محافظ الإسكندرية يقر بتنامي مشكلة الطائفية في الفترة الأخيرة ويدعو للوقوف ضدها

الاتحاد الأوروبي طالب بضرورة توفير حرية العبادة للمسيحيين في مصر > رئيس وزراء فرنسا صلى على أرواح الضحايا في كاتدرائية أسوان

TT

وسط استمرار الإدانات المحلية والدولية لحادث تفجير كنيسة «القديسين مار مرقص والأنبا بطرس» شرق الإسكندرية، ليلة الاحتفال برأس السنة، قال محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب: إن الحادث مفجع لمصر ولكل المصريين، سواء مسلمين أو مسيحيين، مشيرا إلى أن هناك مشكلة بدأت تتنامى في الفترة الأخيرة، وهي مشكلة الطائفية، مؤكدا أنه لا بد من الوقوف ضد هذه الظاهرة.

وأشار محافظ الإسكندرية في مداخلة مع التلفزيون المصري إلى أن هناك داخل المجتمع مشكلات كثيرة سواء بين المسيحيين وبعضهم أو المسلمين وبعضهم، إلا أنه لو حدثت المشكلة بين الطرفين ستصبح مشكلة طائفية ولا بد من معالجة هذه المشكلات بتعقل.

وعقدت الحكومة المصرية أمس اجتماعا برئاسة الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، وحضور وزراء الداخلية والشؤون القانونية والمجالس النيابية والصحة والتضامن الاجتماعي والتنمية المحلية. ووجه الدكتور نظيف بقيام شركة «المقاولون العرب» بصورة فورية بإصلاح التلفيات التي نتجت عن الحادث في الكنيسة والمسجد والمباني المجاورة، وأكد على ضرورة الانتهاء من هذه الإصلاحات قبل اليوم السابع من الشهر الحالي، موعد الاحتفال بعيد الميلاد، طبقا للتقويم الشرقي. كما وجه نظيف بضرورة توفير الرعاية الفائقة للحالات المصابة، وعلى أعلى مستوى.

واستمرت أمس الإدانات للحادث. وطالب الاتحاد الأوروبي بضرورة توفير الحماية وحرية العبادة للمسيحيين في مصر، وجاء ذلك في بيان صدر ببروكسل عن مكتب منسقة السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد كاثرين أشتون، التي استنكرت الهجوم وقدمت خالص العزاء لعائلات الضحايا والسلطات المصرية ومطالبة في الوقت نفسه بحماية المسيحيين المصريين. وقالت مايا كوسيانسيتش، المتحدثة الرسمية باسم أشتون، في البيان إن أشتون ترى أنه «لا يوجد مبرر على الإطلاق لارتكاب هذا الهجوم»، مطالبة بضرورة توفير الحماية لحقوق المسيحيين المصريين في ممارسة شعائرهم بحرية.

وذكرت رئاسة مجلس الوزراء الفرنسي في بيان لها أمس أن رئيس الوزراء فرنسوا فيون توجه أمس إلى كاتدرائية أسوان بمصر من أجل الصلاة على أرواح ضحايا حادث الاعتداء على كنيسة القديسين بالإسكندرية، والتعبير عن تضامنه مع الجالية القبطية والتعبير عن التزام فرنسا بالدفاع عن الحرية الدينية في مصر، كما في كل أنحاء العالم.

ويقضي فيون حاليا إجازة خاصة في أسوان. وقالت مصادر مصرية مطلعة إنه أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس المصري حسني مبارك، أعرب خلاله عن تعازي وتضامن بلاده مع مصر إزاء الحادث الأليم.

وتلقى مبارك رسالة أمس من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تضمنت إدانته للحادث الإرهابي بالإسكندرية وأعرب فيها عن العزاء لأسر الضحايا، وتأكيد تضامن فرنسا مع مصر في مواجهة الإرهاب والتطرف.

وتلقت مصر أمس المزيد من برقيات التعازي والتضامن ضد الإرهاب. وتلقى الرئيس مبارك اتصالا أمس من الرئيس اللبناني ميشال سليمان، أعرب خلاله عن تضامن الشعب اللبناني مع مصر في معركتها مع الإرهاب. وأدان مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، حادثة تفجير كنيسة الإسكندرية. ووصف الحادث بأنه يهدف إلى زعزعة الاستقرار في العالم العربي، مناشدا المرجعيات الدينية المسيحية في العالم العربي أن تكون على دراية بالمخطط الذي يرمي إلى زرع الكراهية بين المسلمين والمسيحيين. كما أدان الحادث المراجع الدينية في لبنان، من بينهم الشيخ أحمد قبلان، ومطران أبرشية جبيل المارونية بشارة الراعي.

ووجه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي برقية تعزية إلى الرئيس مبارك، أعرب فيها باسمه وباسم الحكومة والشعب التونسي، عن أخلص مشاعر التعاطف والمواساة له ولعائلات الضحايا.

واستنكر وزير الأوقاف الفلسطيني محمود الهباش، الهجوم الإرهابي على كنيسة القديسين، قائلا إن الدين الإسلامي يرفض مثل هذه الحوادث، مطالبا بضرورة بناء تحالف ديني دولي لمواجهة الإرهاب.

وأعرب الرئيس العراقي جلال طالباني في برقية عزاء إلى الرئيس مبارك، عن تضامنه وتآزره مع جميع عائلات الضحايا. كما استنكر الحادث المرجع الإسلامي العراقي الشيخ حسن المؤيد.

وأدانت إيران الحادث، ونقلت قناة «برس تي في» الإيرانية أمس عن المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمان باراست، قوله: «إننا ندين مقتل أبرياء خلال هذا التفجير»، معربا عن تعازيه للحكومة والشعب المصري في ضحايا هذا الحادث.

وفي الكويت بعث ولي عهد الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، والشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، رئيس الوزراء الكويتي، ببرقيتي تعزية للرئيس مبارك، بينما أعربت الأوساط النيابية والشعبية الكويتية عن إدانتها للانفجار، واصفة إياه بـ«الجريمة الإرهابية».

كما أدان الحادث الكثير من المؤسسات الرسمية والأحزاب المصرية والجمعيات والاتحادات والنقابات المهنية والفئوية من داخل البلاد وخارجها، منها اتحاد أدباء وكتاب مصر، واتحاد المصريين في النمسا، والمصريون المقيمون في بروكسل والمدن البلجيكية الأخرى من المسيحيين والمسلمين.

وأدانت اليونان الحادث الإرهابي الذي وقع في مدينة الإسكندرية، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات، وأعربت اليونان في بيانها عن خالص تعازيها لأسر الضحايا والشفاء العاجل للمصابين، وأن اليونان تعرب عن وقوفها بجانب مصر، حكومة وشعبا، خصوصا في هذا الوقت العصيب. كما جاء في البيان الرسمي على لسان المتحدث باسم الخارجية غريغوري ديلافيكوراس أن اليونان تدين بشدة الهجوم الإرهابي البشع، وأن أقل ما يوصف به هذا العمل أنه وحشي وإجرامي، ولا بد من التذكير بأهمية الكفاح المشترك ضد الإرهاب، ولا يمكن قبول أي مبرر أو سبب تحت أي مسمي، يضفي الشرعية على العنف الوحشي والإرهاب الأعمى.