه يدعو للتمسك بالوحدة

الأمم المتحدة تؤكد اكتمال إجراءات الاستفتاء وقيامه بعد 4 أيام وعدم العودة للحرب من جديد

الرئيس السوداني، عمر البشير، في إحدى زياراته إلى جنوب دارفور (رويترز)
TT

يقوم الرئيس السوداني عمر البشير، غدا الثلاثاء، بزيارة تعد تاريخية لمدينة جوبا عاصمة الجنوب قبيل إجراء استفتاء تقرير المصير بـ4 أيام، في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة اكتمال كل الإجراءات لتنظيم استفتاء تقرير المصير لسكان جنوب السودان في موعده المقرر في التاسع من الشهر الحالي. ودعا مسؤول سوداني رفيع إلى التمسك بخيار الوحدة الوطنية حتى آخر يوم في التصويت، معتبرا الانفصال «أمرا غير مرغوب فيه وأمرا غير سهل ويعوق الدعوة والسلام».

ومع اقتراب موعد إجراء استفتاء تقرير مصير سكان جنوب السودان في التاسع من يناير (كانون الثاني) الحالي، يسجل الرئيس البشير زيارة هي أقرب إلى زيارة الوداع وإلقاء النظرة الأخيرة على 25% من بلاده، بعد أن بات الانفصال وشيكا. وعلمت «الشرق الأوسط» أن البشير سيلتقي رئيس حكومة جنوب السودان ونائبه الأول سلفا كير ميارديت، لبحث اللمسات الأخيرة لعملية الاستفتاء، وربما الاتفاق على تفاهمات لترتيبات ما بعد الاستفتاء، أو الانفصال، وتقديم خطاب لمواطنيه من السودانيين الجنوبيين من عاصمتهم جوبا، من قرب ضريح الزعيم الراحل جون قرنق ديمبيور الذي وقع اتفاق السلام الشامل في التاسع من يناير عام 2005، وتم بموجبه منح الجنوبيين حق تقرير المصير وإنهاء أطول الحروب في القارة الأفريقية. ويتوقع أن تحشد حكومة الجنوب آلاف السكان لاستقبال الرئيس البشير، ولمخاطبتهم في أهم الخطابات. وكان البشير قد أكد وقوف حزبه مع الوحدة، مشيرا إلى أن غالبية الجنوبيين يدعمون هذا الخيار، إلا أن التطورات دفعت البشير نحو التسليم بأمر الانفصال، في غضون تأكيد الأمم المتحدة اكتمال كل الاستعدادات لاستفتاء تقرير مصير شعب جنوب السودان المقرر في التاسع من يناير الحالي.

وقال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان، هايلي منكريوس، في تصريح نقله الموقع الإلكتروني للمنظمة الأممية حسب «CNN» العربية «كل شيء جاهز الآن لبدء استفتاء جنوب السودان حسب ما نصت عليه اتفاقية السلام الشامل، وذلك رغم قصر الوقت المتاح». وزاد «إنها إنجازات تستحق التقدير، فاستفتاء جنوب السودان على وجه الخصوص هو المقياس الأخير لتنفيذ اتفاقية السلام الشامل».

وأوضح منكريوس أن طرفي اتفاقية السلام الشامل أبديا خلال السنوات الست الماضية التزاما بتنفيذ الاتفاقية، وتعهدا أكثر من مرة بعدم العودة إلى الحرب مهما كانت الظروف. ومن المرجح أن يؤدي الاستفتاء الذي سيشارك فيه نحو ثلاثة ملايين ونصف مليون شخص إلى انفصال جنوب السودان.

إلى ذلك، دعا مستشار الرئيس السوداني إبراهيم أحمد عمر إلى ضرورة الاستمساك بالدعوة للوحدة الوطنية حتى آخر يوم في التصويت على حق تقرير المصير مهما كانت الشواهد والمؤشرات الدالة على وقوع الانفصال. وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السودانية إن الانفصال أمر غير مرغوب فيه ولا نود أن يحدث، مؤكدا أن مضار الانفصال أكثر من استمرار الوحدة لكل الأطراف من أصحاب الدعوة لكل الخيارات وتحقيق الاستقرار بالمنطقة والعلاقات الطيبة والمساعدة والتآزر بين الشمال والجنوب. وأكد عمر أن «الحديث عن إلغاء الشريعة التي ظن البعض أننا يمكن أن نساوم عليها حديث مغلوط»، مؤكدا أنها لا يمكن المساومة عليها. وأضاف «نحن لا نساوم على الشريعة، ولو كان هناك مجال للمساومة على الشريعة بهذه الصورة لتم هذا منذ زمن، لأنه عرض من قبل ومن جهات أخرى على قدر لا يستهان به من القوة». ووصف المطالبات والمساومات التي عرضت مؤخرا بالتنازل عن الشريعة وغيرها من الشروط مقابل استمرار الوحدة بأنها تمثل نكوصا عن اتفاقية السلام وخروجا عن الدستور.

وأشار إلى أنه لا يجد مبررا للذين يقولون إن الانفصال أمر سهل ولا يعوق الدعوة والسلام والتعاضد والتآزر والحياة الاجتماعية المتداخلة. وعبر عن أمله في ضرورة إصرار جميع الأطراف حتى آخر يوم للتصويت على الدعوة للوحدة. ودعا في هذا الصدد للكف عن تزيين الانفصال بالحديث عن إمكانية التوحد بعده أو الدعوة للكونفيدرالية. وقال إن هذا يدفع الجنوبيين للتصويت للانفصال بفهم أنهم يفعلون هذا اليوم ويمكن أن يتخلوا عنه في الغد. وأوضح أن موقفه هذا مبني على يقين بأن غالبية أهل الجنوب رجالا ونساء من العامة ليسو مع الانفصال، وأن أمر الانفصال تتولاه مجموعة لها سلطة وقوة وجيش شعبي واستخبارات مسنودة بدعم غربي وصهيوني هو المسؤول عن تأجيج نار الخلافات بين الشمال والجنوب.